خطة من 3 مراحل تنتظر موافقة «حماس».. ننشر آخر تفاصيل «صفقة غزة»
تقترب إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) على ما يبدو من صفقة جديدة لتبادل الأسرى بوساطة مصرية قطرية أميركية سعيا لوقف الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ قرابة 4 أشهر قتل خلالها أكثر من 26 ألف شخص.
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر فلسطيني مطلع بعد مشاركة طرفي القتال في مفاوضات استضافتها باريس بمشاركة مثلث الوساطة أن المفاوضات قطعا شوطا مهمة وأن هناك توافقا على تفاصيل المرحلة الأولى من صفقة تبادل ووقف إطلاق نار مؤقت.
وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إلى أن المفاوضات وصلت إلى بحث مسألة اليوم التالي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والجهة التي ستدير القطاع.وبحسب المصدر، فإن لقاءات عديدة جرت في الآونة الأخيرة مع جهات عربية و دولية وتناولت تفاصيل اليوم التالي للحرب على غزة وضرورة العمل على تقوية السلطة من جهة والتوافق مع حركة حماس حول الخطوط العريضة.
وقال المصدر إن قيادات حماس في الخارج أبدت موافقة على ما يتم بحثه من تفاصيل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، لكنها «تنتظر ردا من قادة الحركة في قطاع غزة للمضي قدما نحو الخطوة التالية".
بدورها نقلت وكالة «رويترز» قالت مصادر مطلعة إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تدرس خطة من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ستؤمن الإفراج عن أغلب الرهائن الإسرائيليين، لكنها لا تلزم إسرائيل بإنهاء حربها مع حماس.
مأزق إنهاء حرب غزة
ويعتمد نجاح الخطة على إذا ما كانت حماس ستوافق أم لا على المرحلة الأولى من دون الموافقة على إنهاء الحرب بصفة دائمة، وهو مطلب جوهري لحماس حتى الآن. وأعد الخطة رؤساء أجهزة المخابرات في الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر ورئيس الوزراء القطري أيضا.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس وزراء قطر إنهم لا يعلمون رد حماس ولا يمكنهم التنبؤ به. وقالت حماس لرويترز في بيان يوم الثلاثاء إن المقترح سيشمل ثلاث مراحل منها الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم الحركة وعن سجناء فلسطينيين في إسرائيل. وأكد البيان بعض تفاصيل إطار عمل قدمه مصدران مطلعان على المقترح إلى رويترز.
وذكر البيان أن النساء والأطفال وكبار السن والمصابين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى وأن الخطة أُرسلت إلى غزة للحصول على رأي قادة حماس هناك. وأضاف البيان «بعدها ستلتئم قيادة حماس لنقاش الورقة، وإبداء رأيها النهائي بها».
وما زال أكثر من 100 من الإسرائيليين محتجزين، وذلك بعد أن أُفرج عن عدد مماثل في هدنة سابقة في نوفمبر تضمنت الإفراج عن العشرات من السجناء الفلسطينيين.
من هم الضامنون لاتفاق غزة؟
وتخضع للمناقشة منذ أواخر ديسمبر نسخ من إطار عمل وقف إطلاق النار المكون من عدة مراحل، لكن إسرائيل لم توقع على النسخة المبدئية حتى اجتماع دافيد برنياع مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)مع نظيريه الأميركي والمصري والشيخ محمد في باريس يوم الأحد.
وقالت مصادر مصرية إن قطر ومصر والأردن ستضمن التزام حماس بأي اتفاق، بينما ستفعل الولايات المتحدة وفرنسا الأمر نفسه مع الجانب الإسرائيلي. ولم يتسن لرويترز التأكد من طبيعة التطمينات التي ستستطيع الدول الضامنة تقديمها. ولم يرد مسؤولون إسرائيليون بعد على طلب من رويترز للتعليق.
وبدأ إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس اليوم الثلاثاء زيارة إلى القاهرة لبحث الخطة، ويقول هنية إن حماس منفتحة على جميع الأفكار التي ستؤدي إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
النساء والأطفال وكبار السن
قال مصدر مطلع على محادثات باريس ومصدر آخر على على دراية عميقة بالمحادثات ونتائجها إن المرحلة الأولى من الخطة ستشمل وقف القتال مؤقتا والإفراج عن الرهائن كبار السن والمدنيات والأطفال. وذكر المصدران أنه سيجري استئناف إرسال الشحنات الكبيرة من الأغذية والأدوية إلى قطاع غزة الذي يواجه أزمة إنسانية طاحنة.
واختلف المصدران على مدة المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، لكنهما قالا إنها سيُحدد لها شهر على الأقل.
وقال المصدران إن المرحلة الثانية ستشهد الإفراج عن المجندات الإسرائيليات وزيادة أخرى في توصيل المساعدات وإعادة الخدمات والمرافق إلى غزة، وإن المرحلة الثالثة ستشهد الإفراج عن جثث الجنود الإسرائيليين القتلى مقابل تحرير السجناء الفلسطينيين.
وذكر بيان حماس أن المرحلة الثانية ستتضمن أيضا الإفراج عن مجندين إسرائيليين. وورد في البيان «ستتوقّف العمليات العسكرية من الجانبين خلال المراحل الثلاث». وأضاف البيان «لم تحدد أعداد المطلوب الإفراج عنهم من الطرف الفلسطيني، ويترك الأمر لعملية التفاوض في كل مرحلة، مع استعداد الجانب الإسرائيلي للإفراج عن أصحاب المحكوميات العالية».
