خليجيون| حرب غزة تختبر «صلابة» اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل
تزايدت وتيرة التوتر في منطقة الشرق الأوسط مع تسريبات غربية عن تلويح مصري بتعليق اتفاقية السلام الموقعة العام 1979، في حال أصرت حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اجتياح مدينة رفح الفلسطينية التي لجأ إليها نحو مليون ونصف المليون نازح، في سلوك سياسي غير مسبوق من قبل القاهرة منذ عقود.
التلويح المصري بتعليق اتفاقية السلام، خطوة (إن صحت) يراها مساعد وزير الخارجية المصري السفير جمال بيومي «في سياق الضغط المصري الحاسم والدفاع المشروع عن حقوقها من فوضي مدمرة قد تحدث حال تنفيذ عملية الاجتياح البري ومهاجمة مئات الآلاف من الفلسطينيين في جيب ضيق»، مضيفا في تصريح لـ «خليجيون» بأنه «سيناريو لايمكن تخيله».
محاولة إسرائيلية لتهدئة غضب القاهرة
مؤخرا، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين مصريين قولهم إن، القاهرة حذرت تل أبيب من أنه إذا تم تهجير الفلسطينيين لمصر فسيتم تعليق معاهدة السلام بين البلدين، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن اجتماعا مصريا قطريا أميركيا إسرائيليا سيعقد الثلاثاء في القاهرة لبحث صفقة التبادل وأن الوفد الإسرائيلي في القاهرة سيضم رئيسي الشاباك والموساد، وفق ما ذكر موقع قناة «العربية».
ولم تكتف القاهرة بالتلويح بتعليق اتفاقية السلام التي أبرمت في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، بل تحدثت تقارير عن تعزيزات عسكرية مصرية للمناطق المتاخمة للقطاع، وهو ما يراه العميد عادل العمدة الخبير العسكري المصري في سياق «حق مصر المشروع في تأمين حدودها الدولية وأمنها القومي ورسالة ردع في الوقت نفسه».
لكن يستبعد الخبير العسكري المصري في تصريح لـ «خليجيون» وقوع مواجهة مباشرة بين مصر وإسرائيل، وأشار إلى «أن الولايات المتحدة لن تسمح أن تتطور الأمور الي تلك المرحلة وهو ما يفسر الضغط المصري ورسائل التعزيزات العسكرية»، مؤكدا في الوقت نفسه أن القوات المسلحة المصرية قادرة على حماية أمنها دون ادني شك في ذلك».
وعلى المسار نفسه، يشير د.طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن «الأمر خطير جدا في رفح»، لكنه يقول لـ «خليجيون» «نتنياهو لن يجرؤ على الاجتياح كل تلك الكتلة البشرية وارتكاب مجازر وسط اتهامات بارتكاب جرائم حرب سابقة»، مضيفا «المجتمع الدولي والعربي يرفض بشدة تصريحات حكومة الحرب الإسرائيلية لذا تحدث نتيناهو عن إخلاء رفح من السكان العزل وهي خطوة لامتصاص الغضب المصري والدولي وصبغ عدوانه بشئ من القانونية».
وفد مصري في تل أبيب
وتحدثت تسريبات وسائل إعلام أميركية عن زيارة وفد مصري زار الجمعة تل أبيب لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن رفح. وكرر المسؤولون المصريون رفضهم التعاون مع إسرائيل فيما يتعلق بالعملية العسكرية المرتقبة في رفح، وفق الصحيفة.
وهو موقف ثمنه غاليا الدبلوماسي المصري السابق جمال بيومي مؤكدا أن «مصر لا يمكن أن تشارك بأي ترتيبات تبرر العدوان الإسرائيلي»، مضيفا أن «القاهرة لديها أدوات كثيرة للضغط الدولي على الكيان الإسرائيلي ومنها التحركات الدبلوماسية في الخارج»، لافتا أن «وجهة النظر المصرثة تكون مسموعة في الخارج نظرا لقربها من الأحداث ودورها في عدم تفجير الوضع وهو ما تحرص عليه الولايات المتحدة ودول العالم».
وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون مصريون إنهم حذروا حماس هذا الأسبوع من أنه إذا لم تتوصل الحركة لصفقة تبادل خلال أسبوعين فإن إسرائيل ستواصل خططها العسكرية بشأن رفح. في المقابل رد مسؤولو حماس على القاهرة بأنهم مستعدون للدفاع عن رفح.
وفي العام 1979 أصبحت مصر أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل التي كانت في حالة حرب مع القاهرة وغيرها من الدول العربية منذ نكبة 1948.وأدت المعاهدة إلى استعادة مصر لشبه جزيرة سيناء في 1982 وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية التي كانت مقامة عليها.
في المقابل قدمت مصر لإسرائيل إنهاء العداوات وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية معها. ونصت المعاهدة على العبور الحر للسفن الإسرائيلية في قناة السويس، وعلى أن يكون مضيق تيران وخليج العقبة ممرين دوليين.
وقسمت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، سيناء لثلاث مناطق هي «أ - ب- ج»، وتضمنت وجود منطقة «د» بعمق 4 كيلو مترا على الجانب الأخر، ولا يمكن تواجد أكثر من 4 آلاف جندي إسرائيلي بالمنطقة «د» وبتسليح مشاه ميكانيكي فقط، دون وجود مدرعات أو مدفعية أو طيران، وأي دخول لقوات «مدرعة أو مدفعيات أو مجنزرات للمنطقة هو اختراق إسرائيلي واضح لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ومعاهدة كامب ديفيد، واتفاقية المعابر»، وفق خبراء عسكريين مصريين.
اقرأ المزيد:
إجرام مبيّت.. «التعاون الخليجي» يحذر من اجتياح رفح
ماذا تعرف عن القائمة السوداء؟ حاخام أرثوذكسي: المسلمون أنقذوا اليهود وإسرائيل الخطر الأكبر