الصومال: عملية عسكرية نوعية وتحذيرات من قادم الأيام
نفذت أجهزة المخابرات العامة والأمن في الصومال عملية نوعية ضد ما يسمى بـ «حركة الشباب»، في وقت حذر فيه مسؤول رسمي من تداعيات الاتفاق الأخير بين حكومة أرض الصومال الانفصالية وإثيوبيا.
قالت وكالة الأنباء الصومالية اليوم الخميس إن 20 مسلحا من حركة الشباب قُتلوا في عملية أمنية نفذتها أجهزة المخابرات العامة والأمن.
وأضافت الوكالة أن الضربة دمرت مركز الاتصالات والمنشآت الخاصة بتصنيع المتفجرات الخاصة بحركة الشباب.
وتشن حركة الشباب أعمال عنف بالصومال منذ عام 2006، وتمكنت الأجهزة الأمنية من استعادة مساحات واسعة من أراض استطاعت الحركة السيطرة عليها.
في المقابل جذر وزير صومالي سابق من تبعات اتفاق وقعته إثيوبيا مع جمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد، قائلا إنه يمثل تهديدا للأمن القومي العربي وليس للصومال وحده، ووصفه بأنه «انتهاك سافر لسيادتها ووحدة أراضيها».
وأبلغ وزير التخطيط السابق عبد الرحمن علي عينتي، وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الذي يستعد لبدء ولاية جديدة في الحكم هذا الشهر يجري ما وصفها بجهود مثمرة لحماية البلاد، بينها توقيع اتفاقيات دفاع مشترك كخطة استراتيجية عسكرية.
يشير عينتي إلى مذكرة تفاهم وقعتها إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال في أول يناير الجاري يمنح بموجبها إثيوبيا حق استخدام واجهة بحرية بطول 20 كيلومتراً من أراضيه لمدة 50 عاما، في تحرك أدانته الحكومة الصومالية التي أكدت أنها ستتصدى لهذه الاتفاقية بكل الوسائل القانونية معتبرة إياها "عدوانا وانتهاكا صارخا" لسيادتها.
موقف مصري واضح
قابل الاتفاق ردود فعل سلبية من دول عربية، بينها مصر التي قال رئيسها عبد الفتاح السيسي إن بلاده «لن تسمح بأي تهديد لدولة الصومال أو أمنها وسيادتها».
وأكد السيسي خلال استقباله الرئيس الصومالي في القاهرة هذا الأسبوع رفض مصر للاتفاق بين أثيوبيا وإقليم أرض الصومال.
وقال إن مصر لن تسمح لأحد بتهديد الصومال أو يمس أمنها، مطالبا إثيوبيا بأن تسلك الطرق التقليدية للحصول على ما وصفها بأنها «تسهيلات من الأشقاء في الصومال وجيبوتي وإريتريا».
ولفت الوزير الصومالي السابق، وهو أيضا عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن استقلال وسيادة الصومال لأراضيها، إلى أن الخطوة التي اتخذتها إثيوبيا التي يقع بها مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا «تنتهك أعراف حسن الجوار والعلاقات التاريخية بين البلدين وتنسف جهود الصومال لفتح صفحة جديدة مع إثيوبيا في الفترة الأخيرة».
رسميا: مصر تهدد أثيوبيا بعدم التدخل في الصومال..
الرئيس السيسي: لن نسمح بتهديد الصومال، ومحدش يجرب مصر..
الصومال عضو في الجامعة العربية وتخضع لمادة الدفاع المشترك
لا يحق لأثيوبيا انتزاع منفذ بحري بالقوة، ولكن يمكنها الاتفاق مع دول الساحل الثلاث جيبوتي والصومال وأرتيريا… pic.twitter.com/M5mNBs6qRa
— سامح عسكر (@sameh_asker) January 21, 2024
مطالب بسحب مقر الاتحاد الإفريقي
وأضاف «لا يمكن أن تستضيف إثيوبيا مقرا الاتحاد الأفريقي لأنها تنتهك مواثيق الاتحاد التي تنص على عدم التعدي على سيادة دول الأعضاء في الاتحاد وتهديد وحدتها. لكن إثيوبيا جنحت إلى ممارسة ما يتعارض مع ميثاق الاتحاد الأفريقي. الحكومة الصومالية ستتخذ كل ما يلزم لردع إثيوبيا عن طموحها لانتهاك سيادة الصومال بتوقيع مذكرة تفاهم مع إقليم صومالي».
دعم عربي للصومال
في المقابل وصف وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماع طارئ عُقد مؤخرا لدعم الصومال، اتفاق إثيوبيا وأرض الصومال بأنه «انقلاب صارخ على الثوابت العربية والأفريقية والدولية المستقرة، ومخالفة واضحة للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية النافذة».
في رد مبطن على تصريحات الرئيس المصري، قال مستشار رئيس الوزراء الإثيوبي للأمن القومي رضوان حسين إن جهات لم يسمها تحاول تقديم نفسها كأصدقاء للصومال «مدفوعة بالعداء» تجاه أديس أبابا، في إشارة للأزمة الحالية بين أديس أبابا ومقديشو.، وفق وكالة AWP.
وقال حسين عبر منصة إكس «بعض الجهات الفاعلة التي لم تقدم الكثير من الدعم للصومال خلال فترة حاجته الماسة، تحاول تقديم نفسها كأصدقاء حقيقيين للصومال. ولكن من الواضح أن ما يدفعهم ليس الود تجاه الصومال، بل العداء تجاه إثيوبيا».
شاهد| «محدش يجرب مصر».. السيسي يحذر إثيوبيا من المساس بالصومال