وزير الاقتصاد اللبناني: حرب غزة أعادتنا 100 خطوة للوراء
يعاني لبنان من أزمات اقتصادية طال أمدها، لكن أحداث غزة ضاعفت من تبعاتها وأجهضت محاولات للنهوض.
وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام وصف مايمر به اقتصاد بلاده لوكالة أنباء العالم العربي بـ«ظروف صعبة حتى ما قبل الحرب الحالية»، مضيفا أن الاشتباكات والقصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل أثرت على موسم الشتاء السياحي.
وقال سلام في مقابلة الحرب التي تدور في قطاع غزة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة منذ 110 أيام والتي أودت بحياة قرابة 26 ألف شخص قد أوقفت بعض التعافي الذي شهده لبنان في الموسم الصيفي.
ضربة قوية للاقتصاد
وقال سلام في إن «الحرب التي حصلت أثرت على الداخل اللبناني وضربت الموسم السياحي. هذه المواسم بمثابة الأوكسجين للاقتصاد اللبناني.. كنا ما زلنا خارجين من موسم سياحي صيفي ناجح بامتياز عزز الوضع في البلد قليلاً من ناحية السيولة وحركة الأموال وتواجد المال في البلد، شغل الفنادق والقطاع الخاص والبيع والشراء وخلق ديناميكية اقتصادية كنا بدأنا بالتعويل عليها».
الوزير استدرك بالقول أن الجولة الحالية من الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي «أوقفت هذه المسيرة وتسببت أضرار كبيرة».
«هناك بعض الاضرار التي لا يتم تسليط الضوء عليها، فلا يجب أن نستهين بالدمار والخراب والسم الذي يضرب جنوب لبنان وزراعة لبنان.».
زهير ماجد المحلل السياسي قال في تصريح لـ «خليجيون» إن الصراع في الجنوب يؤثر بشكل مباشر على بلد يعاني أصلا من أزمات اقتصادية خطيرة.
وأشار الوزير إلى اتهامات لإسرائيل باستخدام مواد سامة في قصف جنوب لبنان، وقال إن تلك القذائف «ضربت موسم الزيتون».
وتابع «كثر هم من لا يعرفون أن موسم الزيتون وشجرة الزيتون هي من أهم الزراعات اللبنانية التي تصدر وتلعب دوراً هاماً في الأرقام الاقتصادية كمنتج زراعي».
أزمة اقتصادية طاحنة
ويعيش لبنان أزمة اقتصادية طاحنة تجلت في 2019، مع انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية ليصل سعرها اليوم مقابل الدولار الأميركي إلى 89 ألف.
ودخل لبنان موجة من الاحتجاجات والاعتصامات، أبرزها القطاع المصرفي الذي ناله النصيب الأكبر من سخط المودعين العاجزين عن استرداد ودائعهم بالدولار الأميركي.
وقال سلام إن التوتر الذي يشهده البحر الأحمر في الوقت الحالي في ظل هجمات تشنها جماعة الحوثي على السفن التي تعتقد أنها تحمل شحنات لإسرائيل قد أثر بدوره على الاقتصاد اللبناني المعتمد بكثافة على الاستيراد من آسيا.
وأضاف «موضوع البحر الأحمر وعدم وصول البواخر، حيث تشكل السلع المستوردة عبر البحر الأحمر مقدار 40 بالمئة من قيمة السلع المستوردة في لبنان، من الصين وآسيا وغيرها، هذا أيضا ارتفعت أسعاره، أو تأخر وهناك شحنات ألغيت وخلقت عبئاً اقتصاديا وشغورا بتواجد المنتجات، ما أجبر بعض التجار أن يشحنوا منتجاتهم من أماكن أخرى بأسعار أعلى».
وتطرق سلام إلى قضية مرفأ بيروت الذي لم يتم حتى الآن البدء في عمليات ترميمه منذ الانفجار الكبير الذي دمره في صيف عام 2000.
وقال «من المؤسف أنه تأخرت إعادة دور مرفأ بيروت وترميمه وإصلاحه، وهناك الكثير من العمل بموضوع البوابات المتعلقة بالشحن والتجارة الخارجية ولكننا يجب أن نبني مرفأ حقيقياً على البحر المتوسط لأنه ليس الكثير من الدول تملك هذا الامتياز».
وزير الاقتصاد اللبناني أضاف «يجب أخذ هذا الموضوع على محمل الجد ولكن أكرر أن للدخول في هكذا مخاص، إما أن تبنيه الدولة، أو ستجلب مستثمرين، أو تتم خصخصته أو القيام بشيء ما، ولكن لليوم لم يتحرك ساكن وهذا ألقي اللوم على الجو السياسي العام الذي يعطل كل هذه المشاريع بما فيها بنى تحتية أساسية ومصادر دخل أساسية للبلد».
خليجيون| لبنان بين «جنوب مشتعل» و«شمال يترقب»
مسؤول صومالي: اتفاق إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال يهدد الأمن القومي العربي برمته