أميركا تحشر «التطبيع» مع إسرائيل في دائرة الجدل.. غموض كيربي و «رد» الرياض
دخل الحديث عن التطبيع بين السعودية وإسرائيل دائرة جدل جديدة، بعد تصريحات غامضة لمسؤول في البيت الأبيض تحدث فيها عن مناقشات «إيجابية» على الرّغم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو ما انتقدته الرياض فجر اليوم الأربعاء.
وأتى الموقف السعودي ردّاً على تصريح أدلى به المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جو كيربي خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء. وردّاً على سؤال عن فرص تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل في ظلّ الحرب المستعرة بين الدولة العبرية وحركة حماس، قال كيربي «كّنا، قبل 7 أكتوبر، وما زلنا، نجري مناقشات مع شركائنا في المنطقة - إسرائيل والمملكة العربية السعودية، الشريكين الرئيسيين - في محاولة للمضي قدماً في اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. هذه المناقشات تسير على ما يرام. لقد تلقّينا ردود فعل إيجابية من الجانبين».
الاعتراف بالدولة الفلسطينية أولا
في المقابل، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إنّ «المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية بأنّه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتمّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلّة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة».
وأضاف البيان أنّه «في ما يتعلّق بالمناقشات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بخصوص مسار السلام العربي - الإسرائيلي وفي ضوء ما ورد على لسان المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي الأميركي بهذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكّد أنّ موقف المملكة العربية السعودية كان ولا يزال ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة».
ولفتت الوزارة في بيانها إلى أنّ «المملكة تؤكّد دعوتها للمجتمع الدولي - وعلى وجه الخصوص - الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقّق السلام الشامل والعادل للجميع».
بلينكن وولي العهد السهودي
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال الثلاثاء إنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكّد له أنّ الرياض مهتمّة بإقامة علاقات مع إسرائيل لكنّها تريد وضع حدّ للحرب في غزة ورسم مسار يقود إلى ولادة دولة فلسطينية.
وقال بلينكن للصحفيين في الدوحة غداة اجتماعه مع الأمير محمد بن سلمان في الرياض إنّه «في ما يتعلّق تحديداً بالتطبيع، كرّر ولي العهد اهتمام السعودية البالغ في السعي نحو تحقيق ذلك». وأضاف «لكنّه أوضح أيضاً ما قاله لي من قبل، وهو أنه من أجل القيام بذلك، لا بد من أمرين: إنهاء النزاع في غزة ومسار واضح وموثوق به ومحدد زمنياً لإقامة دولة فلسطينية».
ولا تعترف السعودية بإسرائيل ولم تنضمّ إلى الاتفاقات الإبراهيمية التي طبّعت بموجبها البحرين والإمارات والمغرب علاقاتها مع إسرائيل. وبذلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جهوداً حثيثة لإقناع السعودية بتطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية.
وتضع السعودية شروطاً عدّة للتطبيع، من بينها حصولها على ضمانات أمنية من واشنطن ومساعدتها في تطوير برنامج نووي مدني. لكنّ الزخم على هذا الصعيد تلاشى إثر العدوان الإسرائيلي على غزة.
اقرأ المزيد:
السعودية تستعد لإطلاق برنامجها النووي بـ«اتفاقية دولية»