بالتفاصيل.. خطة مصرية لتفادي الصدمات السعرية للقمح

الأحد, 28 يناير, 2024 - 12:08 م

صوامع القمح في مصر

القاهرة: «خليجيون»

كشفت مصادر مصرية عن مخطط لمواجهة الصدمات السعرية لأسعار القمح عالميا خاصة عقب الحرب الروسية الأوكرانية، من خلال زيادة القدرات التخزينية لصوامع القمح بأكثر من 250%.

وزادت الطاقة الاستيعابية لصوامع القمح المملوكة للحكومة المصرية لتصل إلى 4.2 مليون طن بنهاية 2023، مقابل 1.25 مليون طن خلال 2017 في إطار خطة تأمين احتياجات أكبر بلد مستورد للقمح في العالم.

وتعد مصر أحد أكبر مستوردي القمح في العالم، كما أن مشترياتها تُتابع عن كثب كمرجع عالمي، وهي تشتري عادة من الخارج ما يصل إلى 12 مليون طن سنويًا للقطاعين الحكومي والخاص.

مصر تخطط لإنشاء 6 صوامع جديدة لتخزين القمح

الاستراتيجية المصرية في هذا الإطار، تتضمن إنشاء 6 صوامع جديدة بمناطق متفرقة من البلاد خلال العام 2024 بتكلفة استثمارية 145.6 مليون دولار، على أن تمول الوكالة الفرنسية للتنمية المشروع بمنحة قيمتها 61.5 مليون دولار.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية لصوامع تخزين القمح المستهدف إنشائها خلال العام الجاري 420 ألف طن، بما يرفع الطاقة التخزينية لمصر إلى 4.620 مليون طن، حسبما نقلت قناة "العربية" عن مصادر مصرية.

وأوضحت أن القدرة التخزينية التي ستضيفها الصوامع الستة الجديدة المستهدف إنشائها خلال العام الجاري تمثل نحو 10% من الطاقة الاستيعابية الحالية. وسجلت كميات القمح التي استوردتها مصر خلال العام الماضي 2023 نسبة زيادة تتراوح بين 12 و15% عن نفس المستويات التي جرى استيرادها خلال 2022 والتي بلغت 9.6 مليون طن، تمثل حصة الحكومة فيها الجانب الأكبر.

مصر ستستورد 7 ملايين طن من القمح خلال 2024

وقال وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، الدكتور علي المصيلحي، في بيان صحفي، إن مصر ستستورد نحو 7 ملايين طن من القمح في عام 2024.

وقالت المصادر المصرية إن بلادها تستهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع المملوكة لها على الأقل 2.5 إلى 3 ملايين طن خلال فترة زمنية تتراوح بين 3 إلى 4 سنوات لتصل الطاقة التخزينية للقمح إلى ما بين 6.5 و7 ملايين طن.

وهذه السعات كافية بالنظر إلى عدد السكان بنهاية العام الماضي 105.8 مليون نسمة، ونمو السكان وتدفق اللاجئين، ما يفرض زيادة القدرة التخزينية للحبوب في مصر.

تتوزع الصوامع الجديدة التي سيجرى إنشاؤها في محافظة كفر الشيخ بطاقة 90 ألف طن، وزيادة الطاقة الاستيعابية لصوامع بنى عبيد بالدقهلية لتصل إلى 60 ألف طن في مقابل 30 ألفا في الوقت الحالي.

كما تتضمن توسعة صوامع كوم أبو راضي 2 بمحافظة المنيا إلى 120 ألف طن في مقابل 60 ألفا حاليًا، وإنشاء صومعة جديدة في أسيوط بسعة 90 ألف طن وأخرى في المنوفية بقدرة 45 ألف طن وصومعة جديدة في المنيا 105 آلاف طن بحسب تقرير صادر من لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب بشأن التوصية بالموافقة على المنحة الموفرة من الوكالة الفرنسية للتنمية.

المشروع القومي للصوامع

وتعكف مصر على تنفيذ المشروع القومي للصوامع، وهو واحد من خطط الدولة للحفاظ على الغذاء وتأمين المخزون الاستراتيجي منه، وتضمن إنشاء نحو 50 صومعة، بسعة تخزينية تقدر بنحو 1.5 مليون طن. موزعة على 17 محافظة.

كان عدد الصوامع في مصر قليلًا، ولا يكفي للتخزين، ويُخزن القمح في شون غير مؤمنة وكانت نسبة الهدر تصل إلى 15%، فإذا كانت الدولة تخزن 9 ملايين طن، فإن الهدر يصل إلى مليون طن، وهو يساوي 4.5 مليار جنيه بالسعر الحالي للقمح.

وفي العام 2014 بلغت السعات التخزينية ما يقرب من 1.2 مليون طن، في حين الاستهلاك من القمح التمويني شهرياً 800 ألف طن قمح، ما يعني أن الاحتياطي الاستراتيجي من القمح، والذي كان يمكن تخزينه في الصوامع ما يبلغ وقتها شهرًا وأسبوعًا، ويجرى تخزين الباقي في الشون.

بدأت مصر في تنفيذ المشروع عام 2015 على مساحة تقدر بنحو 20 ألف متر للصومعة الواحدة، باستخدام أحد أهم التقنيات، التي تتمثل في وضع ميزان بسكول لوزن أجولة القمح المحملة في السيارات، ويتم تشغيلها من خلال غرفة التحكم التي تُمكن المنظومة الجديدة من إخراج الكميات المطلوبة من الأقماح دون هدر.

وتصل مدة تخزين القمح في الصوامع إلى سنة، أو سنة ونصف وتكون مخزن بجودة عالية مع الحفاظ مدة تخزين القمح في الصوامع تصل إلى سنة، أو سنة ونصف وتكون مخزن بجودة عالية مع الحفاظ على درجة الرطوبة ودرجة الحرارة وفقاً للنظم الآلية المتبعة داخل الصومعة.

وتعتبر «الصومعة» المكان الذي يتم فيه تخزين الحبوب، وهي أكثر تطورًا من «الشونة» التي تستخدم فقط كمخزن مؤقت، حيث تتكون الصوامع من مبانٍ مجهزة لتخزين الحبوب وتحميلها وتفريغها قبل بيعها أو استخدامها، وتوجد الصوامع عادة في المزارع والطواحين ومحطات السكك الحديدية والمواني، وتخزن فيها الحبوب مثل الشعير والقمح، وتُعتبر أهم أنواع مخازن الحبوب في العصر الحديث.