كتائب عراقية تتوعد أميركا وأعوانها في بغداد

كتائب عراقية تتوعد أميركا وأعوانها في بغداد
جنديان أميركان يحملون أسلاك شائكة بالعراق
القاهرة: «خليجيون»

حطب جديد يضاف إلى حالة الغليان التي تشهدها العراق في الآونة الأخيرة، حيث توعدت كتائب حزب الله، الفصيل العراقي المسلح المتحالف مع طهران بالرد على الولايات المتحدة الأميركية، ومن وصفتهم «الرافضون» لخروج تلك القوات، على خلفية ضربات شنّتها واشنطن في العراق، آخرها هجوم بطائرة مسيرة في بغداد أدى إلى مقتل قيادي في الكتائب.

وجاءت هذه الضربة بعد هجوم يناير أودى بحياة ثلاثة جنود أميركيين في الأردن على الحدود مع سوريا، ورداً على هذا الهجوم، شنّت واشنطن منذ نحو أسبوع غارات في العراق وسوريا ضد أهداف لقوّات لفيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليّات الخارجيّة في الحرس الثوري الإيراني، وفصائل مسلحة موالية لإيران.

عدوًا خسيسا

وشبهت كتائب حزب الله في بيان الجمعة إن أميركا بـ«العدو الخسيس» قائلة في بيان لها اليوم الجمعة «عدونا الأمريكي -كان وما زال وسيبقى عدواً خسيساً غادراً، لا يفقه من شرف منازلة الرجال شيئاً، فزاد من طغيانه، وتمادى بغدره»، وفقا لوكالة أنباء فرانس برس.

مضيفة «ما تزال أمريكا الشر ماضية بارتكاب جرائمها، مصرة على استكبارها، لتثأر من فرسان المقاومة ومجاهديها، الذين أبوا إلا العيش بكرامة».

وحمّلت كتائب حزب الله مسؤولية «سفك دماء قياداتها» للولايات المتحدة، و من يرفض أو يُسوّف إخراج قواتها المحتلة المجرمة من أرض البلاد وسمائها، متوعدة إياهم قائلة:«ليعلموا بأن أمتنا لن تترك دماء شهدائها، وما زال رجالها ثابتون على النهج الجهادي».

وكانت القوات الأميركية قد شنت مساء الأربعاء هجوماً بطائرة مسيرة استهدف سيارة القيادي الكبير في كتائب حزب الله أبو باقر الساعدي، تتهمه واشنطن بأنه «كان مسؤولا عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة».

قوات أميركية في العراق- أرشيف
قوات أميركية في العراق- أرشيف

فصائل موالية لإيران تشن هجمات على الأميركان

ومنذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، شنّت فصائل مسلحة مرتبطة بإيران عشرات الهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.

كيف تم اغتيال الساعدي

واغتيل أبوباقر الساعدي القيادي البارز في الكتائب، في ضربة نفّذتها طائرة مسيّرة أميركية استهدفت سيارته في حيّ حيوي في بغداد مساء الأربعاء، في هجوم يأتي وسط سياق إقليمي متوتر ويعقّد العلاقات بين بغداد وواشنطن، وفق وكالة فرانس برس.

مخاوف من فك الهدنة

وتصاعد مؤخرًا المخاوف من أن تؤدي الهجمة الأخيرة إلى تراجع جماعات عن وقف مهاجمة القوات الأميركية، اعتبرت منظمة بدر، إحدى فصائل الحشد الشعبي الأكثر نفوذاً والحليفة لطهران في بيان الخميس أن الضربة الأميركية «عمل غادر وإعلان حرب على العراق»

وأضافت «في وقت كانت الحكومة وما زالت تبذل جهدا دبلوماسيا متواصلا لإخراج القوات الأجنبية بالتفاهم.. .هذه الجريمة تعبر عن إصرار أميركا وحلفائها على العمل بمنطق القتل والوحشية».

https://twitter.com/HabibaHodroj/status/1755327884376305876

وندّد الإطار التنسيقي التحالف السياسي الذي يضمّ الأحزاب والقوى القريبة من إيران والداعمة للحكومة العراقية، بـ«الاعتداءات المتكررة من قبل القوات الأميركية على سيادة العراق». وقبل أسبوع، قتل 16 مقاتلاً من الحشد الشعبي في ضربات أميركية في العراق.

