«كل شي بوقته حلو».. سعد الحريري يفتح باب العودة للحياة السياسية في لبنان
ألمح رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، اليوم الأربعاء، إلى عودته للمشاركة في الحياة اللسياسية مجددا، قائلا إنه لن يترك الشعب، فيما كشف عن سبب اغتيال والده رفيق الحريري «كان يملك مشروعا للبنان».
واليوم الأربعاء، تجمّع الآلاف في وسط بيروت في الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، بينما ناشد الأنصار سعد باستئناف نشاطه السياسي.
ومنذ ساعات مبكرة من صباح اليوم، توافد أنصار الحريري إلى محيط الضريح في وسط بيروت، وحمل بعضهم صوراً للحريري الأب والابن ورددوا هتافات داعمة للرجل الغائب عن المشهد منذ 2022.
وزار الحريري ضريح والده في ساحة الشهداء وقرأ الفاتحة، وسط حشود ضخمة أمت الساحة من مختلف المناطق اللبنانية، ثم حيا الجماهير وتقدم اليهم وصافح عددا كبيرا منهم، قبل أن ينتقل الى بيت الوسط لاستكمال مواعيده، حيث انتقلت معه الحشود وألقى كلمة أمامها قال فيها: «أشكر كل الناس للمجيء إلى ضريح الشهيد رفيق الحريري الذي دفع دمه للبنان، ومشروعه كان مستقبل البلد ومستقبلكم أنتم الشباب والبنات»، وفق «الديار».
رفيق الحريري استُشهد لأنّه كان معتدلاً
وأضاف الحريري: «رفيق الحريري استُشهد لأنّه كان معتدلاً ووسطيّاً وحاملاً لمشروع للبلد، وأشكر كل الناس الذين نزلوا إلى الساحة، وكل الطوائف، وكل من قدّم واجب العزاء اليوم والبارحة».
وألمح سعد إلى قرب عودته للحياة السايسية في لبنان، قائلا: «أنا باقٍ معكم وإلى جانبكم أينما كنت.. .وبالنتيجة كل شي بوقتو حلو وسعد الحريري لا يترك الناس. قولوا للجميع أنّكم رجعتم إلى الساحة، ومن دونكم لا يمشي البلد».
اغتيال رفيق الحريري
وكان رفيق الحريري رئيساً لوزراء لبنان قبل استقالته في أكتوبر 2004، ولقى مصرعه في 14 فبراير 2005 عندما فجّر انتحاري شاحنة مليئة بالمتفجرات أثناء مرور موكبه المصفّح في بيروت، وخلّف الهجوم 22 قتيلاً و226 جريحاً.
ولقي 21 شخصا بخلاف الحريري حتفهم في الانفجار الذي وقع خارج فندق سان جورج، وكان من بين الضحايا حراس الحريري وبعض المارة ووزير الاقتصاد السابق باسل فليحان.
وتاليا، حكمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على اثنين من أعضاء حزب الله غيابيا بالسجن مدى الحياة بجرم «التآمر لارتكاب عمل إرهابي والتواطؤ في القتل المتعمد». وفي الأول من يناير 2024، أنهى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش عمل المحكمة الدولية التي أنشئت للتحقيق في اغتيال رفيق الحريري عام 2005.
مجيء الشيخ سعد غال علينا
ومن قلب الحدث، قال محمود حمود (32 عاماً) الذي حضر من البقاع الغربي (شرق) على هامش مشاركته في التجمع: «نشارك اليوم لأن مجيء الشيخ سعد غال علينا، ولأن يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري تاريخي بالنسبة لنا، وهو دائما في قلوبنا».
وتابع: «كل لبنان اليوم مع عودة سعد الحريري إلى العمل السياسي، لأنه المنقذ للبنان وقادر على استقطاب الدعم الخارجي»، وفق وكالة فرانس برس.
الحريري ولقاء نجيب ميقاتي
وأمس الثلاثاء، التقى الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وهذه الزيارة الثانية لرئيس الحكومة السابق والذي كان يعدّ الزعيم السني الأبرز، إلى بيروت منذ إعلانه تعليق نشاطه السياسي مع تياره لاقتناعه بأن «لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني».
اقرأ أيضا:
لبنان: هل تشي قصة شعر سعد الحريري الجديدة بعودته إلى الحياة السياسية؟
وجاء ابتعاده عن العمل السياسي بعد سلسلة انتكاسات مني بها مالياً وسياسياً، وبعد استقالته من رئاسة الحكومة، مع بدء الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ أكثر من أربع سنوات.
قدر سعد الحريري أن ينشىء دولة
وفي تدوينة، قال مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان إن «قدر سعد الحريري أن ينشىء دولة بعد أن وحد والده وطناً. وقدره أن يتابع المسيرة. هذا البيت، بيت رفيق الحريري الذي كان بوجوده يحمل كل أحلام اللبنانيين، وأصبح بعد استشهاده يحمل كل الرهان على سيادة هذا الوطن وعلى حريته ووحدته وكرامة الإنسان فيه واستكمال مشروع بناء الدولة والمؤسسات واستعادة لبنان لدوره في المنطقة والعالم وهذا هو ما أراده رفيق الحريري».