إحباط انقلاب عسكري جديد في السودان
كشفت وسائل إعلام سودانية، اليوم الثلاثاء، عن إحباط محاولة انقلاب عسكري جديدة في السودان، التي تأكلها الحرب الأهلية منذ شهور، في صراع مسلح بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
وأفادت التقارير بأن استخبارات الجيش اعتقلت بمنطقة وادي سيدنا العسكرية في أم درمان، عددًا من الضباط الفاعلين، بتهمة الإعداد لانقلاب، في حين تجري القوات المسلحة عمليات بحث لاعتقال آخرين على اتصال بالمخطط نفسه.
الضباط المعتقلون
واستهدفت حملة الاعتقالات ضباطًا نشطين في إدارة العمليات بأم درمان بصورة خاصة، بحسب صحيفة «السوداني» المحلية، التي نقلت عن مصادر قولها إن «الاستعدادات جاريةٌ لاعتقال عميد ركن قائد لأحد المتحركات بمدينة أم درمان. وجميعهم معتقلون تحت ستار الإعداد لانقلاب».
وأضافت الصحيفة: «الضباط المعتقلون الذين جرى وضعهم بالإيقاف الشديد هم: العقيد الركن م. ي. ع. قائد المتحرك الاحتياطي في معسكر سركاب، والمقدم مهندس م. إ. مدير الإدارة الفنية بالدفاع الجوي ومسؤول عن الرادارات وأجهزة التشويش المضاد للمسيرات، والرائد الركن م. ح. ق. مسؤول عمليات الدعم والإسناد الإستراتيجي لمواقع المدرعات والشجرة».
زيارة مرتقبة للفريق إبراهيم جابر
وقال مصدر آخر عسكري من قاعدة وادي سيدنا إنّ اعتقالات الضباط تزامنت مع زيارة عضو مجلس السيادة، مساعد القائد العام للجيش، الفريق إبراهيم جابر، لمنطقة وادي سيدنا العسكرية.
ولفت المصدر إلى «أن الضباط الذين جرى اعتقالهم من أكفأ ضباط القوات المسلحة، ضبطاً وربطاً وتعليماً، ويمثلون روح متحركات أم درمان الحالية».
السودان.. تاريخ من الانقلابات
شهد السودان منذ استقلاله عام 1956 عدة انقلابات عسكرية نجح بعضها وباءت محاولات أُخرى منها بالفشل.
وفي يوليو 2021، أعلن الجيش إحباط محاولة انقلاب هدفت للإطاحة بالمجلس العسكري، واعتقل 12 ضابطا. وبعد بعد أيام قليلة، اعتقل رئيس أركان الجيش هاشم عبد المطلب أحمد، الذي وصف بأنه قائد ومخطط محاولة الانقلاب.
وفي سبتمبر 2021، أعلنت الحكومة السودانية إحباط محاولة انقلاب اتهمت فيها ضباطا ومدنيين مرتبطين بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير. لكن سرعان ما سيطرت الحكومة على الأمور.
وفي الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 قاد رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان انقلابا عسكريا، لقي إدانات دولية واسعة، تطالب بإعادة الحكم المدني.
11 شهرًا من المواجهات المسلحة
ولا تزال المواجهات المسلحة مستمرة منذ 11 أشهرا، بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع «الاتفاق الإطاري» المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في 5 ديسمبر 2022، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
وخلال الساعات الماضية، توقفت خدمات شركات الاتصال «سوداني»، و«إم تي إن»، و«زين»، في معظم مناطق السودان، لأسباب فنية لم تحدد.
وأثار انقطاع خدمات الاتصال مخاوف، حيث يعتمد غالبية السكان على التطبيقات البنكية في تصريف شؤون حياتهم اليومية في ظل شح السيولة وإغلاق معظم البنوك وماكينات الصرف الآلي، خصوصا في الخرطوم ومدن ومناطق وسط السودان.
اقرأ أيضًا:
طبول حرب شرق السودان.. 5 معسكرات لتدريب المقاتلين في إريتريا
دولة خليجية تستضيف اجتماعا نادرا بين الجيش السوداني و«الدعم السريع»