خليجيون| «الحارس الأميركي» يصارع كابوس الغرق في البحر الأحمر؟
رغم مرور نحو 40 يوما على إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تشكيل تحالف دولي لمواجهة هجمات قوات الحوثي في البحر الأحمر تحت مسمى (حارس الازهار)، بمشاركة 9 دول، إلا أن مراقبين رصدوا بوادر الفشل قد بدت تحوم على تلك العملية نظرا لاستمرار الحوثيون في توجيه ضرباتهم.
وفي مقابل استمرار القصف الأميركي والبريطاني لأهداف تابعة لقوات الحوثي، كان تأكيد الجماعة اليمنية يوم السبت «قدرتها على إغراق السفن والبوارج من أي نقطة في اليابسة اليمنية إلى أي نقطة في البحر الأحمر وبحر العرب والبحر المتوسط»، وفق مسؤول في الجماعة عبر منصة «إكس».
مواجهة القدرات الإيرانية
ويقول الخبير العسكري المصري اللواء حمدي بخيت، في تصريح إلى «خليجيون»: إن «الولايات المتحدة تواجه الإمكانيات العسكرية الإيرانية في أيادي حوثية»، لافتا إلى أن «إيران تمد الحوثيون بقطع بحرية وصواريخ دقيقة يمكنها إصابة أي سفينة تمر عبر البحر الأحمر بسهولة».
قام الحوثيون المدعومين من إيران بالأمس باستهداف سفينة ام/ڤي مارلين لواندا التي ترفع علم جزر مارشال والعائدة ملكيتها الى برمودا، بصاروخ باليستي مضاد للسفن في خليج عدن. تقوم سفينة مارلين لواندا بنقل شحنة من مادة النفثا للاستخدام التجاري، وهو خليط هيدروجيني سائل شديد الاشتعال. في… pic.twitter.com/FCTkGpxuuH
— U.S. Central Command (@CENTCOMArabic) January 28, 2024
وفي 16 من يناير الجاري كشف مسؤولون ومستشارون غربيون إرسال إيران أسلحة متطورة إلى حلفاءها الحوثيين في اليمن، لافتين إلى أن الميليشيا الحوثية قد تحاول مهاجمة القوات الغربية في المنطقة، ومع تصاعد التوتر لجأت أميركا إلى استجداء الصين لحث طهران على تهدئة الحوثيين.
في الوقت نفسه، يبدى محللون اهتماما بالغا بحديث الحوثي عن القدرة على إغراق أي سفينة في الثلاث بحار، ويقول اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري «الحوثيون يتعاملون في البحر كأنهم في الجبال وفشل حارس الازدهار في تحييد هجمات الحوثيين إعلان عن تفوق تلك الجماعة في بسط نفوذها العسكري في المعارك البحرية».
استهداف السفينة مارلين لواندا
وفي نوفمبر الماضي، شن الحوثيون هجمات بالبحر الأحمر تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالاحتلال أو المتوجهة إلى الأراضي المحتلة، «دعمًا للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة»، الأمر الذي دفع أميركا إلى تشكيل تحالف من عدة دول في 18 ديسمبر الجاري، لردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
ونفد الحوثيون ما لا يقل عن 34 هجومًا على السفن عبر الممرات المائية المؤدية إلى قناة السويس، وتعهدت بمواصلة الهجوم حتى تنتهي الحرب بين إسرائيل وحماس. في حين تتحدث أطراف محلية وإقليمية عن تأثير هذا التدخل على الملف اليمني المتأزم.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت القيادة المركزية بالجيش الأميركي تفاصيل جديدة فيما يخص استهداف جماعة الحوثي في اليمن للسفينة مارلين لواندا بصاروخ باليستي أدى إلى اشتعال حريق فيها.
وفي خضم هذه الخسائر، يتوقع الخبير العسكري المصري «انسحاب دول حارس الازدهار دولة تلو الآخر نظرا لارتفاع تكلفة تلك المواجهات أمام قوات لا تبكي على أي خسائر في مقابل ارتفاع فاتورة المواجهة مع الحوثي»، مشيرا إلى أن «تكلفة الصاروخ المضاد يبغ سعر 1.5 مليون دولار، في المقابل يتكبد الحوثيون 2000 دولار قيمة الطائرة المسيرة».