موقف سعودي داعم لـ«الأونروا» بعد المزاعم الإسرائيلية
طالبت المملكة العربية السعودية، اليوم الإثنين، الدول التي علقت تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، بـ«الاضطلاع بدورهم الداعم للمهام الإنسانية» تجاه سكان قطاع غزة.
قالت الوزارة، في بيان عبر حسابها على منصة «إكس»، إن المملكة «تُتابع عن كثب، التداعيات الدولية حيال عدد من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا»، مشددةً على أهمية تعزيز إجراءات المراجعة والتحقيق في تلك الادعاءات، للخروج بالحقائق المقرونة بالدلائل، خصوصًا في ظل ما يقدمه العاملون في الوكالة من تضحيات إنسانية تسببت في مقتل عدد منهم، وإصابة آخرين، جراء القصف الإسرائيلي العشوائي على دُور الإغاثة في قطاع غزة ومحيطها.
الخارجية السعودية تطالب بضمان استمرار مهام «أونروا»
وأشارت الخارجية السعودية إلى أهمية استمرار الوكالة في أداء مهامّها بما يضمن توفير المتطلبات الأساسية للفلسطينيين، للتخفيف من آثار الأزمة الإنسانية التي تشهدها فلسطين المحتلة، داعية كل الداعمين إلى الاضطلاع بدورهم تجاه اللاجئين الفلسطينيين داخل قطاع غزة المحاصَر.
#بيان | تتابع المملكة العربية السعودية عن كثب التداعيات الدولية حيال عددٍ من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مشددةً على أهمية تعزيز إجراءات المراجعة والتحقيق في تلك الادعاءات، للخروج بالحقائق المقرونة بالدلائل pic.twitter.com/5LsXRjvIyA
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) January 29، 2024
كما جدَّدت المملكة قلقها البالغ إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصَر، جرّاء الانتهاكات الصارخة لقوات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
جاء ذلك، بعدما اتهمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 12 موظفا في وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة، بالضلوع في هجمات 7 أكتوبر.
السعودية تؤكد أهمية تعزيز إجراءات المراجعة والتحقيق في تلك الادعاءات، للخروج بالحقائق المقرونة بالدلائل
وذكرت السعودية أنها «تتابع عن كثب التداعيات الدولية» حيال هذه القضية، مشددة على «أهمية تعزيز إجراءات المراجعة والتحقيق في تلك الادعاءات، للخروج بالحقائق المقرونة بالدلائل».
ولم تكشف لا إسرائيل ولا الأونروا عن أي تفاصيل أو معلومات حول هوية الموظفين أو طبيعة عملهم ومدى تورطهم في الهجوم، إن كان تخطيطا أو دعما أو تنفيذا.
ورغم ذلك، أعلنت 8 دول غربية وهي أستراليا وكندا وإيطاليا وفنلندا وبريطانيا وسويسرا وهولندا والولايات المتحدة وقف كافة أشكال التمويل للأونروا إلى حين البت في الادعاءات الإسرائيلية. كما أعلن المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أنه «إنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور وفتح تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير».
تنديد واسع النطاق
ولقي قرار الدول التي أوقفت تمويلها للوكالة الأونروا تنديدا واسع النطاق، حيث ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الدول المانحة «ضمان استمرارية» عمليات الوكالة، مؤكدا ورود أسماء 12 موظفا في الاتهامات الإسرائيلية، التي فتحت الأمم المتحدة تحقيقا فيها. وأوضح أن «9 منهم طردوا، وقتل واحد، فيما يتم التحقق من هوية اثنين آخرين».
على الصعيد الفلسطيني، ندد حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية بقرارات تعليق التمويل قائلا: «في ظل العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، نحتاج إلى أقصى قدر من الدعم لهذه المنظمة الدولية.. .ندعو هذه الدول إلى التراجع الفوري عن قرارها، الذي ينطوي على مخاطر سياسية وإنسانية كبيرة».
كما أدانت حركة حماس هذا الإعلان واتهمت إسرائيل بشن «حملة تحريض» ضد وكالات الأمم المتحدة التي تقدم الإمدادات الحيوية للفلسطينيين في غزة. وجاء في بيان لها عبر تطبيق تلغرام: «نطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعدم الاستسلام للتهديدات والابتزازات الإسرائيلية».
كارثة إنسانية منتظرة
ولا تزال المخاوف تسيطر على المنظمات الإنسانية، خشية أن يؤدي وقف الخدمات للأونروا في غزة إلى كوارث أكثر فظاعة في أماكن تواجد اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط عموما وقطاع غزة تحديدًا.
ويبلغ عدد موظفي وكالة الأونروا في الشرق الأوسط 30 ألفا بينهم 13 ألفا في القطاع يوفرون المساعدات لإنقاذ حياة 2.3 مليون شخص. وكغيرها من الجمعيات الخيرية الأهلية أو الأجنبية في غزة استمرت الأونروا في عملها بتكلفة بشرية عالية، فمنذ 7 أكتوبر قتل أكثر من 136 من موظفيها.
تدير الأونروا 350 منشأة في غزة بينها 183 مدرسة كانت، قبل الحرب، توفر التعليم لحوالي 90 ألف تلميذ وطالب فلسطيني، إضافة إلى 22 منشأة صحية و7 مراكز نسائية
وتعد الوكالة ثاني أكبر جهة توظيف في غزة بعد حركة حماس، إذ تدير 350 منشأة في القطاع بينها 183 مدرسة كانت، قبل الحرب، توفر التعليم لحوالي 90 ألف تلميذ وطالب فلسطيني، إضافة إلى 22 منشأة صحية و7 مراكز نسائية ومرافق أخرى كثيرة.
وتتعرض مدارس الوكالة ومرافقها وملاجئها بشكل متكرر للقصف الإسرائيلي الذي خلف العشرات من الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين النازحين أثناء لجوئهم إلى الأونروا.
ويرى مراقبون أن الادعاءات الاسرائيلية بضلوع موظفي الوكالة في هجوم 7 أكتوبر محض افتراء، وأن الرواية الإسرائيلية لا تستقيم مع الطبيعية الميدانية التي جرى من خلالها تنفيذ الهجوم.
اقرأ أيضًا:
جيش الاحتلال يرتكب 19 مجزرة في يوم واحد بغزة.. و«الأونروا» تستغيث
بين الدموع والأمل: الأونروا تبدأ توزيع المساعدات الإنسانية في شمال غزة