السودان يدخل «العزل الإجباري».. من قطع الاتصالات؟
يعاني أهل السودان من صراع مسلح أدخل البلاد في نفق مظلم بينما يهدد أهله شبح المجاعة وزاد الشعر بيتا بانقطاع الاتصالات وفرض عزلة إجبارية عن العالم، وسط تبادل الاتهامات بين طرفي الحرب.
تسبب قطع شبكة الاتصالات في السودان إلى عرقلة توصيل المساعدات وترك السكان الذين تنهكهم الحرب وعددهم زهاء 50 مليون نسمة غير قادرين على سداد المدفوعات أو الاتصال بالعالم الخارجي.
وألقت مصادر مسؤولية قطع الاتصالات على قوات الدعم السريع شبه العسكرية.، وفق رويترز.
الموت جوعا
برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أكد أنه تلقى تقارير عن أشخاص يموتون جوعا في السودان بسبب الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والمستمرة منذ منتصف أبريل نيسان الماضي، وأشار إلى أن 18 مليون شخص في أنحاء البلاد يواجهون حاليا مستويات حادة من الجوع.
وطالب البرنامج الطرفين المتحاربين بتقديم ضمانات فورية لإيصال المساعدات إلى المحتاجين بشكل آمن، وهو ما طالبت به أيضا قوى الحرية والتغيير إلى جانب مطالبتها الطرفين بالإسراع بالإيفاء بالتزاماتهما وتعهداتهما المبرمة في منبر جدة بخصوص إيصال المساعدات وفتح ممرات إيصالها وحماية مؤسسات العمل الإنساني وموظفيها.
ما هي القرارات التي كان يمكن ان تمنع قطع الاتصالات في السودان؟#طيبة #السودان pic.twitter.com/l1bv5iusJZ
— قناة طيبة الفضائية (@TaybaSD) February 12, 2024
وتخوض قوات الدعم السريع قتالا مع الجيش السوداني من أجل السيطرة على البلاد منذ أبريل في إطار حرب أسفرت عن مقتل الآلاف ونزوح زهاء ثمانية ملايين شخص وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.
وقالت أربعة مصادر في قطاع الاتصالات لرويترز إن قوات الدعم السريع بدأت وقف تشغيل شبكات الاتصالات في الخامس من فبراير وقطعتها تماما بعد يومين.
سيطرة الدعم السريع على مقرات الاتصالات
وباتت قوات الدعم السريع تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وبعض البنى التحتية السودانية الموجودة فيها ومن بينها المقار الرئيسية لشركات الاتصالات، وذلك بعد عشرة أشهر من الصراع.
ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلبات التعليق. وقال مصدر بالدعم السريع في الخامس من فبراير، إن القوات شبه العسكرية ليس لها علاقة بانقطاع خدمات الاتصالات.
وقالت المصادر إن جنودا تابعين لقوات الدعم السريع هددوا بقطع الاتصالات ما لم يعد المهندسون الخدمة إلى منطقة غرب دارفور التي يسيطر عليها الدعم السريع وتشهد انقطاعا للاتصالات منذ شهور.
وأرجع مسؤول في قطاع الاتصالات الوضع في غرب دارفور إلى نقص الوقود وظروف العمل الخطيرة.
حل الستارلينك
تنتشر في السودان أجهزة الاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية من خلال خدمة (ستارلينك) المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك على الرغم من قرار الحكومة بحظرها.
لكن معظم الأ
فراد لا يمكنهم استخدام هذه الخدمة في بلد تُستخدم فيه الهواتف الذكية في كل جوانب الحياة وبإمكان كثير من الأفراد الوصول إلى شبكات (واي فاي) أو شبكات الهواتف المحمولة.
تدهور البنوك
وأصبحت التعاملات التجارية في السودان تعتمد إلى حد كبير على المحافظ الإلكترونية مع توقف دخل الأفراد وسرقة الممتلكات وتعرض البنوك للإرهاق.
ونشر البعض مناشدات على وسائل التواصل الاجتماعي طلبا للمساعدة للتواصل مع أفراد أسرهم.
الأمم المتحدة تحذر من احتمالات حدوث مجاعة كارثية في #السودان بسبب الحرب المستمرة منذ 10 أشهر#شبكات pic.twitter.com/jehoYA1wBT
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 11, 2024
وقال الطبيب محمد النور (48 عاما)، الذي يعيش في الخارج «أنا في حالة قلق كبير على أسرتي الموجودة في ولاية الجزيرة ولا أستطيع الاتصال بهم وكذلك هم يعتمدون عليَ في التحويلات المالية».
لا طواريء
وأدى انقطاع التيار الكهربائي إلى تعطل العمل في غرف الاستجابة للطوارئ التي يعمل بها متطوعون وتوفر مساعدات غذائية وطبية حيوية.
وتقول ماتيلد فو من المجلس النرويجي للاجئين إن وكالات الإغاثة تواجه الصعوبات نفسها في الدفع للموردين وضمان سلامة الموظفين مما يؤدي إلى بطء الاستجابة لحالات تفشي الأمراض وموجات النزوح.
وأضافت “نحن غير قادرين على دعم فرقنا في الوقت الحالي. إذا أرسلت أيا من زملائك إلى موقع للتوزيع وحدثت أي مشكلة فلن نتمكن من دعمهم. هذا أمر مرهق للغاية”.
وقال مصدر حكومي إن الهيئة القومية للاتصالات تعمل مع الشركات لاستعادة الخدمات في أسرع وقت ممكن، نافيا وجود مفاوضات مع قوات الدعم السريع.
ولم ترد ثلاث من شركات الاتصال على طلبات للتعليق، لكن شركة زين المملوكة لشركة كويتية وشركة (إم.تي.إن) المملوكة لجنوب أفريقيا قالتا في وقت سابق إن انقطاع الخدمة خارج نطاق سيطرتهما.
ولا يزال القتال مستمرا في العاصمة الخرطوم وغرب البلاد، حيث أعلن قائد قوات الدعم السريع تحقيق مكاسب في خطاب ألقاه يوم الأحد.
وقالت الأمم المتحدة إن القتال اندلع على أطراف مدينة الفاشر ذات الكثافة السكانية العالية.