نتنياهو يأمر بخطة تهجير المدنيين من رفح.. أميركا تتبرأ
أمر رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جيشه اليوم الجمعة بإعداد «خطة لإجلاء» المدنيين من رفح، مع خشية الولايات المتحدة والامم المتحدة من هجوم محتمل لاسرائيل على هذه المدينة التي تشكل ملاذا أخيرا للنازحين من الحرب في قطاع غزة.
وبعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع العدوان على غزة في أكتوبر الماضي، باتت رفح القريبة من الحدود مع مصر، والتي تؤوي أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع المحاصر، محور الترقب بشأن المرحلة المقبلة.
هدف العدوان على غزة
وأفاد مكتب نتنياهو في بيان «يستحيل تحقيق هدف الحرب من دون القضاء على حماس وترك أربع كتائب لحماس في رفح. على العكس، من الواضح أن أي نشاط (عسكري) كثيف في رفح يتطلب ان يخلي المدنيون مناطق القتال»، وفق وكالة فرانس برس.
واضاف البيان «في هذا السياق، أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القوات والمسؤولين الأمنيين الاسرائيليين بتقديم خطة مركبة لإجلاء السكان والقضاء على كتائب«حماس في المدينة التي تمثل الملاذ الأخير للنازحين الهاربين من الحرب في قطاع غزة»، حسب ادعائه.
وحذّرت الولايات المتحدة، أبرز داعمي الاحتلال الإسرائيلي سياسيا وعسكريا في الحرب، من وقوع «كارثة» في رفح. وقال نائب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل الخميس إنّ واشنطن «لم ترَ بعد أيّ دليل على تخطيط جاد لعملية كهذه"، محذّراً من أنّ «تنفيذ عملية مماثلة الآن، من دون تخطيط وبقليل من التفكير في منطقة» نزح إليها مليون شخص، «سيكون كارثة».
وبعد ساعات من ذلك، وجّه الرئيس جو بايدن انتقادا ضمنيا نادرا الى إسرائيل. وقال بايدن خلال مؤتمر صحفي ردّاً على سؤال إن «الردّ في غزة.. .مفرط»، مؤكدا أنه بذل جهودا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيين.
بدوره، قال مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن خطة نتنياهو بالتصعيد العسكري في رفح بجنوب قطاع غزة تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم. وقالت الرئاسة إنها تحمل الحكومتين الإسرائيلية والأميركية مسؤولية تداعيات تلك الخطة.
ودعت الرئاسة الفلسطينية في بيان «مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته، لأن إقدام الاحتلال على هذه الخطوة يهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وإن ذلك تجاوز لكل الخطوط الحمراء».
وأنهى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس جولة إقليمية هي الخامسة له منذ اندلاع الحرب، سعى خلالها للدفع في اتجاه هدنة طويلة تتيح الافراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وإيصال المزيد من المساعدات. وتواصل واشنطن العمل للتوصل لصيغة اتفاق بالتعاون مع الدوحة والقاهرة.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن «قلقه» ازاء هجوم على رفح، محذرا من «تداعيات إقليمية لا تحصى». ورأى أن «عملا مماثلا سيزيد في شكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني».
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) الجمعة «هناك شعور بالقلق» في رفح لأن الفلسطينيين الذين تضيق بهم المدينة «لا يعلمون البتة الى اين يمكن ان يذهبوا».
لا مكان للذهاب إليه في غزة
أفاد شهود وكالة «فرانس برس» بتسجيل غارات جوية مكثفة الليلة قبل الماضية في وسط القطاع وجنوبه. وقال أحد سكان رفح ويدعى جابر البرديني (60 عاما)«سمعنا دوي انفجار قوي قرب منزلنا، عثرنا على طفلين ميتين في الشارع».
وأضاف «إذا شنت (اسرائيل) هجوما (بريا) على رفح، سنموت في منازلنا. ليس لدينا خيار، ليس لدينا أي مكان للذهاب إليه». وأوضح موظف في الأونروا طلب عدم كشف اسمه «لاحظنا في الأيام الأخيرة أن النازحين يفضلون النزوح من المناطق الشرقية الجنوبية في رفح باتجاه المناطق الغربية.. .يعتقدون أن أي اجتياح سيبدأ من شرق رفح».
واندلع العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر، ما أسفر عن استشهاد 27940 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في غزة. وقالت الوزارة ان 107 فلسطينيين على الاقل قتلوا في القصف الجوي الاسرائيلي، وخصوصا في رفح وخان يونس، خلال الساعات الـ24 الاخيرة.
اقرأ المزيد:
مصر توضح حقيقة المساعدات الكويتية العالقة في معبر رفح
«خليجيون»| ولي العهد السعودي يرافق قوات أميركية بالبحر الأحمر.. ما القصة؟