مجرم بدرجة «أغا».. الإخصاء يلاحق مغتصبي الأطفال بمدغشقر
في تشريع من شأنه تحويل العديد من الأشخاص إلى «أغوات» وهو مسمى كان يطلق على مسؤولي الحرملك في قصور سلاطين الدولة العثمانية، انضمت مدغشقر إلى قائمة البلدان التي تعاقب المدانين باغتصاب القصّر بالإخصاء، إذ أقرت قانوناً ينص على الإخصاء الجراحي أو الكيميائي للأشخاص المدانين باغتصاب القصّر، فيما اعتبرت منظمة العفو الدولية ذلك الإجراء «قاسياً وغير إنساني».
والقرار ينتظر تصديق المحكمة الدستورية ثم الرئيس أندري راجولينا، خاصة بعدما وافقت الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ بمدغشقر.
عقوبة الإخصاء السابقة في مدغشقر
وكانت العقوبة السابقة بحق مغتصبي الأطفال هي الحكم بالسجن 5 سنوات، حسبما صرحت وزيرة العدل الملغاشية لاندي مبولاتيانا راندريامانانتيناسو، في تصريحات إلى وكالة أنباء فرانس برس.
نص قانون الإخصاء
وينص التعديل على فرض عقوبة الإخصاء الجراحي على «مرتكبي جرائم الاغتصاب ضد الطفل دون سن العاشرة».
ويشير النص إلى الاختيار بين الإخصاء «الكيميائي أو الجراحي» لمغتصبي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و13 عاماً، والإخصاء الكيميائي لمغتصبي القصّر الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة.
600 حالة اغتصاب لقاصرات في مدغشقر
وسجلت مدغشقر 600 حالة اغتصال لقاصرات في 2023، حسب وزيرة العدل الملغاشية لاندي مبولاتيانا راندريامانانتيناسو، التي شددت على ضرورة التحرك للحد من تلك الظاهرة.
وتابعت الوزيرة قائلة «في السابق، كانت العقوبة القصوى خمس سنوات» في السجن، و«أدخلنا عقوبة إضافية هي الإخصاء».
دعوات إلى إلغاء هذا النص
ولاقى ذلك القانون انتقاد من قبل منظمات دولية، إذ دعت منظمة العفو الدولية مدغشقر إلى «إلغاء» هذا النص، مؤكدة أن الإخصاء الكيميائي أو الجراحي يشكّل «معاملة قاسية وغير إنسانية و لن يحل قضية اغتصاب الأطفال».
دول تقر عقوبة الإخصاء
ومدغشقر ليست الدولة الوحيدة التي تقر عقوبة الإخصاء، فهناك بلدان آخرى قد أقرتها والتي منها روسيا وباكستان وبولندا وكوريا الجنوبية وإندونيسيا ومولدوفا وألاباما
الأزهر الشريف: الإخصاء للبهائم فقط
يشار إلى أن الأزهر الشريف، كان قد انتقد تلك العقوبة بعد إقرارها في باكستان، معتبرا إياه بعيدة ن مقاصد الشريعة الإسلامية.
ففي نوفمبر 2022 وبعد موافقة البرلمان في باكستان على تشريع جديد لمكافحة الاغتصاب وإقرار عقوبة الإخصاء الكيميائي، للمغتصبين، قال رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف الشيخ عبد الحميد الأطرش في تصريحات خاصة: «لا يجوز الإخصاء إلا للبهائم ويجب ألا تنحرف العقوبة عن مقاصد الشريعة»، حسب روسيا اليوم.
تاريخ عقوبة الإخصاء
وعقوبة الإخصاء ليست مستحدثة، فقد لجأ إليها ملوك العصور الوسطى في أوروبا، حيث كان يُستخدم الخصي كشكلٍ من أشكال العقوبة مثله مثل السحب والشنق والإرباع.
ظهرت في القرن التاسع عشر في روسيا طائفةٌ عُرفت باسمِ الخصيان وذلك لأنها كانت تخصي الرجال.
الإخصاء لتولي منصب الأغا
وكثيرا ما تسلط المسلسلات التاريخية لاسيما التركية، جانب «الأغا» المخصي، وهو مسمى يطلق على خادم نساء الحرملك، إذ توضح المصادر التاريخية أن أول من بدأ استخدام الآغوات للخدمة في الحرملك كان السلطان مراد الثاني 1420-1451 ميلادي، لكن تطور هذا النظام في عهد ابنه السلطان محمد الفاتح 1451-1481، الذي توسع في شراء العبيد والنساء من كافة أنحاء العالم، حسب موقع حبر أبيض.
ويعد منصب، آغا دار السعادة، هو أعلى منصب يصل إليه آغاوات الحرملك، فمن يتولى هذا المنصب يُصبح مسؤولاً ومتحكمًا في كافة الآغاوات العاملين في الحرملك، وأيضًا يصبح مقربًا من السلطان ويمتلك نفوذًا كبيرًا داخل الإمبراطورية، وقد استطاع بعض آغاوات دار السعادة أن يجمعوا أموالاً طائلة بطرق ظالمة من الأهالي بفضل نفوذهم هذا.
عقوبة الإخصاء عند المصريين
وكان أول من لجأ إلى عقوبة الإخصاء هم المصريين القدماء، حسبما أكد الباحث المصري وكبير الأثريين في وزارة الآثار المصرية مجدي شاكر.
ويؤكد شاكر أن عقوبة الزنا عند الفراعنة لم تقتصر على الإعدام، بل كانت تصل إلى الحرق، وقطع العضو التناسلي، أو يحول الرجل إلى جنس ثالث من خلال الإخصاء، وفقا لموقع سبوتنيك الروسي.
اقرأ المزيد
بالصور.. التحرش بمذيعة تليفزيونية على الهواء مباشرة في مدريد