أوبئة ومساهمة في الموت.. السعودية تحذر من «تجميد» الأونروا
يصعد العدوان الإسرائيلي من عدوانه على سكان غزة مقابل عراقيل كبيرة أمام جهود الإغاثة الدولية ومحاولات تجميد الأونروا، ما يهدد بسقوط ضحايا فلسطينيين جدد نتيجة الأمراض وسوء التغذية، فيما تعهد مسؤول سعودي بمساهمة بلاده بجهود كبيرة في بناء غزة.
في المقابل حذر المشرف العام لمركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية الثلاثاء، من أن تجميد الأموال المخصصة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» من شأنه «المساهمة» في زيادة أعداد القتلى المدنيين في غزة.
وأضاف أن «المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر الجهات المانحة على مستوى العالم، وسنكون من بين الأكثر نشاطا وعلى طول الخط الأمامي عندما يتعلق الأمر بإعادة بناء غزة».
في وقت سابق علقت دول عدة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان، تمويلها لوكالة الأونروا رداً على ادعاءات إسرائيلية بأن بعض موظفيها شاركوا في الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي.
كما حذر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، يوم الإثنين، من أن قطع التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يعني كارثة إنسانية أكبر في غزة.، وفق وكالة أنباء العالم العربي
نفق الأونروا المزعوم
ومع دخول الحرب في غزة شهرها الخامس الأسبوع الماضي، زعم الجيش الإسرائيلي أن قواته عثرت على نفق لحماس أسفل مقر الأونروا في مدينة غزة.
ونفت إدارة الأونروا في غزة تلك الادعاءات، وأكد كاظم أبو خلف المتحدث باسم الوكالة الأممية - أن الجانب الإسرائيلي لم يبلغ الوكالة رسميا بالعثور على أي أنفاق داخل مقرها الرئيسي في قطاع غزة.
وأضاف أبو خلف في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي يوم الأحد أن «الأونروا علمت عن هذا النفق، وهذا الاتهام الجديد من خلال وسائل الإعلام. وموظفو الأونروا غادروا مقرهم الرئيسي في غزة المذكور في الادعاء الجديد بتاريخ 12 أكتوبر، بأوامر إخلاء إسرائيلية».
وأردف أبو خلف أنه «منذ ذلك الحين، لم نستخدم هذا المجمع، وبحسب التقارير الإعلامية للجيش الإسرائيلي، قام الجيش بنشر قوات داخل المقر، فبالتالي لا نستطيع أن نؤكد أو ننفي هذه التقارير الإعلامية».
كما أوضح أبو خلف أن «الأونروا لا تملك آلية تحقيق في ادعاءات الإسرائيلية في هذه اللحظة، لا نملك أن نصل حتى لنرى هذا الأمر على الأرض بأعيننا».
وطردت الأمم المتحدة 12 موظفاً في الاونروا اتهمتهم إسرائيل بالتورط في هجوم 7 أكتوبر، وأكدت أنه يجب التحقيق في مزاعم الأنفاق بمجرد انتهاء الحرب.
يجب ألا نعاقب الأبرياء
وقال عبد الله الربيعة الذي يشغل أيضاً منصب وزير الصحة في مقابلة مع وكالة فرانس برس «يجب ألا نعاقب الأبرياء، ملايين الأشخاص الذين يعيشون في غزة، بسبب اتهامات موجهة إلى قلة من الناس».
وأضاف «إذا كان لديك نحو مليوني شخص يعيشون في بقعة صغيرة.. .ثم توقف تمويل الغذاء والأساسيات الصحية، فأنت في الأساس تدعوهم إلى العيش، بالفعل، في كارثة وتساهم أيضاً في موتهم».
وتحدث ربيعة، وهو أيضا مستشار بالديوان الملكي السعودي، بينما غزة مهددة بهجوم بري إسرائيلي في مدينة رفح المكتظة بأكثر 1، 3 مليون نازح فلسطيني.
وحذّر من أن هذه العملية قد تؤدي إلى «فوضى» وربما «توقف كامل» لشاحنات المساعدات.
وتابع «سنرى الآلاف من الناس يفقدون حياتهم. الآن يتحدث الناس عن خطر الأوبئة، وتهديد المجاعة، سمها ما شئت. لذلك لا نريد أن نرى أي مدني يموت بسبب أشياء يمكن تجنبها».
عرقلة دخول المساعدات
لم تعترف السعودية بإسرائيل قط، رغم أن المسؤولين كانوا يفكرون في القيام بذلك قبل هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل والذي أدّى الى مقتل نحو 1160 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية.
وخطف نحو 250 شخصًا رهائن، لا يزال 132 منهم محتجزين في القطاع، وفقًا للسلطات الإسرائيلية، بعدما أُطلق سراح أكثر من مئة بموجب هدنة في أواخر نوفمبر، لقاء الإفراج عن 240 معتقلاً فلسطينيا من سجون إسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على حماس وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعتها بهجوم بري، ما أدّى الى مقتل 28473 شخصا غالبيتهم الكبرى من النساء والفتية والأطفال، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في حكومة حماس نشرت الثلاثاء.
وفيما أبدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تفاؤلها بإمكان إحياء عملية التطبيع السعودي الإسرائيلي، قالت السعودية الأسبوع الماضي إنها أبلغت واشنطن بأنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل حتى يتم «الاعتراف» بدولة فلسطينية مستقلة وتنسحب القوات الإسرائيلية من غزة.
وأجرى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز الثلاثاء في القاهرة جولة جديدة من المحادثات حول اقتراح بوساطة قطرية يتوقف القتال بموجبه موقتا مقابل إطلاق حماس سراح رهائن.
وقال الربيعة إن أي اتفاق يجب أن يسمح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة «بدون أي عقبات».
المساعدات السعودية لغزة
وأضاف أن السعودية أرسلت 384 شاحنة مساعدات و20 سيارة إسعاف إلى غزة، مع اشارته إلى أن كمية أكبر من المساعدات عالقة في مصر، وليس بوسعهم نقلها إلى غزة بسبب الإجراءات المعقدة.
وأوضح «لدينا حاضنات لحديثي الولادة لم يُسمح بإدخالها إلى غزة. لذا، كطبيب، كيف تتخيل أن المولود الجديد سيعيش إذا حرمته من حاجته الأساسية إلى حاضنة؟ ».
وتابع «بعض أجهزة الأشعة السينية لن يُسمح بها.. كيف يمكن تشخيص حالة مريض بدون أدوات تشخيصية؟».
في المجمل، أرسلت الوكالة السعودية 5، 795 طنا من المساعدات لدعم غزة.
وقال ربيعة إنه رغم أن إعادة الإعمار في غزة لا تزال بعيدة المنال، فإنه يأمل أن يشارك المتطوعون السعوديون بشكل مباشر إذا سمحت ظروف السلامة.
وأضاف «نأمل أن نرى العاملين في المجال الصحي لدينا يساعدون سكان غزة بقدر ما يمكنهم أيضًا مساعدة شعب أوكرانيا ومناطق أخرى من العالم».
وزير يمني يدعو لإعداد قائمة سوداء بقيادات «الحوثي» المتورطة في تجنيد الأطفال