بدء بناء معسكرات لإيواء الفلسطينيين في سيناء؟ مسؤول مصري يكشف الحقيقة
أعلن محافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة استعداد بلاده لكل «السيناريوهات حال تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي عملية في رفح الفلسطينية».
ونفى شوشة حسبما نقلت قناة «العربية»، اليوم الخميس، تقارير عن إقامة معسكرات في رفح المصرية لإيواء الفلسطينيين تحسبا لتهجيرهم من غزة.
وأوضح المحافظ، أن ما يحدث في رفح هو حصر البيوت والمنازل المهدمة خلال الحرب على الإرهاب.
وتأتي تلك التصريحات تزامنا مع تحذيرات المجتمع الدولي ودول عربية من تداعيات العدوان على مدينة رفح الفلسطينية، بينما تجاهل جيش الاحتلال تلك التحذيرات منفذا سلسلة غارات إجرامية أسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيًّا، استهدفت منازل ومساجد.
ويتخوف البعض أن تكون إسرائيل قد بدأت هجومها البري على رفح، رغم مزاعم الاحتلال أن الغارات انتهت، إذ تُشكّل المدينة الواقعة على حدود مصر، الملاذ الأخير للفلسطينيّين النازحين من العدوان الإسرائيلي المستمرّ في أماكن أخرى من قطاع غزّة في إطار الحرب المستمرّة ضد المدنيين في غزة منذ أربعة أشهر.
تقارير إعلامية غربية: المنطقى العازلة مهددة
وفي وقت لاحق اليوم كانت تقارير إعلامية غربية قد كشفت تعرض المنطقة العازلة الضيقة بين مصر وقطاع غزة، المعروفة باسم «محور فيلادلفيا»، لتدقيق متزايد في الوقت الذي تخطط فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي لشن هجوم عسكري واسع النطاق على رفح، المدينة المزدحمة في أقصى جنوب غزة بالقرب من الحدود.
ومرار وتكرارا أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نية بلاده السيطرة على القطاع الاستراتيجي من الأرض، وأثار ذلك قلق مصر وسط مخاوف من انهيار اتفاقيات السلام المصرية الإسرائيلية المستمرة منذ عقود، وفقا لتقرير فرانس 24.
حسب التقرير فقد ركزت محادثات الهدنة في القاهرة هذا الأسبوع الاهتمام على الضغط، الذي تواجهه مصر خلال الحرب بين سلطات الاحتلال إسرائيل وحماس و «ممر فيلادلفيا».
ومع تهديد إسرائيل الآن بشن هجوم بري واسع النطاق في رفح ـ على الرغم من التحذيرات الدولية من وقوع كارثة إنسانية في المدينة المكتظة بنحو 1.5 مليون من النازحين قسراً من غزة ـ تراقب مصر بحذر حدودها الشمالية الشرقية مع إسرائيل.
اسرائيل توفر ممرًا آمنا لسكان غزة
وفي مقابلة مع قناة ايه بي سي نيوز التلفزيونية الأمريكية، قال نتنياهو إن إسرائيل ستوفر «ممرًا آمنًا للسكان المدنيين لمغادرة» رفح، التي وصفها بأنها «المعقل الأخير» لحماس.
ولم يذكر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بالضبط المكان الذي يمكن أن يلجأ إليه سكان غزة اليائسون والنازحون بالفعل، لكن نتنياهو ذكر مناطق شمال رفح يمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين.
وخوفًا من التدفق الهائل للاجئين وعواقبه المحتملة، نشرت مصر حوالي 40 دبابة وناقلة جنود مدرعة في شمال شرق سيناء خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقال مصدران أمنيان مصريان لرويترز إن هذا الانتشار جزء من سلسلة إجراءات تهدف إلى تعزيز الأمن على الحدود مع غزة.
عبر أروقة السلطة
تم تسمية الممر الاستراتيجي باسم «فيلادلفيا» على اسم رمزي عسكري إسرائيلي تم اختياره عشوائيًا لما يسمى أيضًا «محور صلاح الدين»، وهو عبارة عن منطقة عازلة يبلغ طولها 14 كيلومترًا وعرضها 100 متر. وقد تم تأسيسها وفقا لشروط اتفاقية كامب ديفيد لعام 1978 بين مصر وإسرائيل.
ويهدف محور فيلادلفيا إلى منع التوغلات المسلحة، وضبط حركة الفلسطينيين في الاتجاهين، ومنع تهريب وتجارة الأسلحة بين سيناء المصرية وقطاع غزة.
الاتفاقية المصرية الإسرائيلية لعام 2005
وقد حددت الاتفاقية المصرية الإسرائيلية لعام 2005 بدقة شديدة نشر المعدات العسكرية المصرية في هذه المنطقة العازلة: ثماني طائرات هليكوبتر، و30 مركبة مدرعة خفيفة وأربع سفن دورية ساحلية.
وكانت مهمتهم حراسة الممر على الجانب المصري - الحدود الوحيدة لغزة خارج السيطرة المباشرة للجيش الإسرائيلي - لمكافحة الإرهاب ومنع التهريب والتسلل.
وعلى الجانب الآخر من الممر، تولت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية زمام الأمور من الإسرائيليين.
ولكن بعد عامين فقط، فقدت السلطة الفلسطينية السيطرة على الممر عندما تم طردها من غزة في أعقاب صراع عام 2007 بين مقاتلي فتح ومنافسيها من حماس.
وردا على ذلك، فرضت إسرائيل حصارا بريا وجويا وبحريا، فضلا عن حظر على القطاع الفلسطيني الخاضع الآن لسيطرة حماس. وشجعت هذه القيود على تطوير نظام أنفاق التهريب، الذي يمر تحت المنطقة المحظورة بين غزة ومصر، مما مكن البضائع والأشخاص من عبور الحدود، وهو ما وثقته إسرائيل في وقت مبكر من عام 1983.
ومنذ ذلك الحين، لم يتم فتح معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية، والذي يمر من خلاله الأشخاص والبضائع والمساعدات الإنسانية، إلا بشكل متقطع. وتعتبر إسرائيل هذه المنطقة منطقة إمداد حيوية لحماس.
نداء عاجل
في حين وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس نداء عاجلا مساء الأربعاء إلى حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، طالبهم فيه بسرعة إنجاز صفقة الأسرى، لتجنيب الشعب الفلسطيني «ويلات وقوع كارثة أخرى لا تُحمد عقباها».
ووصفها بأنها: «لا تقل خطورة عن نكبة عام 1948، ولتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد للفلسطينيين».
وقال عباس في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا): «إن الاحتلال الإسرائيلي يشن حرب مفتوحة على قطاع غزة، أدت إلى استشهاد المئات من أبناء الشعب الفلسطيني يومياً، إضافة إلى اقتحام الضفة الغربية، والقدس، وغير ذلك من تصعيد إسرائيلي خطير، لذلك لا بد من تحمل مسؤولياتنا في وقف هذه الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني».
اقرأ المزيد
«سيناء أو الموت».. مسؤول فلسطيني يعري نوايا إسرائيل تجاه سكان رفح
«صُداع» محور فيلادلفيا.. مصر توضح حقيقة «الترتيبات السرية» مع إسرائيل