لماذا شكلت الإمارات «ترويكا» من أجل المناخ؟
تعتزم دول الإمارات العربية والبرازيل وأذربيجان تشكيل «ترويكا»، من أجل الدفع باتّجاه اتفاق دولي لإبقاء الاحترار العالمي عند 1، 5 درجة مئوية.
وأوضح رئيس قمة «كوب28» سلطان الجابر في بيان، الثلاثاء، أن «الترويكا تساعد في ضمان امتلاكنا التعاون والاستمرارية اللازمين لإبقاء نجم الشمال المتمثل بـ1.5 درجة مئوية في الأفق من باكو إلى بليم وغيرهما».
ما هي دول الترويكا؟
و دول الترويكا هو مصطلح سياسي يشير إلى اجتماع 3 دول على رأي سياسي واحد تجاه قضية معينّة، وأشهر الترويكات الدولية هي دول الترويكا الأوروبية: «بريطانيا وفرنسا وألمانيا»، حيث كان لها اتجاهًا سياسيًا واحدًا تجاه قضية الملف النووي الإيراني، أو دول الترويكا: الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج تجاه جمهورية السودان.
وكانت الإمارات قد استضافت مؤتمر «كوب28» العام الماضي في دبي، بينما تستعد أذربيجان لاستضافة القمة هذا العام تليها البرازيل في 2025.
وفي نهاية مؤتمر (كوب 28) فوّضت الدول الـ198 الموقّعة على اتفاقية دبي البلدان الثلاثة العمل معا لوضع خارطة طريق للحد من الاحترار العالمي ليبقى عند 1، 5 درجة مئوية، وهو هدف مناخي رئيسي تهدده انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم بشكل كبير.
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأنه في ظل التعهّدات المناخية القائمة الآن، تتجّه درجات الحرارة في العالم للارتفاع بما بين 2، 5 و2، 9 درجة مئوية خلال القرن الحالي.
ووفقا الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فسيتم الوصول على الأرجح إلى سقف 1، 5 درجة مئوية بين العامين 2030 و2035.
وبناء على الاتفاق النهائي الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر«كوب28»، يتعيّن على الشراكة التي أطلق عليها الجابر «ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف» أن «تعزز بشكل كبير التعاون الدولي والبيئة الدولية التي تمكن من تحفيز الطموحات في الجولة المقبلة من المساهمات المحددة وطنيا».
وأضاف الاتفاق أن ذلك يأتي «مع رؤية تقوم على زيادة التحرّك والتطبيق خلال هذا العقد الحاسم وإبقاء سقف 1، 5 درجة مئوية ضمن المنال».
تمويل من أجل المناخ
وخلال قمة كوب28، اتفقت الدول المشاركة على الابتعاد عن الوقود الأحفوري لكن من دون تحقيق تقدّم في ما يتعلّق بالإفراج عن التمويل لصالح البلدان النامية، وهي مسألة خلافية بقيت عالقة خلال المفاوضات.
ويتوقع بأن تكون هذه المسألة محورية خلال مؤتمر كوب29 في باكو حيث من المنتظر بأن يتم تحديد هدف جديد للدعم المالي المقدّم من البلدان النامية من أجل تغير المناخ.
وبحسب منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، فإن الدول الثرية تأخّرت بنحو عامين في الإيفاء بتعهّدها الأولي تخصيص تمويل سنوي من أجل المناخ قدره 100 مليار دولار.
وأفادت مجموعة كبار الخبراء في التمويل المخصص للمناخ التابعة للأمم المتحدة عام 2022 بأن على البلدان النامية (باستثناء الصين) إنفاق حوالى 2، 4 تريليون دولار سنويا على الطاقة النظيفة ومقاومة تغير المناخ بحلول العام 2030، أي ما يعادل أربعة أضعاف المستويات الحالية.
وقال وزير البيئة الأذربيجاني مختار باباييف الذي سيرأس مؤتمر كوب29 «نحن ملتزمون بتوظيف نقاط قوتنا لبناء جسور بين العالمين المتقدم والنامي كجهة مستضيفة لكوب29 من أجل تسريع الجهود لإبقاء مستوى 1، 5 درجة مئوية ضمن المنال».
وأضاف أن «مفتاح ذلك سيكون تحديد هدف تمويل مناخي جديد يعكس مدى حجم وإلحاح التحدي المناخي».
صعوبة تنفيذ قرار مؤتمر المناخ (كوب 28)
ويرى خبراء في مجال المناخ صعوبة تنفيذ قرار (كوب 28)، إذ شدد الدكتور هشام عيسى الخبير البيئي، رئيس الوفد التفاوضي المصري في مؤتمر المناخ بباريس cop21، على صعوبة تنفيذ قرار مؤتمر المناخ (كوب 28)، الذي جرى من خلاله الاتفاق على الاستغناء على الوقود الأحفوري.
وتساءل عيسى في تصريح إلى «خليجيون» عن بدائل الوقود الأحفوري التي قدمها (كوب 28»، قائلا:«هل قدم المؤتمر أية بدائل عن الوقود الأحفوري حتى يتم التوافق على الاستغناء عنه.. وإذا قدم البدائل ما هي ألية استخدامها في أليات لا تعمل إلا بالوقود الأحفوري».
دفاع شرس من بلدان الخليج
في حين دافع ممثلو عدد من الحكومات الخليجية عن الوقود الأحفوري، وعلى رأسهم وزير النفط الكويتي سعد ناصر حمد البراك، الذي قال في كلمته خلال الاجتماع «أفاجأ من الهجمة الشرسة لما يسمى فايزنج آوت (الاستغناء التدريجي عن) النفط وتقليل الاعتماد علىيه كمصدر للطاقة بهذه الشراسة التي ربما تقابلها الشراهة من الغرب عموما في الاستحواذ على الاقتصاد والمكانة المتقدمة.. .وأتعجب من هذا الإصرار غير العادي لحرمان الشعوب ودول كثيرة أكثرها في العالم النامي من مصدر أساسي للطاقة».
اقرأ المزيد
خليجيون| هل تستجيب بلدان الخليج إلى قرار «كوب 28»؟
الإمارات تستضيف رسميا مؤتمر تغير المناخ الأممى كوب 28 عام 2023