غزة على أعتاب «سجن كبير».. بين المنطقة العازلة وكابوس التهجير
بات قطاع غزة على أعتاب التحول إلى سجن كبير بين جدران منطقة عازلة على طول الحدود يسارع جيش الاحتلال الإسرائيلي في تشييدها بالجزء الشمالي من قطاع غزة، ودفع الفلسطينيين إلى رفح على حدود غزة تحت نيران المجازر المستمرة في خان يونس، جنوب القطاع.
وتقول صحيفة (وول ستريت جورنال) في تقرير لها اليوم الخميس إن جنود الاحتلال يواصلون العمل منذ نوفمبرالماضي لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود في الجزء الشمالي من قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن جندي إسرائيلي وآخرين من جنود الاحتياط قولهم إن «الأوامر التي وصلتهم من قادتهم تفيد بتطهير منطقة بعرض كيلومتر واحد على طول الحدود، في إطار خطة إسرائيلية لبناء منطقة أمنية عازلة داخل غزة سيُمنع الفلسطينيون من دخولها».
وأشارت الصحيفة إلى أن «الجنود يستخدمون الجرافات وغيرها من المعدات الثقيلة لتجريف الأراضي الزراعية وتسوية الصوبات الزراعية وغيرها من المنشآت والمباني بالأرض وسد فتحات ممرات الأنفاق التي خلفها مقاتلو حماس».
منطقة عسكرية عزلة شمال غزة
ونقلت (وول ستريت جورنال) عن الجندي قوله «تم تسوية كل شيء بالأرض.. .كانت زراعات في الغالب، والآن أصبحت منطقة عسكرية، منطقة محظورة تماما». واعتبرا الصحيفة الأميركية أن إقامة هذه المنطقة ستتيح مجالا واضحا للرؤية حتى تتمكن القوات الإسرائيلية من رصد أي شخص يقترب من الحدود وإطلاق النار عليه.
كان مسؤولون أميركيون قد حذروا من أن تحويل منطقة على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل إلى منطقة محظورة سيزيد مخاوف الفلسطينيين من أن إسرائيل تعتزم احتلال القطاع أو حتى جزء منه، وسيجعل من الصعب إقناع الحكومات العربية بالمساعدة في إعادة بناء القطاع بعد توقف الحرب.
حصار خان يونس
في هذه الأثناء، أعلن جيش الاحتلال أنه حاصر خان يونس، ودعا السكان إلى التوجه جنوباً إلى رفح على الحدود مع مصر، لكن المعارك تجعل الانتقال خطيراً إلى هذه المنطقة حيث يحتشد القسم الأكبر من النازحين جراء الحرب وعددهم 1، 7 مليون فلسطيني.
بدورها، قالت وزارة الصحة في غزة اليوم الخميس إن 20 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 150 في عدوان إسرائيلي استهدف فلسطينيين ينتظرون المساعدات عند دوار الكويت بالقطاع. وذكرت الوزارة أن عدد الشهداء مرشح للزيادة نظرا لوجود عشرات الإصابات الخطيرة التي وصلت إلى مجمع الشفاء الطبي الذي بات يفتقر للإمكانيات الطبية.
وأضافت على صفحتها على تيليغرام «الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة بحق آلاف الأفواه الجائعة التي كانت تنتظر المساعدات الإنسانية عند دوار الكويت بغزة».
معارك بين الاحتلال والمقاومة
ودارت معارك عنيفة الخميس بين جيش الاحتلال ومقاتلي حركة حماس الفلسطينية في جنوب قطاع غزة، ولا سيما في مدينة خان يونس، غداة قصف ملجأ تابع للأمم المتحدة يؤوي نازحين فلسطينيين ما أثار تنديداً شديداً.
وفي دير البلح في وسط قطاع غزة، أظهرت مقاطع فيديو لفرانس برس قبوراً كُتبت علها أسماء الشهداء، في شوارع مغطاة بالحطام وبين مبان نخرتها القذائف. وقال أحمد عبد السلام، أحد سكان مخيم المغازي للاجئين في المدينة، «إنها تشبه القبور، لكنها ليست قبوراً حقيقية". وأضاف "إنها مقابر جماعية دفنّا فيها عائلات بأكملها، تمت إبادتها».
وأكدت وزارة الصحة في غزة في بيان يوم الخميس استشهاد 25900 فلسطيني وإصابة 64110 آخرين في االعدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر.
اقرأ المزيد:
«أوقات عصيبة».. حرب غزة تلاحق حملة بايدن
مسؤول صومالي: اتفاق إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال يهدد الأمن القومي العربي برمته