«خليجيون» تفتش وراء ألاعيب «إعلام الموساد».. من نكسة 67 إلى حرب غزة
يرصد عسكريون ومحللون عرب «ألاعيب» إعلامية يمارسها الموساد في الحروب الإسرائيلية المتعاقبة ضد العرب منذ عقود، وآخرها العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي تجاوزت حصيلة شهدائه 26 ألفا منذ شهر أكتوبر الماضي.
ومن بين محاولات تبييض جرائم الاحتلال في غزة، مزاعم إعلام جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل مسلمين داخل صفوف قوات الاحتلال في غزة، الأمر الذي اعتبره محللون أكاذيب وادعاءات للتغطية على فضيحة سقوط 24 جندي في حي المغازي بغزة.
مبررات عدوان 67
ويرصد وكيل المخابرات العامة المصري الأسبق، اللواء محمد رشاد «أهدافا مخابراتية لنشر أخبار متعلقة عن مشاركة مسلمين في الجيش الإسرائيلي على رأسها محاولة تمييع القضية الفلسطينية»، مستعبدا «تأثر العرب والمسلمون بمثل تلك الدعايا وعدول تفكيرهم عن العداء الأزلي مع العدو الإسرائيلي».
ويقول رشاد في تصريح إلى «خليجيون» إن «الموساد يزيف الهدف المباشر لمعاركه في غزة بتصويرها بحرب دفاع عن دولة إسرائيلية، لكنها حرب دينية يهودية خالصة»، مضيفا إن «إسرائيل دولة تتبع المنظومة العسكرية (الجيش و الموساد)، لذلك فإن الهدف من الحرب ليس للدفاع عن الإسرائيليين كما يزعمون ولكن القضاء على حماس».
دعاية حرب 1967
ويعيد المسؤول الإستخباراتي المصري السابق التذكير بالعدوان الإسرائيلي عام 1967، قائلا:«إن إسرائيل بررت عدوانها حينذاك بحماية شعبها من الهجمات التي تتعرض لها من متسللين على الحدود السورية، ومن ثم احتلت الجولان وسيناء التي حررنها في أكتوبر 73»، لافتا إلى أن «الأكاذيب الإسرائيلية عادة لن تتغير على مر الزمان».
وحسب محللين استخبارتيين، فإن الموساد وظف أدوات الدعاية السوداء والبيضاء والرمادية في حربه الإعلامية، بالاستعانة بأفيخاي أدرعي، الناطق باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي، منذ عام 2006، إذ يستعين الناطق الإسرائيلي ذو الأصول العراقية بآيات قرآنية و مستشهدا بنماذج زرعها داخل الجيش وادعى أنها مسلمة أوعربية تؤيد ما يسموه (الوطن الإسرائيلي).
الموساد يراوغ العرب والمسلمين
ويقول الدكتور سامح عباس أستاذ الإسرائيليات بجامعة قناة السويس، إن «الموساد الإسرائيلي يراوغ العرب والمسلمين، عبر بث الأكاذيب والانطباعات المزيفة سواء داخل المجتمع الإسرائيلي أو الجيش»، لافتا إلى أن إعلان أدرعي والإعلام الإسرائيلي عن «مقتل عرب في صفوف قواته مجرد أكذوبة الهدف منها الترويج لمزاعم تقول أنه حربه ليست ضد العرب أو المقاومة».
ويفند عباس في تصريح إلى «خليجيون» هذه الدعاية الصهيونية بالقول: «قانون الخدمة العسكرية في إسرائيل يمنع العرب من الانضمام للجيش نظرا لمعتقداتهم الرافضة لوجودهم الاحتلال، كما يسري القرار على اليهود المتدنيين، لرفضهم التعامل مع المجندات الإسرائيليات». ويوضح عباس أن «الجيش الإسرائيلي يلجأ إلى تأجير الدروز ليكون بمثابة مرتزقة لا ولاء لهم إلا للمال، كما حدث في سوريا فمنهم من حارب مع جيش بشار الأسد، ومنهم أيضا من حارب ضده»
أدرعي وآيات القرآن
ومنذ سنوات سجل أدرعي نشاطا كبيرا عبر منصات «سوشيال ميديا» التي تلقى إقبالا عربيا كبيرا، ففي يناير 2023، علّق المتحدث باسم جيش الاحتلال على الهجوم الذي وقع شمال القدس ضد مجموعة من الإسرائيليين بالقرب من كنيس يهودي. وفي يوليو 2023 وجه أدرعي إلى المقاومين في مخيم جنين، داعيا إياهم ترك السلاح.
ومحاولا إضفاء مصداقية على أهداف العدوان على غزة، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مقطعا قديما للممثل المصري، عادل إمام، وجه فيه انتقادات للحركات التي تحكم قطاع غزة. كما افتعل سجالا حادا مع المطربة المصري أنغام على منصة «إكس»، حول الحرب في غزة.
حرب إعلامية
ويفسر أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة، الدكتور صفوت العالم، لجوء إعلام جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى التقرب من العرب عبر تهنئتهم في الأعياد ومواساة البعض والترويج لمزاعم مقتل مسلمين أو عرب داخل جيش الاحتلال بأنه «محاولة لإرهاب العرب والإعلاميين أصحاب الحملات المضادة لنهج الجيش الإسرائيلي لا سيما في حربه على غزة التي تستهدف إبادة المقاومة وتهجير الشعب الفلسطيني».
ويقول العالم في تصريح إلى «خليجيون»:«إسرائيل تسعى إلى توظيف عدوانها إعلاميا ضمن حربا إعلامية أخرى»، داعيا «الاعلام المصري والعربي لتبني حملة كبرى مضادة لمحاولات تشويه القضية الفلسطينية».
اقرأ المزيد
مجزرة إسرائيلية جديدة في غزة.. الاحتلال يقصف «دوار الكويت» واستشهاد وإصابة 170 فلسطينيا
«مناضل ضد العنصرية».. من هو قاضي جنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية بغزة؟
غزة على أعتاب «سجن كبير».. بين المنطقة العازلة وكابوس التهجير