نشاط عسكري صيني غير مسبوق حول تايوان
كثفت الصين نشاطها العسكري فوق وفي محيط تايوان، وهو تحرك ملحوظ ونادر في خضم توتر آخذ في التصاعد، خاصة بعد فوز «لاي تشينغ-تي» بالانتخابات الرئاسية، وهو المؤيد للانفصال.
قالت تايوان إنها رصدت 33 طائرة عسكرية و7 سفن حربية صينية في محيطها في غضون 24 ساعة، وهو العدد الأعلى منذ الانتخابات الرئاسية في 13 يناير.
وأوضحت وزارة الدفاع التايوانية، السبت، أنها رصدت منطادان صينيان في أجواء مضيق تايوان، حسب تعداد حتى السبت عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (الساعة العاشرة ليلا بتوقيت غرينتش الجمعة).
وأضافت أن 13 من الطائرات العسكرية عبرت الخط الأوسط الفاصل غير الرسمي بين الصين وتايوان الذي لا تعترف به بكين.
وانتخب التايوانيون رئيسا للجزيرة، لاي تشينغ-تي، من الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي تعهد بحماية تايوان من «تهديد وترهيب» بكين. ووصفت الصين، التي تعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتريد استعادته، بالقوة إن لزم الأمر، الرئيس المنتخب بأنه «انفصالي خطر».
وتفيد السلطات التايوانية بتوغلات شبه يومية لطائرات تابعة للجيش الصيني، الذي أجرى العام الماضي أكبر مناورات عسكرية في محيط الجزيرة.
وفي سبتمبر الماضي، أرسل الجيش الصيني 103 طائرات إلى محيط تايوان في غضون 24 ساعة، وهو ما اعتبرته تايبيه «عددًا قياسيًا».
يذكر أن جوهر الصراع بين الصين وتايوان يكمن في حقيقة أن بكين ترى تايوان مقاطعة منشقة سيعاد ضمها إلى البر الصيني في نهاية المطاف، فيما يختلف الكثير من التايوانيين مع وجهة نظر بكين، إذ أنهم يرون أن لديهم أمة منفصلة، سواء تم إعلان استقلالها رسميا أم لا.
وكان العام 2018 فارقًا في الأزمة، حين صعّدت الصين من ضغوطها على الشركات الدولية، وأجبرتها على إدراج تايوان كجزء من الصين على مواقعها على الإنترنت، وهددت بمنعها من ممارسة الأعمال التجارية في الصين إذا لم تمتثل.
وعندما فازت «تساي إنغ ون» بولاية ثانية في عام 2020، كانت هونغ كونغ قد شهدت شهورا من الاضطرابات، حيث تظاهر الكثيرون ضد النفوذ المتزايد للبر الرئيسي (الصين)، وهو تطور كان كثيرون في تايوان يراقبونه عن كثب.
في وقت لاحق من ذلك العام، كان يُنظر على نطاق واسع إلى تطبيق الصين لقانون الأمن القومي في هونغ كونغ، على أنه علامة أخرى على أن بكين أصبحت أكثر حزماً في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، كثفت الولايات المتحدة تواصلها مع تايوان وطمأنت تايبيه على دعمها المستمر. وفي سبتمبر الماضي، أرسلت واشنطن مسؤولا رفيع المستوى في وزارة الخارجية إلى الجزيرة في أول زيارة رسمية من نوعها منذ عقود.
وانتقدت بكين بشدة الاجتماع، وحذرت الولايات المتحدة من «عدم إرسال أي إشارات خاطئة لعناصر» استقلال تايوان «لتجنب إلحاق ضرر شديد بالعلاقات الصينية الأمريكية».
وخلال تلك الزيارة المثيرة للجدل، أجرت الصين تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في الممر المائي الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي. وقالت إدارة الرئيس جو بايدن إن التزامها تجاه تايوان «متين للغاية».
اقرأ أيضًا:
تايوان تسدد ضربة للصين.. المرشح المؤيد للاستقلال يفوز بالرئاسة