الضربات الأميركية أشعلت سجالا في مجلس الأمن: تلاسن بين واشنطن وموسكو.. إيران تتبرأ
اندلع سجال حاد في مجلس الأمن بين واشنطن وموسكو خلال جلسة لمناقشة الهجمات الأميركية في العراق وسوريا، إذ اتهمت روسيا الرئيس جو بايدن في وقت متأخر من يوم الاثنين بشن الهجمات لتعزيز صورته مع «احتدام» سباق الانتخابات الرئاسية وليس ردا على هجوم أسفر عن مقتل جنود أميركيين، فيما زعمت أميركا أن الهجوم دفاع عن جنودها من «الهجمات غير المقبولة»، بينما سعت طهران لنفي صلتها بالجماعات المسلحة في الشرق الأوسط قائلة إنها «مستقلة».
وبدأت الولايات المتحدة يوم الجمعة في شن غارات جوية على عشرات الأهداف المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والفصائل المتحالفة معه بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن في هجوم اتهمت واشنطن فصائل متحالفة مع إيران بتنفيذه.
وحذرت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري دي كارلو من أن الشرق الأوسط لا يزال «مضطربا إلى حد كبير». وفي إحاطتها أمام مجلس الأمن، قالت ديكارلو إن «التوترات التي اجتاحت العديد من البلدان في الشرق الأوسط لا تزال تتصاعد.ومن المؤسف أن هذا لا يشكل مفاجأة».
أما سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، قال خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الغارات بناء على طلب موسكو، إنه لا يوجد مبرر للهجمات الأميركية. وقال نيبينزيا «نرى في محاولات استعراض العضلات هذه رغبة في التأثير على المشهد السياسي الداخلي في أمريكا في المقام الأول، ورغبة في تصحيح الصورة الكارثية للإدارة الأميركية الحالية على الساحة الدولية مع احتدام حملة الانتخابات الرئاسية».
ويتوجه الناخبون الأميركيون إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر لانتخاب رئيس للسنوات الأربع المقبلة. ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق على تعليقات نيبينزيا بخصوص بايدن.
مبررات أميركا لضرب العراق وسوريا
وبرر روبرت وود نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة الضربات الأميركية في سوريا والعراق وزعم أنها نُفذت بموجب المادة 51 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة، والتي تغطي الحق الفردي أو الجماعي للدول في الدفاع عن النفس ضد أي هجوم مسلح. وقال وود «الولايات المتحدة لا ترغب في توسيع نطاق الصراع في المنطقة حيث نعمل بكد لاحتواء الصراع في غزة وتخفيف حدته. ونحن لا نسعى إلى صراع مباشر مع إيران. لكننا سنواصل الدفاع عن جنودنا من الهجمات غير المقبولة».
وأضاف أن الغارات على سوريا والعراق عملية «منفصلة ومختلفة» عن الهجمات الأميركية والبريطانية على جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن ردا على استهداف الحوثيين لحركة الشحن في البحر الأحمر.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) يوم الاثنين إنه ليس لديها علم بحدوث وفيات إيرانية جراء الغارات.
مسؤولة أممية تحذر أمام مجلس الأمن من عواقب احتمال اندلاع صراع إقليمي بالشرق الأوسط.
"التوترات التي اجتاحت العديد من البلدان في المنطقة لا تزال تتصاعد. ومن المؤسف أن هذا لا يشكل مفاجأة". https://t.co/CbaEsLbwIK
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) February 5, 2024
وندد سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني بالعمل العسكري الأميركي ووصفه بأنه «غير شرعي وغير قانوني وغير مبرر». وقال أمام مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا يوم الاثنين «جميع فصائل المقاومة في المنطقة مستقلة».
وأضاف «أي محاولة لنسب هذه التصرفات إلى إيران أو قواتها المسلحة هي محاولة مضللة ولا أساس لها من الصحة وغير مقبولة. إيران لم ولن تسعى قط إلى توسيع دائرة التوتر في المنطقة».
أما مندوب العراق في مجلس الأمن الدولي عباس كاظم عبيد فقد عبر عن إدانة بلاده بشدة «الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع عسكرية عراقية ويرفض جميع أشكال الاعتداءات التي تطال القواعد العسكرية ولن يسمح بجره إلى ساحة الصراع التي تشهدها المنطقة».
وتراجعت واشنطن عن حديثها بإخطار العراق مسبقا قبل الضربات التي شنتها يوم الجمعة، إذ قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتل «لقد أدرك العراق، شأنه شأن كل دولة في المنطقة، أنه سيكون هناك رد بعد مقتل جنودنا»، مستدركا «أما بالنسبة لهذا الرد الذي وقع يوم الجمعة، فلم يكن هناك إخطار مسبق. لقد أبلغنا العراقيين فور وقوع الضربات».
وسبق أن قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين يوم الجمعة إن الولايات المتحدة أبلغت العراق قبل تنفيذ الضربات.