خليجيون| مبادرة باتيلي تغرق في رمال الانقسام الليبي
على مدى أسبوعين، أجرى المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي جولة مكوكية بين الفرقاء السياسيين في شرق وغرب البلاد لإنعاش مبادرته لحل الأزمة الليبية عبر حوار ليبي- ليبي، بدا أنه يصطدم بتمسك ساسة ليبيا بشروطهم خصوصا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، الذي يصر على شرط تشكيل حكومة وحدة تقود البلاد إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية، تنهي انقساما استمر لأكثر من عقد.
ويقول عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي، في تصريح إلى «خليجيون»: «باختصار لن يحدث شئ لأن الأطراف متباعدة وشروطها متنافرة والغرض الأصلي هو إفشال المهمة من الطرف الليبي، والمماطلة في الحل من الطرف الفاعل».
جمود سياسي في ليبيا
في أواخر نوفمبر الماضي، حاول باتيلي كسر جمود المشهد السياسي عبر دعوة قادة المؤسسات الرئيسية الخمسة في ليبيا إلى عقد اجتماع لبحث الخطوات المقبلة للعملية الانتخابية، وذلك بعدما أصدر مجلس النواب قانوني انتخاب رئيس الدولة ومجلس الأمة في أكتوبر.
والأطراف الخمسة الرئيسية هم: رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبد الحميد الدبيبة، ورئيس مجلسي النواب عقيلة صالح، والدولة محمد تكالة، وقائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر.
وفي محاولة لإعادة إحياء مبادرته، وجه باتيلي رسالة إلى كل من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة خلال لقاءين ببنغازي وطرابلس تقضى «بضرورة مشاركة القادة الليبيين في الحوار والاتفاق على تسوية سياسية تمهيدا لإجراء انتخابات».
وبينما بدا واضحا تمسك عقيلة صالح بـ«ضرورة تشكيل حكومة موحدة للإشراف على الانتخابات». في المقابل، جدد تكالة، التأكيد على ضرورة أن «يتوافق مع الإعلان الدستوري ومع ما جرى التوافق عليه في حوارات سابقة من مخرجات واتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة وشكَّلت أساسا لما تبعها من مراحل».
وفي هذا السياق يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة درنة يوسف الفارسي يقول لـ«خليجيون» إن «الحوار الليبي- الليبي الشامل برعاية الأمم المتحدة يبدو أمرا صعبا نتيجة شروط عقيلة صالح، بحكومة موحدة ومشاركة الحكومة المكلفة من مجلس النواب في شرق ليبيا برئاسة أسامة حماد إلى جانب حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة في الحوار، أو استبعاد الحكومتين».
ورغم ذلك يشير الفارسي إلى نجاح محتمل لما تعرف بـ«الخطة ب»، والتي تقوم على انخراط المجتمع المدني والمشايخ والمكونات الأمنية والعسكرية في حوار شامل يؤدي إلى حل الأزمة الليبية.
وفي منتصف هذا الأسبوع التقى باتيلي بالقائد القيادة العامة المشير خليفة حفتر، بعد يوم من اجتماعه بالعاصمة طرابلس بأكثر من 20 ممثلا عن الجهات الأمنية والعسكرية في غرب ليبيا.
تساؤلات حول مهمة باتيلي
ومع دخول مبادرة باتيلي مرحلة حرجة، تعالت حدة الانتقادات لآداء الدبلوماسي السنغالي، بما قد يؤهله للحاق بمصير سابقيه في البعثة الأممية.
ويرجع الباحث السياسي الليبي حسن الفارسي ما يصفه بـ«ضعف آداء البعثة الأممية» إلى «عدم دراية باتيلي بديناميات الانقسام في ليبيا، لكن المجتمع الدولي هو الذي يعطي زخما لآدائه»، وينبه إلى أن «أحداث منطقة الشرق الأوسط التي خطفت الاهتمام من الملف الليبي، مع انشغال المجتمع الدولي في العدوان الإسرائيلي على غزة، والحرب الأهلية في السودان، وهجمات قوات الحوثي في البحر الأحمر».
ويقترح المعهد الإيطالي لدراسات السياسة الدولية ضرورة التوصل إلى «مبادرة سياسية جديدة، بمشاركة مباشرة من القوى الدولية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي».
وفي هذا السياق يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بنغازي، محمد حسن مخلوف في تصريح إلى «خليجيون» «ضرورة وجود ضغط دولي على الفرقاء السياسيين لتشكيل حكومة تقود إلى انتخابات، وتكون محكومة بسقف زمني».
اقرأ المزيد:
السيسي والمنفي يبحثان طرد المرتزقة من ليبيا
«خليجيون»| عودة غامضة للأمير السنوسي.. هل تحل «الملكية» أزمة ليبيا؟