الكتائب تعلق عملياتها

وتبنّت معظم تلك الهجمات «المقاومة الإسلامية في العراق» التي تضمّ مقاتلين في فصائل متحالفة مع إيران أبرزها كتائب حزب الله. وتقول الفصائل إن هجماتها تأتي تضامناً مع غزة وضدّ الدعم الأميركي للعدوان على غزة. وقال مسؤولون في واشنطن إن الهجوم الذي وقع في الأردن ضد القوات الأميركية يحمل «بصمة كتائب حزب الله».

وكانت الكتائب أعلنت أواخر يناير «تعليق» العمليات ضد الولايات المتحدة في البلاد بغية عدم «إحراج» الحكومة العراقية، وذلك بعدما تعهّدت واشنطن الرد «بالطريقة الملائمة» على الهجوم في الأردن.

وعلى الرغم من إعلانها تعليق هجماتها، أوصت الكتائب في بيانها مقاتليها «بالدفاع السلبي (موقتاً)» في حال وقوع أي عمل أميركي «عدائي» تجاههم.

وتصنّف واشنطن كتائب حزب الله منظمة «إرهابية» وسبق أن استهدفت الفصيل بغارات في العراق في الأسابيع الأخيرة

وجاءت الضربة بعد أسبوع من غارات أميركية في العراق وسوريا، وبعدما توعدت واشنطن باستهداف فصائل مسلحة مرتبطة بإيران بعد هجوم في 28 يناير قتل فيه ثلاثة جنود أميركيين في الأردن على الحدود مع سورية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» في بيان أمس الأربعاء إن الضربة أدت إلى مقتل «قيادي في كتائب حزب الله كان مسؤولا عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة».

القوات الأميركية في العراق ( الإنترنت)
القوات الأميركية في العراق ( الإنترنت)

الحكومة العراقية تندد

وندّدت الحكومة العراقية في بيان الخميس بـ«عملية اغتيال واضحة المعالم عبر توجيه ضربة جوية وسط حي سكني من أحياء العاصمة بغداد، بطريقة لا تكترث لحياة المدنيين وللقوانين الدولية».

وقال يحيى رسول المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في بيان إن «التحالف الدولي يتجاوز تماماً الأسباب والأغراض التي وُجد من أجلها على أرضنا».

وأضاف أن «هذا المسار يدفع الحكومة العراقية أكثر من أي وقت مضى إلى إنهاء مهمة هذا التحالف الذي تحول إلى عامل عدم استقرار للعراق ويهدد بجرّ العراق إلى دائرة الصراع الإقليمي».

ودانت طهران اليوم الخميس الضربة الأميركية، معتبرةً أنها «تهديد» للأمن والسلام. ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان أن «استمرار هذه المغامرات من قبل الولايات المتحدة يمثّل تهديدا للسلام والأمن الإقليميين والدوليين».

انتهاء مهمة التحالف الأميركي في العراق

وكان رئيس الوزراء العراقي قد أطلق محادثات مع واشنطن بشأن مستقبل التحالف بهدف تحديد جدول زمني يتيح انسحاباً تدريجياً من البلا، .لكن هذه العملية التي أطلقت قبل هجوم 28 يناير، باتت معلّقة بفعل التطورات في الشرق الأوسط.

في الأثناء، قال السوداني خلال لقائه وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس إن «الإصرار على انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق يأتي بعدما اكتسبت القوات العراقية من قدرات متقدمة في مكافحة الإرهاب»، وفق بيان صادر عن مكتبه اليوم الخميس.

ومنذ منتصف أكتوبر، تعرضت القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق وسورية، لأكثر من 165 هجوما في انعكاس مباشر للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

يأتي ذلك بعدما أعلنت بغداد الخميس استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأحد بهدف مناقشة مستقبل التحالف الدولي في البلاد، والتي علّقت بعد هجوم الأردن.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق و900 في سوريا المجاورة في إطار التحالف الدولي الذي أنشئ في العام 2014 لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.

إقرأ المزيد

تجاوز للخطوط الحمراء.. اغتيال «الساعدي» يعجل بـ«إعلان حرب» على القوات الأميركية بالعراق

الجيش العراقي يتهم التحالف الدولي بزعزعة استقرار البلاد

أهم الأخبار