«أوقات عصيبة».. حرب غزة تلاحق حملة بايدن
يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن واقعا صعبا فيما يسعى للفوز بولاية رئاسية ثانية، إذ يواجه ضغوطا داخلية، فيما ينذر النزاع في غزة بإشعال الشرق الأوسط بأكمله في أي لحظة.
خلال مؤتمر انتخابي لبايدن في أكبر نقابة عاملين في قطاع السيارات في واشنطن، عطّلت هتافات محتجين على العدوان على غزة خطابه لمدة وجيزة، وهو أمر تكرر لليوم الثاني على التوالي، قبل أن يقتادهم حراس الأمن إلى خارج القاعة. كما تجمّع حوالى عشرة متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين اتهموا بايدن بـ«الإبادة» خارج مقر المؤتمر.
ضغوط عمالية على بايدن
في ديسمبر، دعت نقابة «عمال السيارات المتحدين» إلى وقف لإطلاق النار في غزة، لتكون أكبر نقابة أميركية تقوم بذلك، وهو موقف يتعارض مع موقف بايدن الذي دعم إسرائيل بقوة منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر التي شنّتها حماس في فلسطين المحتلة.
لم تلعب السياسة الخارجية تاريخيا غير أدوار صغيرة في حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية ويستبعد أن يختلف الوضع في 2024، ما لم تطرأ أي تطورات كبيرة. لكن دعم بايدن الثابت للعدوان الإسرائيلي على غزة يعقد الأمور أكثر إذ أن موقفه هذا قوبل بانتقادات حادة من أنصاره وآخرين إلى اليسار، وفق وكالة فرانس برس.
وقد تعود هذه القضية لتسدد ضربة له في نوفمبر في ولايات متأرجحة مهمة (تصوّت أحيانا للجمهوريين وأحيانا أخرى للديموقراطيين) مثل ميشيغان التي تضم عددا كبيرا من السكان العرب والمسلمين، كما أنها قد تكلّفه أصوات شريحة كبيرة من الشباب.
«التخلي عن بايدن»
ومع اندلاع العدوان على غزة، بدأت ما تسمى حملة «التخلي عن بايدن» عندما طالب الأميركيون المسلمون في مينيسوتا من الرئيس، بأن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة بحلول 31 أكتوبر. وامتدت الحملة إلى ميشيغان وأريزونا وويسكونسن وبنسلفانيا وفلوريدا.
وفي ديسمبر الماضي، تعهد زعماء مسلمون أميركيون من 6 ولايات متأرجحة، تعد حاسمة في انتخابات الرئاسة الأميركية، بحشد مجتمعاتهم ضد إعادة انتخاب الرئيس، جو بايدن، بسبب دعمه للعدوان على غزة، لكنهم لم يستقروا بعد على دعم مرشح بديل في انتخابات 2024.
وقال جيلاني حسين، مدير فرع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في مينيسوتا، عندما سئل عن بدائل بايدن: «لا نملك خيارين بل خيارات كثيرة» وأضاف: «نحن لا ندعم (الرئيس السابق دونالد) ترامب»، موضحا أن «الجالية المسلمة ستقرر كيفية إجراء مقابلات مع المرشحين الآخرين». ولفت حسين إلى أنه «يعبر عن آرائه الشخصية، وليس آراء (كير)».
وبعد أشهر من حرب غزة، امتدت بالفعل العدوان على غزة إلى البحر الأحمر وخليج عدن حيث يهاجم الحوثيون سفنا في المنطقة فيما استهدفت مجموعات مسلّحة أخرى مؤيّدة لطهران القوات الأميركية في سوريا والعراق. وفي الحالتين، ردّت الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات انتقامية.
ورغم أنها ليست في حالة حرب عمليا، إلا أن الولايات المتحدة تجد نفسها منخرطة عسكريا، وهي عوامل لا تخلق مجتمعة بيئة مواتية لبايدن فيما يكثّف حملته على أمل إعادة انتخابه في نوفمبر.
ولعل الأسوأ من ذلك كلّه بالنسبة للرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاما هو أن خصمه الجمهوري المحتمل، الرئيس السابق دونالد ترامب، استخدم حالة عدم الاستقرار الدولية سلاحا لمهاجمة ما اعتبره ضعف بايدن.
في هذا السياق، تؤكد المستشارة الديموقراطية ميليسا دي روزا بأن «الشعور بعدم الاستقرار الناجم عن هذه النزاعات، فضلا عن قضية الحدود، سيلعب دورا في هذه الانتخابات».
اقرأ المزيد:
ضربات أميركية جديدة لا تردع الحوثي.. ماذا قال بايدن؟ (فيديو)