مسؤول عسكري سابق: أهداف أميركية أبعد من سوريا والعراق
كشف المستشار العسكري السابق بوزارة الخارجية الأميركية عباس داهوك عن «مجموعة كبيرة من الأهداف لدى الإدارة الأميركية في جميع أنحاء سوريا والعراق، وأيضا في أماكن أخرى بعيدة»، لكنه قال «في هذا الوقت، التركيز على سوريا والعراق». ونبه إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته التزموا بضبط النفس إزاء الهجمات التي تعرضت لها القوات الأميركية في المنطقة، لكنهم اضطروا للرد بعد مقتل جنود أميركيين جراء الهجوم الذي استهدف قاعدتهم في شمال شرق الأردن.
وأضاف داهوك، وهو أيضا عضو مجلس إدارة المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية في واشنطن، لوكالة أنباء العالم العربي يوم «الرئيس جو بايدن لم يخبر الكونغرس فقط بأن العناصر المرتبطة بإيران هي المسؤولة عن الهجمات ضد الأميركيين، بل أكد أيضا أنه حتى الآن تم تنفيذ أكثر من 160 ضربة ضد المواقع الأميركية والمصالح الأميركية». وقال «تقوم الإدارة الأميركية بانتقاء أهداف معينة لمواصلة الدفاع عن مصالحها وحماية قواتها، وفي الوقت نفسه، ردع هذه العناصر الخبيثة عن إلحاق المزيد من الأذى بالمصالح الأميركية، وكذلك ردعهم عن تصعيد هذه الحرب وتوسيع رقعتها إلى ما وراء إسرائيل وغزة».
كان بايدن قد أبلغ مجلس النواب يوم الأحد بأنه سيوجه الجيش باتخاذ تدابير إضافية ضد الحرس الثوري الإيراني والفصائل المرتبطة به إذا دعت الضرورة. وفي رسالة للمجلس نشرها البيت الأبيض، جدد بايدن «اتهامه للمجموعات المسلحة التابعة للحرس الثوري الإيراني بتنفيذ سلسلة هجمات ضد مواطني الولايات المتحدة ومنشآتها في العراق وسوريا، مؤكدا أن هذه الهجمات شكلت تهديدا خطيرا للأفراد الأميركيين وقوات التحالف العاملة هناك إلى جانب القوات الأميركية».
وأضاف بايدن أن هذه الهجمات امتدت إلى «دولة ثالثة عبر الهجوم الأخير على قاعدة تضم قوات أميركية في شمال شرق الأردن، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة آخرين. وأشار بايدن إلى أن «القوات الأميركية نفذت بناء على أوامر منه ضربات ضد منشآت في العراق وسوريا، ردا على الهجمات الأخيرة والتهديد بشن هجمات مستقبلية».
سلسلة ضربات أميركية على سوريا والعراق
وقال داهوك «الرئيس بايدن أبلغ الكونغرس بأن التصعيد قد يكون ضروريا، وأخطره أيضا بأن الرد لن يكون ضربة واحدة بل ستكون سلسلة من الضربات في الوقت والمكان الذي يختاره قائد العمليات». وأضاف «الضربات مصممة لتحقيق أقصى قدر من الضرر والضغط على وكلاء إيران وعلى الحرس الثوري الإيراني، وكذلك مصممة لتحديد أهداف معينة من أجل تجنب وقوع ضحايا مدنيين بشكل غير ضروري، لأن ذلك عادة ما يعقد من المسألة بشكل كبير، وفي النهاية يبقى الهدف هو تقليل قدراتهم وردعهم عن مواصلة القيام بهجمات إضافية».
وشدد على أن «الرد سيكون دائما مدروسا ومتوازنا، لأن سلطات الرئيس تتعلق بالدفاع عن القوات في المنطقة وحماية المصالح الأميركية، وأيضا إجراء عمليات مكافحة الإرهاب، وخارج هذه السلطات يتعين على الرئيس العودة إلى الكونغرس والحصول على تلك السلطات». ومضى قائلا «لذا تم تصميم تلك الضربات أساسا لتقليل قدرات الحرس الثوري الإيراني ووكلائه الموجودين في العراق وسوريا، ونفس الأمر ينطبق على اليمن في هذه المرحلة، ومنعهم من تنفيذ هجمات إضافية ضد الحلفاء والأصدقاء في المنطقة».
وحول مدى فاعلية هذه الضربات وتأثيرها على ردع الهجمات المستقبلية، قال داهوك «من الصعب قياس مدى فاعلية هذه الضربات، لكن وزارة الدفاع الأميركية ستواصل تقييم الأضرار الناتجة عن المواجهات وستضرب أهدافا إضافية في حالة الضرورة».
وأضاف «وفي نهاية المطاف، سيكون من الصعب وقف هذه الهجمات (على القواعد الأميركية) بشكل كامل من دون قطع الإمدادات والمعلومات الاستخبارية التي تأتي مباشرة إلي الفصائل الموالية لإيران من الحرس الثوري الإيراني عبر طهران.. قد نردعهم وقد نبطئهم، ولكن طالما تستمر الإمدادات اللوجيستية المتمثلة في الأفراد والطائرات المسيرة والصواريخ والوقود وغيرها، سيكون من الصعب إيقاف هذه الضربات بشكل كامل ضد المصالح الأميركية في المنطقة».
الجهود الدبلوماسية الأميركية
وأشار داهوك إلى ضرورة أن تتبع هذه الحملة العسكرية «حملة دبلوماسية لمعرفة كيفية إنهاء هذه الأزمة سياسيا، والمشكلة المباشرة في هذا السياق هي الحرب في غزة، وأعتقد أنه عندما يتم التوصل إلى تسوية لها، فإنها ستمنع هؤلاء الوكلاء من تحقيق مهام رئيسية أو أهداف كبيرة من تلك الضربات».
ولفت المستشار العسكري السابق بوزارة الخارجية الأميركية إلى أن هذه الجهود الدبلوماسية تتواصل، «حيث يقوم وزير الخارجية أنتوني بلينكن بزيارته الخامسة إلى المنطقة، للبحث عن حل دبلوماسي للصراع ولكن الهدف القريب هو إقرار وقف دائم لإطلاق النار وتوفير مزيد من المساعدات الإنسانية لشعب غزة، وكذلك ضمان الإفراج عن جميع الرهائن». ووصف هذه الزيارة بأنها «ربما تكون هذه الزيارة الأهم لوزير الخارجية إلى المنطقة».
وأضاف داهوك «مهمة وزير الخارجية هي ضمان إتمام الاتفاق الذي تم مناقشته بين قطر ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس، وفي الوقت نفسه إجراء سلسلة من المناقشات مع الدول المجاورة لمعرفة كيفية إيقاف تدخل الحوثيين في الممرات التجارية الدولية عبر مضيق باب المندب». وحذر من فشل جهود وزير الخارجية خلال هذه الزيارة، وقال «أعتقد أن هذه الزيارة هي زيارة حاسمة، وإذا لم تكلل بالنجاح، فقد نرى تصعيدات إضافية على جميع الجهات».
اقرأ المزيد:
«مُسيّرة» تقصف قاعدة أميركية بسوريا
«أفسدوا ما يكفي».. نجيب ساويرس يتهكم على الضربات الأميركية في سوريا والعراق