«سيناء أو الموت».. مسؤول فلسطيني يعري نوايا إسرائيل تجاه سكان رفح

«سيناء أو الموت».. مسؤول فلسطيني يعري نوايا إسرائيل تجاه سكان رفح
أدخنة متصاعدة من أحد المناطق برفح بعد تعرضها للقصف
القاهرة: «خليجيون»

سلط رئيس المكتب الإعلامي لحركة فتح في مفوضية التعبئة والتنظيم، عبد الفتاح دولة، الضوء على الخيار الوحيد الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قاطني مدينة رفح، موضحًا أن «العملية الإسرائيلية في رفح رسالة للفلسطينيين بأن أمامهم الموت أو عبور الحدود إلى سيناء».

وأشار دولة إلى أن «جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ بالفعل العملية التي هدد بشنها على مدينة رفح وليس مجرد خطة بانتظار التنفيذ»، قائلا إن «رسالة المجزرة لقرابة مليون ونصف المليون من أبناء القطاع الذين دفعوا للتكدس في أصغر غيتو مساحة في العالم، أنّ نجاتكم فقط بعبور الحدود إلى سيناء أو الموت»، وفقا لوكالة أنباء العالم العربي.

وأمر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء الجيش بـ«التحضير» لهجوم على رفح القريبة من الحدود مع مصر، والتي باتت تستضيف أكثر من مليون شخص في ظل الدمار الواسع والمعارك في شمال القطاع ووسطه منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر.

دماء الشعب الفلسطيني لا قيمة لها بقاموس المنظومة الإنسانية

وأوضح أن «دماء الشعب الفلسطيني لا قيمة لها في قاموس المنظومة الإنسانية.. فمجزرة رفح تدلل على أن العدوان على رفح حاصل وليس مجرد خطة تنتظر التنفيذ، كما لا تنتظر تدخل العالم الذي تقاعس أصلا عن منعها عندما صمت عن 128 يوما على مجازر الإبادة الجماعية التي لم تتوقف».

ووصف دولة خطة «الاخلاء الآمن» التي أعلن عنها نتنياهو الأحد بـ«هذه المجازر التحذيرية التي يراد منها إرهاب المواطنين ودفعهم إلى ترك المكان تحت وطأة النار والدمار والدماء»، مشددا على أنه «لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة».

وتجاهل جيش الاحتلال تحذيرات المجتمع الدولي من تداعيات العدوان على رفح، حيث نفذ سلسلة غارات إجرامية فجر الإثنين أسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيًّا، استهدفت منازل ومساجد.

ويخشى البعض أن تكون إسرائيل قد بدأت هجومها البري على رفح، رغم مزاعم الاحتلال أن الغارات انتهت، إذ تُشكّل المدينة الواقعة على حدود مصر، الملاذ الأخير للفلسطينيّين النازحين من العدوان الإسرائيلي المستمرّ في أماكن أخرى من قطاع غزّة في إطار الحرب المستمرّة ضد المدنيين في غزة منذ أربعة أشهر.

https://twitter.com/adham922/status/1756836976479662145

وطالت الغارات الليليّة 14 منزلًا وثلاثة مساجد في مناطق مختلفة برفح، حسب السلطات الفلسطينية في غزة. وتسبّبت هذه الغارات التي كانت أكثر كثافة ممّا كانت عليه خلال الأيّام الأخيرة، في تصاعد سحب من الدخان، حسب وكالة فرانس برس وشهود عيان.

ونقلت وكالة رويترز عن سكان اتصلت بهم عبر تطبيق للدردشة إن القصف العنيف تسبب في حالة من الذعر على نطاق واسع في رفح حيث كان الكثير من الناس نائمين عندما بدأت الغارات. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الغارات الإسرائيلية العنيفة تركزت في وسط المدينة، وطالت منازل مأهولة بالسكان قبالة مقر جمعية الهلال. وقال مدير مستشفى الكويت صهيب الهمص: إن المستشفى ممتلئ بالجرحى في وضع خطير جدا ولا يوجد ما يكفي من دواء وأمصال.

وعرف من بين المساجد المستهدفة، مسجدي الرحمة في الشابورة، والهدى في مخيم يبنا اللذان يأويان عشرات النازحين في رفح، الى جانب أكثر من 14 منزلا مأهولا، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

كما طال القصف والغارات الاسرائيلية مناطق قريبة من الحدود مع مصر. وقالت فرح محمد (39 عاما) النازحة مع أطفالها الخمسة من مدينة غزّة شمالي القطاع والتي لم تتمكّن من التواصل مع زوجها منذ شهر، «لا أعرف أين نذهب.. .كما أنّ الطريق خطير والموت في كلّ مكان».

ويحتشد 1.3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكّان القطاع المحاصر، في رفح. وهم في غالبيّتهم العظمى فرّوا من العدوان في شمال القطاع ووسطه عقب اندلاع الحرب قبل أكثر من أربعة أشهر.

بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان إن الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة هو استمرار لحرب «الإبادة الجماعية» ومحاولات التهجير القسري التي تنفذها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

وحضّ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم شنّ عمليّة عسكريّة برّية في رفح «من دون خطّة موثوقة وقابلة للتنفيذ» لحماية المدنيّين، في حين تُحذّر دول عدّة من «كارثة إنسانيّة» إذا شُنّ الهجوم على المدينة المكتظّة.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنّه «في ظلّ الظروف الحاليّة» فإنّ واشنطن «لا تستطيع دعم عمليّة عسكريّة في رفح بسبب الكثافة السكّانية». وأضاف أنّ السكّان المدنيّين «ليس لديهم مكان يذهبون إليه».

ولليوم الـ129، يتواصل عدوان الاحتلال على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، مخلفا، في حصيلة غير نهائية، أكثر من 28، 176 شهيدا و67، 784 جريحا، فيما لا يزال آلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، إذ يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم.

اقرأ المزيد:

مصر تحذر إسرائيل من «عواقب وخيمة» لغزو رفح

«غزو رفح».. يفاقم الخلاف بين بايدن ونتنياهو

تحذير أبوعبيدة يتحقق.. سقوط أسرى في قصف إسرائيلي على غزة

أهم الأخبار