هل استورد البرهان «براميل إيرانية» لقصف دارفور؟
رد ناطق باسم الجيش السوداني على ما جرى تداوله بشأن استيراد غاز الخردل السام من إيران لقصف دارفور، ووصف ما تردد بهذا الشأن بأنه «اتهامات باطلة».
وقال العميد نبيل عبد الله لوكالة أنباء العالم العربي «هذه مجرد أكاذيب وتلفيقات واضحة جدا، ولا تستحق مجرد الرد عليها، وحتى طبيعة هذا المكتوب أو الذي سموه بيانا، وهذه الواجهة التي لم نسمع بها من قبل، هي بالتأكيد من تلفيقات ومن صناعة الغرف الإعلامية للمليشيا (قوات الدعم السريع)».
استيراد 5 آلاف براميل خردل من إيران
وكانت (هيئة نساء السودان) قالت في بيان هذا الأسبوع إنها «تلقت ببالغ القلق والاستنكار المعلومات المؤلمة.. .حول استيراد الجيش السوداني من إيران خمسة آلاف برميل تحتوي على غاز الخردل الكيميائي الحارق السام لقصف أقاليم غرب السودان».
واتهمت (هيئة نساء السودان) الجيش السوداني بتكثيف الغارات الجوية على مدن أقاليم غرب السودان والتجمعات السكنية في مدينتي نيالا والزرق وقصفهما بالبراميل المتفجرة.
وأضاف المتحدث باسم الجيش السوداني «هذه اللغة الركيكة نحن نعلمها تماما، وهذه التلفيقات والاتهامات الباطلة التي لا تستند لأي منطق أو حقيقة كلها أكاذيب ولا يصدقها أحد، ونحن مطمئنون بأنه لن يصدقهم أحد».
وتابع قائلا «الشعب السوداني يعلم تماما حقيقة هذه المليشيا التي لا أخلاق لها، هم وحلفاؤهم، وهم لا يتورعون عن الكذب، وحتى كذبهم يكون بطريقة سخيفة، ولا يمكن أبدا أن يصدقهم أحد».
وأكد عبد الله أن القوات المسلحة «ماضية في القيام بواجباتها القانونية والدستورية في حماية البلاد والشعب السوداني، ولن تدخر وقتا ولا جهدا في حماية الشعب السوداني حتى يتم تطهير بلادنا وكافة بقاعها وأراضيها».
واندلع الصراع في السودان في أبريل الماضي بين الجيش برئاسة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع برئاسة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) بسبب خلافات حول دمج الأخيرة في القوات المسلحة، بينما كانت الأطراف المدنية والعسكرية تضع اللمسات الأخيرة على عملية سياسية كان من المقرر أن تنتهي بإجراء انتخابات.
صمت حيال الدور الإيراني في السودان
وما زال الجيش السوداني يتحرى الصمت حيال تسريبات إعلامية عن حصوله على شحنات أسلحة إيرانية وطائرات مسيّرة من طراز «مهاجر 6». وهو ما اعتبرته وكالة بلومبرغ الأميركية إشارة على الاهتمام الإيراني بالسودان، إذ تمتد حدود السودان البحرية إلى حوالي 670 كم، وبالسيطرة على الموانئ السودانية، ستحصل إيران وحلفاؤها على موطئ قدم في ممر تجاري بالغ الأهمية بالقرب من اليمن والمملكة العربية السعودية وإسرائيل.
#السودان - نائب #البرهان: لا تفاوض مع #الدعم_السريع وسنقاتل حتى السيطرة على كامل البلاد pic.twitter.com/SF7LWHllNx
— ا لـحـدث (@AlHadath) February 16, 2024
دور إيراني متزايد سيناريو رآه الباحث في الشأن الإيراني علي رجب، في تصريح سابق إلى «خليجيون»مجرد محاولة «لإظهار تعاظم الدور الإيراني في السودان في رسالة مبطنة للمملكة العربية السعودية، وأنه يمكن محاصرة الرياض من كل الاتجاهات في اليمن جنوبا والسودان غربا والعراق شمالا»
لكن لا تستبعد الدكتور أماني الطويل خبيرة الشئون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات ظهور أي ميليشيات أو حركات في بلد تعمه الفوضي والحروب والصراعات سواء في السودان أو غيره، مؤكدة لـ «خليجيون» أن «ظهور الأسلحة الإيرانية في الساحة السودانية هو دليل حي على نفوذ إيراني أي كان حجمه».
محادثات السودان في باريس
سياسيا، ومن المقرر أن تستضيف باريس منتصف أبريل المقبل اجتماعا وزاريا لمساعدة السودان والدول المجاورة على مواجهة تداعيات الحرب الأهلية التي أدت إلى نزوح الملايين وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة، وصرح دبلوماسيون بأن محادثات ستجري أيضا حول الوضع السياسي رغم أنه من غير المقرر دعوة الفصيلين المتحاربين.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ودبلوماسيون وقال سيجورنيه في جلسة برلمانية «لا يمكن أن تصبح أزمة منسية»، مضيفا أن المؤتمر سيعقد في 15 أبريل. وذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية أن المؤتمر سيجمع وزراء من الدول المجاورة وجهات إقليمية فاعلة ودولا غربية بالإضافة إلى وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير ربحية عاملة في المنطقة.
وحثت الأمم المتحدة الدول على عدم نسيان المدنيين المتضررين من حرب السودان، وناشدتها جمع 4.1 مليار دولار لتلبية احتياجاتهم الإنسانية ودعم أولئك الذين فروا إلى البلدان المجاورة.
تحالف حمدوك يحشد الضغوط الدولية
بدوره، أكد الريح محمد الصادق، عضو المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) والقيادي في قوى الحرية والتغيير السودانية، أن القوى المدنية ستستمر في التواصل مع كل الفاعلين الدوليين والإقليميين من أجل الضغط على طرفي الصراع في السودان لاستئناف التفاوض والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية ومنع تمدد الحرب إلى مناطق جديدة.
وقال الصادق لوكالة أنباء العالم العربي يوم الأربعاء «لدينا خطط مستقبلية تتعلق بانعقاد الورش الداخلية لتتمكن القوى المدنية من الاتفاق حول مسائل العدالة والترتيبات الدستورية والإصلاح الأمني والعسكري". وأضاف "أما على المستوى السياسي، فسنستمر في التواصل مع كل الفاعلين الإقليميين والدوليين من أجل الضغط على الطرفين لاستئناف التفاوض والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية للعالقين داخل السودان، وكذلك منع استمرار وتمدد الحرب إلى مناطق جديدة».
اقرأ المزيد:
بيان غامض حول «قوة وتماسك» الجيش السوداني