ضغوط أم إثبات وجود؟.. شكوك في «الثأر» الأميركي من إيران
مع تواصل ردود الفعل العربية والدولية على غارات شنتها العراق وسوريا على مواقع ذات صلة مزعومة بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي تدعمها طهران، تتزايد التساؤلات والشكوك حول هدف تلك الضربات، خصوصا أنها جاءت بعد أسبوع من هجوم طال قاعدة أميركية في الأردن وأسفر عن 3 قتلى في صفوف الجيش الأميركي.
ويقول الباحث العراقي رعد هاشم إن «أميركا ثأرت لجنودها الثلاثة بعد دفع وضغط على الرئيس الأميركي جو بايدن امتد لأيام»، مضيفا في المقابل «لم تثأر واشنطن لمصالح حلفائها هنا وهناك».
وأضاف في تغريدة عبر منصة «إكس»: «هذه النقطة تحديدا ما فهمته الجماعات المستهدفة، كل شيء بمتناول أيديكم.. كل شيء فقط لا تقتلوا جنودنا، هذا ماقالته أميركا للفصائل المسلحة خلال ضربات أمس».
وجاءت الضربات التي وقعت يوم الجمعة وأصابت أكثر من 85 هدفا يقال إن لها صلة بالحرس الثوري الإيراني والجماعات التي يدعمها في أعقاب هجوم بطائرة مسيرة الأسبوع الماضي في شمال شرق الأردن أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
ماذا حدث في سوريا والعراق؟
في سوريا، أعلنت وزارة الدفاع مقتل عدد من المدنيين والعسكريين، وإصابة آخرين، ووقوع أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة، فيما اعتبرت الخارجية السورية في بيان ان ارتكبته الولايات المتحدة يؤدي إلى تأجيج الصراع في الشرق الأوسط بطريقة خطيرة للغاية.
وفي العراق، بينت آخر حصيلة رسمية مقتل 16 شخصا، بينهم مدنيون، قتلوا وأصيب 25 آخرون نتيجة الغارات، التي وصفها ل مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأنها «عدوان جديد على سيادة العراق» ونفى وجود تنسيق مسبق بين واشنطن وحكومة بغداد معتبرا هذه التأكيدات «ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي».
#شاهد || قصـ.ـف أمريكي على أحد مخازن الأسلـ.ـحة في منطقة السكك بقضاء القائم غربي #الأنبار.#مركز_أخبار_العراق#العراق pic.twitter.com/drlDPuTbsQ
— مركز أخبار العراق (@Newsofiraq) February 2, 2024
بل رأى السوداني أن وجود التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة «صار سببا لتهديد الأمن والاستقرار في العراق ومبررا لإقحام العراق في الصراعات الإقليمية والدولية». فيما ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن وزارة الخارجية استدعت يوم السبت القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى بغداد لتسليم مذكرة احتجاج رسمية على الضربات الجوية الأميركية في العراق.
وفي مقابل مباركة متحدث باسم الحكومة البريطانية للهجمات بالقول في بيان «المملكة المتحدة والولايات المتحدة حليفتان راسختان. لن نعلق على عملياتهم، لكننا ندعم حقهم في الرد على الهجمات». وأضاف «نندد منذ فترة طويلة بنشاط إيران المزعزع للاستقرار في أنحاء المنطقة، بما في ذلك دعمها السياسي والمالي والعسكري لعدد من الجماعات المسلحة».
ووصفت الخارجية الإيرانية الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة بأنها «انتهاكات لسيادة ووحدة أراضي» البلدين. وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني في بيان إن الهجمات تمثل «خطأ خطيرا واستراتيجيا للولايات المتحدة سيؤدي فقط لزيادة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة».
وفي هذا السياق، يقول الباحث العراقي عباس العرداوي إن «أميركا تثبت مرة أخرى للعالم أجمع أنها أم الإرهاب»، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) عن العرداوي قوله: «بعد فشلها وعجزها عن حماية الكيان الصهيوني الغاصب تستهدف الولايات الأميركية المقرات الحكومية والمنشآت العسكرية فی العراق وسوریا». وأكد أن «الولايات المتحدة تحاول أن تقنع الرأي العام الأميركي انها لازالت مسيطرة».
ما هو «محور المقاومة»؟
تشن جماعات مسلحة متحالفة مع إيران هجمات على أهداف إسرائيلية وأميركية منذ اندلاع العدوان على غزة، وفيما يلي الجماعات الرئيسية المشاركة في هذه الهجمات.
