خسائر بالجملة.. هل تعيد واشنطن تقييم وجودها العسكري في الشرق الأوسط؟
تزامنا مع إخفاق التدخل العسكري الأميركي حتى الآن في وقف الهجمات التي تشنها مجموعات مسلّحة على القوات الأميركية في الشرق الأوسط وسفن الشحن في البحر الأحمر، أوصى الرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، ريتشارد هاس إدارة الرئيس جو بايدن «بإعادة النظرة في وضع القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط بعد انتهاء الحرب في غزة، والتفكير فيما إذا كانت فوائد وجودها تبرر المخاطر بالإضافة إلى تكلفة الفرصة البديلة في جميع أنحاء العالم».
وقال هاس في مقال نشره مؤخرا، واطلعت «خليجيون» على نسخته المترجمة «قد يكون الوجود العسكري الأميركي منطقيًا، لكن يجب تقييم ذلك، وليس افتراضه». فيما تمثل الهجمات التي تشنها مجموعات مسلحة تضامنا مع غزة التي تشهد عدوانا منذ أكتوبر الماضي تحديا متعدد الجبهات للولايات المتحدة التي تسعى للتخفيف من الاضطرابات مع تجنب صراع مباشر مع إيران.
هجمات أميركية في العراق وسوريا
والأسبوع الماضي، شنّت الولايات المتحدة عشرات الضربات الجوية على أهداف في العراق وسوريا ردا على هجوم مسيّرة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن، ونفّذت كذلك ضربات مشتركة مع بريطانيا على اليمن خلال عطلة نهاية الأسبوع. لكن القوات الأميركية استُهدفت بعد ذلك في سوريا، بينما شن المقاتلون الحوثيون في اليمن هجمات جديدة على سفن تجارية.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان «أعتقد أننا سنشهد استمرار مستوى معين من العنف لبعض الوقت. إيران والمجموعات التي تدعمها لا تريدان إعلان الاستسلام». وأضاف «في الوقت نفسه، أعتقد أن عدد الهجمات وحجمها سيتضاءلان، ويعود ذلك إلى سببين الأول هو أن الضربات الأميركية تقلل من قدراتهما، والثاني هو أنهما تريدان قليل الخسائر»، وفق وكالة فرانس برس.
أكثر من 165هجوما على أهداف أميركية بالشرق الأوسط
وقالت ميشيل غرايز وهي باحثة في مجال السياسات في مؤسسة «راند» غير الربحية إن «هناك احتمالا أن نشهد استمرار الهجمات بالوكالة طوال فترة العدوان علما أن شدة تلك الهجمات وتواترها قد تتغيران».
استُهدفت القوات الأميركية في الشرق الأوسط أكثر من 165 مرة خلال الأشهر الأربعة الماضية، مع إعلان تحالف يضم مجموعات مسلحة مدعومة من طهران ويعارض دعم واشنطن لإسرائيل ووجود القوات الأميركية في المنطقة، مسؤوليته عن العديد من الهجمات.
وحدثت معظم الهجمات في العراق وسوريا، لكن واحدة وقعت في الأردن في 28 يناير عندما قصفت مسيّرة قاعدة عسكرية ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة العشرات. وردّت الولايات المتحدة بضربات جوية على العراق وسوريا الجمعة الماضية، وقالت إنها ستنفّذ المزيد لكن ذلك لم يحل دون تعرض القوات الأميركية للهجوم في الأيام اللاحقة، وفقا للبنتاغون.
اقرأ المزيد:
تحرك عسكري مصري على الحدود مع غزة.. كتلة اللهب تنصهر