«خليجيون» تستطلع أبعاد الوساطة العمانية بين الحوثي والغرب
مع تكثيف الاتصالات بين سلطنة عمان وبريطانيا هذا الأسبوع، تتزايد التكهنات بشأن وساطة قد تقودها مسقط بين الغرب والحوثيين، للحيلولة دون تفاقم التوترات في المنطقة، مع تزايد وتيرة هجمات قوات الحوثي على سفن في البحر الأحمر، مقابل عملية تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا لكبح هجمات الحوثي.
ويقول الباحث المتخصص في الشؤون الخليجية د.عبد الحميد الموافي في تصريح إلى «خليجيون» إن «الدور العماني مهم ومنطقي في هذه اللحظة لمنع تمدد الصراع في المنطقة، في ضوء ثقة بالغة تحظى بها عمان من طرفي الصراع، وخبرات سابقة في إدارة هذه الوساطات».
هجمات الحوثي.. والرد الغربي
وخلال الأسابيع الماضية، شنّ الحوثيون عشرات العمليات العسكرية التي استهدفت سفنا تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد عدوانا إسرائيليا مستمرا منذ أكتوبر.
The UK and Oman are working together to promote regional stability in the Middle East and reduce tensions.
I met HE @badralbusaidi to discuss the need for an immediate humanitarian pause in Gaza to get much-needed aid in.
We continue to work with partners on a route to a…
— David Cameron (@David_Cameron) January 30, 2024
في المقابل، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا الشهر الماضي غارات على أهداف للحوثيين في اليمن، وأعادتا الجماعة إلى قائمة الجماعات «الإرهابية» مع انتشار الاضطرابات الناجمة عن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أنحاء المنطقة.
د.عبد الحميد الموافي: الدور العماني منطقي لمنع تمدد الصراع في المنطقة
وسط المخاوف من اتساع دائرة الصراع في الشرق الأوسط، يرى مراقبون أن مسقط تحاول استثمار عُمان رصيدها السياسي في وقف الحرب في اليمن، ودورها الأساسي في إنهاء المقاطعة الخليحيى لقطر، وكذلك وساطتها الشهيرة في الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران في العام 2015.
مكالمة هيثم بن طارق وسوناك
ويوم الخميس، تلقى السلطان هيثم بن طارق مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، حيث أكد الأحير مجددًا دعم المملكة المتحدة لإحراز تقدم نحو تحقيق حل الدولتين القابل للتطبيق، وأهمية التعاون الدولي للتوصل إلى تسوية مستدامة وطويلة الأمد للأزمة.
في حين نقلت وكالة الأنباء العمانية عن السلطان هيثم تأكيده «ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وحماية المدنيين، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق، والأهمية القصوى لحلّ الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة والعمل على كل ما من شأنه ترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي».
جلال حرشاوي: الغرب يدرك الآن أن ضرباته الجوية ضد الحوثي لا تجدي نفعًا
ولم يتطرق البيانان العماني والبريطاني إلى التصعيد في البحر الأحمر، لكن هذا الاتصال جاء بعد يوم من وصول وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى مسقط ولقائه بالفريق أول سلطان النعماني وزير المكتب السلطاني و بدر البوسعيدي وزير الخارجية، حيث أكد بأن بلاده وسلطنة عمان تعملان معًا على تعزيز الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط وتقليل التوترات، وفق تغريدة له على حسابه في منصة أكس.
ويقول جلال حرشاوي الباحث في مؤسسة «غلوبال أنيشاتيف» في تصريح إلى «خليجيون»: «لندن تثق في عمان، لكن الثقة ليست المشكلة»، موضحا «عندما بدأ الحوثيون هجماتهم على السفن الغربية في البحر الأحمر، كان الرد العسكري حاضرا بضربات ضدهم، وفي تلك المرحلة المبكرة لم يكن أحد مهتمًا بالوساطة والسلام».
لكن حرشاوي يستطرد بالقول «الوضع الآن يتغير ببطء، لأن الغرب يدرك الآن أن ضرباته الجوية لا تجدي نفعًا».
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، قال المتحدث العسكري باسم حركة الحوثي اليمنية إن الحركة نفذت عملية عسكرية باتجاه مدينة إيلات الإسرائيلية بصواريخ باليستية. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق إن نظام الدفاع الجوي «أرو» الخاص به اعترض بنجاح صاروخ أرض-أرض أطلق على الأراضي الإسرائيلية في منطقة البحر الأحمر.