* المقاومة الإسلامية في العراق
وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، والتي تنضوي تحت لوائها جماعات مسلحة مقربة من إيران، مسؤوليتها عن هجوم وقع بالقرب من الحدود السورية الأردنية في الوقت ذاته تقريبا الذي أعلن فيه مسؤولون بالولايات المتحدة تعرض القوات الأميركية لهجوم. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن أكثر من 150 هجوما على قواعد تضم قوات أميركية في سوريا والعراق منذ أكتوبر، مما أدى إلى إصابة العشرات معظمهم بإصابات طفيفة وتسبب في شن عدة ضربات أمريكية.
وبرزت جماعات متحالفة مع إيران في العراق وتحولت إلى أطراف فاعلة فيه بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، ويقدر عدد مقاتلي هذه الجماعات بعشرات الآلاف. ولعبت هذه الجماعات المسلحة دورا رئيسيا في الحرب على تنظي داعش، وقاتلت ضمن قوات الحشد الشعبي.
ويتلقى مقاتلو هذه الجماعات رواتب من الدولة ويخضعون من الناحية النظرية لسلطة رئيس الوزراء، لكنهم غالبا ما ينفذون عمليات خارج سلسلة القيادة. ومن بين الجماعات التي استهدفت قوات أميركية في الأشهر القليلة المنصرمة كتائب حزب الله وحركة النجباء، وكلاهما يرتبط ارتباطا وثيقا بالحرس الثوري الإيراني. وتشمل ترسانتهما طائرات مسيرة متفجرة وقذائف وصواريخ باليستية.
وقالت المقاومة الإسلامية في العراق في بيان إن عملياتها تأتي في إطار جهود «مقاومة قوات الاحتلال الأميركي في العراق والمنطقة وردا على مجازر الكيان الصهيوني بحق أهلنا في غزة». وتصنف الولايات المتحدة كتائب حزب الله وحركة النجباء منظمتين إرهابيتين.
جماعة الحوثي اليمنية
أعلنت جماعة الحوثي، التي تسيطر على أجزاء كبيرة من اليمن، دخولها في الصراع في 31 أكتوبر، وأطلقت طائرات مسيرة وصواريخ على الكيان الإسرائيلي على بعد أكثر من ألف ميل من مقر سلطتها في صنعاء.
وفي نوفمبر، وسع الحوثيون دورهم من خلال مهاجمة السفن في جنوب البحر الأحمر قائلين إنهم يستهدفون السفن التابعة لإسرائيليين أو المتجهة إلى موانئ إسرائيلية، لكن بعض السفن المستهدفة ليس لها صلات معروفة بإسرائيل.
ودفعت هذه الهجمات الولايات المتحدة وبريطانيا إلى شن غارات جوية على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن في يناي. وأعلن الحوثيون أن «كافة السفن والقطع الحربية الأميركية والبريطانية المشاركة في العدوان» على اليمن سينظر إليها باعتبارها أهدافا معادية تقع ضمن أهدافهم. وأدت الهجمات إلى تعطيل التجارة الدولية عبر أقصر طريق شحن بين أوروبا وآسيا، ودفعت بعض شركات الشحن إلى تغيير مسار سفنها.
وتعتقد الولايات المتحدة أن الحرس الثوري الإيراني يساعد الحوثيين في التخطيط لشن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة وتنفيذها. وتنفي طهران ضلوعها في هذه الهجمات. وقالت مصادر لرويترز الشهر الماضي إن قادة من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية موجودون على الأرض في اليمن للمساعدة في توجيه هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر والإشراف عليها. ونفى الحوثيون مشاركة حزب الله أو إيران في ذلك. وأعادت الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية ردا على مهاجمة السفن.
حزب الله اللبناني
تشن جماعة حزب الله المسلحة هجمات شبه يومية على أهداف إسرائيلية على الحدود بين لبنان وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر، مما أدى إلى أعنف تبادل لإطلاق النار بين الخصمين منذ أن خاضا حربا واسعة النطاق في عام 2006. وتقول الجماعة إن هجماتها تساعد على إرهاق جيش الاحتلال الإسرائيلي وتهجير عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين فروا من منازلهم بالقرب من الحدود.كما أجبرت الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي عشرات الآلاف من اللبنانيين على الفرار.
واستشهد أكثر من 150 من مقاتلي حزب الله وما لا يقل عن 25 مدنيا في لبنان، بالإضافة إلى تسعة جنود على الأقل ومدني واحد في إسرائيل. ويشارك مبعوث أميركي في جهود رامية لمنع تفاقم العنف إلى صراع أكبر.
وجماعة حزب الله، التي تأسست في عام 1982، تقدم المشورة أو التدريب لبعض الجماعات. ويُنظر معارضون جماعة حزب الله على أنها أقوى من الدولة اللبنانية، وتصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
اقرأ المزيد:
أول رد فعل خليجي علي الضربات الأميركية لسوريا
قاتلت «داعش» وأميركا وإسرائيل.. ما هي كتائب حزب الله العراقية؟