نتنياهو يتوعد.. والمحادثات تتعثر
توعد الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ ما وصفها بعملية «قوية» في رفح رغم الضغوط الدولية المتزايدة لمحاولة تجنب هجوم بري مدمر على المدينة المكتظة بالسكان في أقصى جنوب قطاع غزة. فيما استمرت المفاوضات المتعثرة للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في القاهرة، في حين أسفر القصف الإسرائيلي عن استشهاد العشرات في غزة.
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في رسالة بالعبرية على حسابه الرسمي على تطبيق تلغرام «سنقاتل حتى النصر الكامل، وهو ما يتضمن تحركا قويا في رفح، وذلك بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال».
103 شهيدا خلال أربع وعشرين ساعة
وفي قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء العدوان منذ اكتوبر الماضي، خلّف القصف 103 شهيدا خلال أربع وعشرين ساعة، بحسب وزارة الصحة في القطاع. وتركز القصف على مدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع الفلسطيني.
يعيش في رفح مئات الآلاف من المدنيين قرب الحدود المغلقة مع مصر، في ظل خشية من هجوم على المدينة يثير أيضا مخاوف دولية واسعة. ويتجمع بحسب الأمم المتحدة نحو 1.4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في هذه المدينة التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم جيش الاحتلال حتى الآن على اجتياحها بريا.
الحية على طاولة الاستخبارات المصرية
في القاهرة، تستمر المباحثات حيث من المتوقع أن يلتقي وفد من حماس، برئاسة عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية، رئيسي الاستخبارات المصرية والقطرية، حسبما أفاد مصدر في الحركة وكالة فرانس برس. لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي زعم الأربعاء «أصر على أن تتخلى حماس عن مطالبها الوهمية. وعندما تتخلى عن مطالبها، سنكون قادرين على المضي قدما».
مشاهد حصلت عليها الجزيرة لما قالت كتائب القسام إنها لاشتباكات من النقطة صفر بين مقاتليها والجيش الإسرائيلي في خان يونس #حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/zlv6s8Amhx
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 14, 2024
من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء حماس إلى أن تنجز "بسرعة" صفقة تبادل "لتجنيب شعبنا الفلسطيني ويلات وقوع كارثة أخرى لا تُحمد عقباها، ولا تقل خطورة عن نكبة عام 1948، ولتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا". كما طالب "الإدارة الأميركية والأشقاء العرب، بالعمل بجدية على إنجاز صفقة الأسرى بأقصى سرعة، وذلك لتجنيب أبناء الشعب الفلسطيني ويلات هذه الحرب المدمرة".
وأسفر العدوان المستمر على غزة منذ أكتوبر الماضي عن استشهاد 28473 شخصا في قطاع غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وطلبت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لاسرائيل، من الدولة العبرية «ضمانات» بشأن أمن المدنيين.
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء خلال اتصال هاتفي مع نتانياهو إن حصيلة الهجوم الإسرائيلي «لا تحتمل» وإن العمليات العسكرية يجب أن «تتوقف». أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت في مؤتمر صحفي خلال زيارتها إلى إسرائيل «ينتظر 1.3 مليون شخص هناك في مساحة صغيرة للغاية. ليس لهم في الواقع أي مكان آخر يذهبون إليه الآن… إذا شن الجيش الإسرائيلي هجوما على رفح في هذه الظروف، سيكون ذلك كارثة إنسانية».
إلى ذلك، دقت منظمة الصحة العالمية مجددا ناقوس الخطر الأربعاء بشأن الوضع في مستشفيات غزة «المكتظة بالكامل والتي تعمل فوق طاقتها وتفتقر للإمدادات الكافية". ويضطر الأطباء إلى إجراء عمليات بتر بسبب نقص الوسائل اللازمة لعلاج المرضى، حسب ما أفاد الممثل المحلي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور ريك بيبيركورن من غزة، متهما إسرائيل بمواصلة "عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية» إلى القطاع.
ورفح هي نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات من مصر، ويخضع مرور المساعدات لموافقة إسرائيل وهي غير كافية لتلبية احتياجات السكان المهددين في خضم الشتاء بالمجاعة والأوبئة.
اقرأ المزيد:
شاهد| أكبر معبد هندوسي في الإمارات