«هدنة غزة» في مصيدة «عناد نتنياهو» و«مماطلات بلينكن»

اصطدم عرض الهدنة في قطاع غزة الذي حمله وسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر الزمن بعناد إسرائيلي بدا واضحا في إصرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوصل لاتفاق يوقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أربعة أشهر، علاوة على ما عدها مراقبون مماطلات تعكس غياب الرؤية الأميركية لأي بدائل سياسية أو حلول أخرى، وكشفها لقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بقيادة السلطة الفلسطينية أمس، فيما كشفت روسيا عن مساع لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

ورفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء أحدث مقترح للهدنه وزعم أنه بأنه «واهم»، فيما حثت حماس فصائل المقاومة على مواصلة القتال.وفيما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه لا يزال يرى مجالا للتفاوض، فقد نفى نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية أبوردينة عرض وزير الخارجية الأميركي لأي بدائل سياسية أو حلول أخرى في اللقاء الذي جمعه بقيادة السلطة الفلسطينية.

إحباط السلطة الفلسطينية من بلينكن

وفي تعبير عن إحباط السلطة من الدور الأميركي، قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية لوكالة أنباء العالم العربي «ليس لديه (بلينكن) أي رؤية أو تصور على الإطلاق». مضيفا أن إسرائيل أيضا «ليس لديها أي رؤية، وكل ما تريده هو الحصول على التطبيع مع العالم العربي دون أن تحرك ساكنا لتلبية طموحات الشعب الفلسطيني والأمة العربية».

ومن المقرر أن يتوجه وفد من حماس يقوده خليل الحية اليوم الخميس إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مصر وقطر بشأن وقف لإطلاق النار.

وتقترح حماس وقفا لإطلاق النار لمدة أربعة أشهر ونصف، يتم خلالها إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة وسحب القوات الإسرائيلية من القطاع والتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب. وجاء مقترح حماس ردا على مقترح وضعه قادة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية وتولى وسطاء قطريون ومصريون تسليمه للحركة الأسبوع الماضي.

ماذا قال بوتين؟

وفي تطور نوعي على المسار السياسي، ذكرت وكالات أنباء روسية أن الرئيس فلاديمير بوتين أبلغ قيادات دينية يهودية في روسيا بأن موسكو تحقق «نتائج نوعية" في الجهود الدبلوماسية لتحرير المحتجزين في غزة. وأشارت الوكالات إلى أن بوتين أدلى بهذه التصريحات خلال اجتماع مع كبير حاخامات روسيا بيرل لازار ورئيس اتحاد الجاليات اليهودية ألكسندر بورودا. وقال بوتين إن روسيا تستغل اتصالاتها مع الجناح السياسي لحركة حماس.

ونقلت الوكالات عن بوتين القول «كما تعلمون، منذ أن أصبح الوضع أكثر توترا في الشرق الأوسط، تبذل روسيا كل ما في وسعها لمساعدة الأشخاص الذين أصبحوا رهائن». وتابع «وكما هو معروف فإن وزارة خارجيتنا عملت مع الجناح السياسي لحركة حماس، وبشكل عام، كانت هناك نتائج نوعية».

ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، تقول وزارة الصحة في غزة إنه تأكد استشهاد ما لا يقل عن 27585 فلسطينيا، ويُخشى أن يكون الآلاف مدفونين تحت الأنقاض. وفي الهدنة الوحيدة حتى الآن، التي استمرت لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر، تم إطلاق سراح 110 من الرهائن وأفرجت إسرائيل عن 240 معتقلا فلسطينيا.

ويواجه نتنياهو، الذي وصلت شعبيته في الداخل لأدنى مستوياتها، ضغوطا شعبية لمواصلة العمل مع الوسطاء الدوليين للتوصل إلى اتفاق في غزة. وأظهر استطلاع لآراء الإسرائيليين نشره المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مركز بحثي غير حزبي، هذا الأسبوع أن 51% من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن استعادة المحتجزين يجب أن تكون الهدف الرئيسي للحرب في حين قال 36%إن الهدف يجب أن يكون الإطاحة بحماس.

الاحتلال يركز عدوانه على رفح

ركز جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الماضية عدوانه على مدينة خان يونس المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة، لكنها قالت الأسبوع الماضي إنها ستوسعها لتشمل رفح حيث يتواجد نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وقد نزح آلاف الفلسطينيين مرات هربا من الهجمات العدوانية الإسرائيلية ويواجهون نقصا حادا في الغذاء وخطر الإصابة بالأمراض.

وعلى الأرض في جنوب غزة، قال سكان إن الاحتلال كثف عدوانه على رفح على الحدود مع مصر في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس. وقال سكان إن ضربتين إسرائيليتين أصابتا منزلين في منطقة تل السلطان بالمدينة. وقالت وسائل إعلام تابعة لحماس إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 11 آخرون. وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام فلسطينية محاولات محمومة لنقل المصابين إلى المستشفى. ولم يتسن لرويترز التحقق من التفاصيل بشكل مستقل.

اقرأ المزيد:

أميركا تتلقى ردا سعوديا بشأن الحوار في اليمن

السودان.. خلاف قادة الجيش والجوع يهددان بـ «وضع كارثي»

الهدنة المتعثرة.. الاحتلال يرد على موافقة حماس بـ «تهديدات جديدة»