الأفراج عن الذكور في جيش الاحتلال
وقال المصدران إنه على الرغم من عدم تعهد إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار، فإن الهدف المنشود من النهج المتألف من مراحل هو المرحلة الرابعة التي ستنتهي فيها الحرب وستفرج فيها حماس عن جميع جنود الجيش الإسرائيلي الذكور المحتجزين مقابل إفراج إسرائيل عن مزيد من الأسرى الفلسطينيين فيها.
وذكر مسؤول مطلع على المفاوضات «هناك توافق على مبدأ إطار العمل، لكن التفاصيل الدقيقة لكل مرحلة لا تزال بحاجة إلى تحديدها».
وأضاف المسؤول أن حماس إذا وافقت على مقترح إطار العمل، فقد تمر أيام أو أسابيع على الاتفاق على التفاصيل اللوجستية لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والسجناء.
وقال مصدر مطلع على المحادثات التي سبقت الهدنة في نوفمبر إنه خلال تلك المحادثات انقطعت عدة مرات سلسلة الاتصالات غير المباشرة بين قادة حماس في أنفاق غزة والمسؤولين الإسرائيليين بسبب انقطاع الكهرباء وسط القتال العنيف.
والمحادثات الحالية خلف الكواليس تجري جنبا إلى جنب مع خلاف علني يبدو فيه أن كلا من طرفي الصراع يريد الضغط على الآخر من خلال إصدار بيانات تستبعد العديد من التسويات المحتملة.
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن تخرج من غزة أو تحرر الآلاف من السجناء الفلسطينيين، بينما ذكرت حركة الجهاد الإسلامي أنها لن تشترك في أي تفاهم بشأن الرهائن إلا بضمان وقف إطلاق نار شامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وهدد إيتمار بن جفير الشريك المنتمي إلى اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو اليوم الثلاثاء بالانسحاب من الحكومة إذا حدثت أي محاولة لدخول اتفاق «غير محسوب» مع حماس بشأن الرهائن.
تفاصيل مفاوضات باريس
لم يتضح ما إذا كانت المواقف المعلنة تعكس التطورات الجارية في الغرف المغلقة. وقال الشيخ محمد يوم الاثنين في ندوة نظمها مجلس الأطلسي بواشنطن عبر الإنترنت إن الإطار الذي اتفقت عليه أطراف باريس يعتمد على بنود المقترح الأول الذي قدمته إسرائيل والمقترح المقابل من حماس. وأوضح «اولنا دمج المقترحات للتوصل إلى أرضية تتوافق عليها جميع الأطراف».
ونوه المصدر ذو الدراية العميقة بالمقترح إلى أنه لا يزال من الممكن تعديله. وقال «يمكن تغيير عدد الأيام أو الرهائن، لكن النهج الحالي للتفاوض يسمح بتحقيق المكاسب لجميع الأطراف وفقا لما يهمها».
وأضاف المصدر ذو الدراية المتعمقة أن المناقشات في باريس كانت «مثمرة»»
، لكن الاتفاق لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تلقت حماس وإسرائيل ضمانات قوية من الوسطاء. وقال المصدر إن الاحتفاظ بالرهائن الذكور من الجنود الإسرائيليين حتى النهاية، قد يعطي شعورا لحماس بامتلاكها بعض النفوذ على الجيش الإسرائيلي.
إلى ذلك، وصف علي بركة، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ورئيس دائرة العلاقات الوطنية في الحركة، التقديرات الإسرائيلية عن خسائر الحركة في قطاع غزة بأنها «كلام فارغ" من "إعلام مهزوم"، وأكد أن حماس تقاتل بكل قوتها وتكبد الإسرائيليين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
حماس: حديث الاحتلال عن خسائرنا «كلام فارغ»
وقال بركة لوكالة أنباء العالم العربي «ما يجري ترديده حول خسائر حماس في غزة كلام فارغ يصدر عن إعلام إسرائيلي مهزوم يحاول رفع المعنويات الإسرائيلية». وأضاف «المقاومة تقاتل بكل قوتها في غزة وتكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، حيث قامت بتدمير أكثر من 1400 آلية إسرائيلية منذ بداية الغزو البري».
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست اليوم عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله إن نحو ربع مقاتلي حركة حماس قُتلوا خلال العمليات العسكرية الدائرة منذ نحو أربعة أشهر في قطاع غزة، مضيفا أن ربعا آخر أصيب. وأشار إلى تقديرات تفيد حسب قوله بأن ما بين 48 و60% من عناصر حماس فقدوا القدرة على القتال «فهم إما قتلى أو مصابون أو معتقلون».
غير أن بركة نفى صحة هذا الكلام قائلا «معنى ما يقوله وزير الدفاع الإسرائيلي أن حماس قد استسلمت، وكلامه هذا لا يستحق عناء الرد عليه". وأضاف «معنوياتنا مرتفعة، ونحن نقاتل على أرضنا ونحن أصحاب الحق الشرعيون ونقاتل احتلالا وقوات غازية محتلة وندافع عن أرضنا وعن شعبنا وعن مقدساتنا، ومنذ أن احتلت العصابات الصهيونية أرضنا عام 48 ونحن نقاتل».
وواصل «منذ بداية المعركة البرية ونحن مرتاحون في المواجهة، لأنه قبل المعركة البرية كان العدو الصهيوني يستخدم الطائرات الحديثة مثل إف-15وإف-16، ونحن لا نملك مضادات لهذه الطائرات، لكن عندما نزل العدو في البر وبدأ التلاحم في الميدان، كبَّدناه خسائر فادحة واستطاعت المقاومة إيقاعه في عدد كبير من الكمائن والفخاخ».
اقرأ المزيد:
كواليس «اجتماع سري» في الرياض بشأن مستقبل غزة
استقبال حافل ومباحثات مكثفة.. عودة أمير الكويت للبلاد بعد زيارة «تاريخية» إلى السعودية