«خليجيون» تحاور رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني: إسرائيل تجهز سيناريو «حيفا» لـ«غزة»
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر في اليوم الـ 134 من عدوانه على قطاع غزة، فضلا عن عزمها اجتياح رفح القاطن بها نحو 1.5 مليون نازح وسط تحذير مصري من خطورة ذلك الاجتياح المرتقب.
وفي خضم تلك الأحداث أجرت «خليجيون» حوارا مع رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني الدكتور محمد أبو سمرة الذي يرجح سيناريو النوايا الإسرائيلية في تنفيذ مخطط تطهير عرقي لأهل قطاع غزة.
• لماذا يصر الاحتلال الإسرائيلي على دخول رفح إذا كان يعلم أن الخسائر المتوقعة ستكون كبيرة؟
•• إصرار رئيس وأركان حكومة العدو وقادة جيش العدو على اجتياح وإعادة احتلال مدينة رفح الفلسطينية الحدودية، الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة وأقصى الجنوب الغربي لفلسطين المحتلة، يأتي في سياق عدة أمور، أهمها أنَّه لم يعد خافياً على الجميع أنَّ المجرم نتنياهو ربط مصيره ومستقبله السياسي ومصير حكومته الإرهابية الفاشية المكونة من مجموعة من مجرمي الحرب والإرهابيين، باستمرار الحرب والعدوان الصهيوني الوحشي البربري المتواصل ضد قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي.
• هل الهدف تهجيرهم إلى سيناء؟
•• بالطبع فالاحتلال يمارس عدوانا في سياق حرب الإبادة المنهجية وعمليات التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، والتدمير الشامل الكامل لكل معالم وملامح وأشكال الحياة في قطاع غزة على كافة المستويات، ومن أجل أن يستكمل العدو الصهيوني تنفيذ مخططه بإرغام أهالي القطاع، وخاصة مليون ونصف مليون من النازحين إلى رفح، على الطرد والهجرة القسرية إلى مصر وسيناء.
• وما مصير قاطني رفح؟
•• في حال اجتاح العدو الصهيوني محافظة ومدينة رفح البالغة مساحتها ٥٥ كلم مربع، ويقيم فيها الآن مليون ونصف مليون فلسطيني، فإنَ المدينة والمحافظة ستشهدان سلسلة من المجازر البشعة تساوي عدة أضعاف أرقام المجازر والشهداء منذ بداية العدوان وحتى اليوم.
مصر لن تقبل للعدو الصهيوني باجتياح رفح.. وعلى حماس أن تستجيب لنداء عباس
أتوقع أن يزيد عدد شهداء رفح في حال اجتاحها العدو الصهيوني عن 100 ألف شهيد، علماً أن العد الحقيقي للشهداء في كافة أنحاء القطاع منذ يوم السابع من أكتوبر وحتى اليوم، يزيد على ستين ألف شهيد، بينما يزيد عدد الجرحى عن مائة ألف شهيد، عدا عشرات الآلاف من الأسرى والمفقودين.
• أما عن القضية الفلسطينية.. ما مستقبلها؟
•• من الأهداف الهامة التي تقف وراء إصرار نتنياهو على اجتياح رفح، استكمال عملية احتلال كامل قطاع غزة، وبالتالي التخلص من أكثر من نصف سكان قطاع غزة سواء بالقتل والإعدام الميداني والمجازر، أو عبر الطرد والتهجير القسري إلى الأراضي المصرية.
• وإذا تحقق ذلك؟
•• يكون حقق أهم الأهداف الاستراتيجية للعدو الصهيوني من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وشطب قضية اللاجئين وشطب، وكي وعي الفلسطينيين ومحو ذاكرتهم وتاريخهم وماضيهم وافقارهم وتجويعهم، وإخراج واقتطاع كامل قطاع غزة من الجغرافيا الفلسطينية، وجعل القطاع جزء من الماضي الفلسطيني مثله مثل القدس وحيفا ويافا وعكا وصفد وعسقلان وبئر السبع، وإلقاء العبء السكاني والمعيشي لأهالي القطاع على مصر الشقيقة، وجعلهم مشكلة دائمة لمصر والعرب والمنطقة.. !!
• هل يمكن أن تكون التهديدات الإسرائيلية فقط من أجل التفاوض على الرهائن والضغط على حماس؟
•• لا أعتقد أن تهديدات العدو الصهيوني باجتياح رفح، مرتبطة فقط بالضغط على حركة حماس لانتزاع موقف في قضية المفاوضات لتبادل الأسرى، وغيرها من المسائل.. وبتقديري سواء تم الاتفاق دفي مفاوضات تبادل الأسرى وما يتبعها من أمور، أو فشلت المفاوضات، فإنَّ نتيناهو وحكومته المجرمة وجيشه الفاضي النازي، لن يترددوا في وقت لاحق من تنفيذ تهديداتهم باجتياح رفح، لأنَّهم يريدون استكمال تنفيذ مخططاتهم الاجرامية الاستراتيجية ضد شعبنا وقضيتنا ومستقبلنا.
• إذن فما المنتظر من العرب؟
•• مطلب وقف اطلاق النار ووقف العدوان، بات مطلباً شعبيا فلسطينياً، ومهما كان الثمن المقابل، ولابد أن تتكاتف كافة الجهود الفلسطينية والمصرية والعربية والإقليمية لمنع العدو من اجتياح رفح، ووقف اطلاق النار، وبدء عمليات إغاثة شاملة لأهالي غزة، لإغاثة كل شعبنا في القاطع وتوفير كافة احتياجاته من الشراب والغذاء والدواء والكساد والفرش والأغطية والخيام وكل مايلزم لعملية الإيواء، تمهيداً للبدء بعمليات إعادة اعمار القطاع.
• هل هناك أوراق يمكن لحماس أن تتفاوض بها لتجنب العدوان الإسرائيلي على رفح؟
•• على حماس أن تضع مصلحة الشعب الفلسطيني عموماً وفي قطاع غزة خصوصاً أمام ناظريها، وأن تضع الأولوية المطلقة للتجاوب مع الجهود المصرية وجهود القيادة الفلسطينية وكذلك الجهود القطرية، للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتدرك أنَّ الاجماع الوطني والشعبي الفلسطيني يعطي الأولوية لوقف إطلاق النار، وإنقاذ مليوني ونصف مليون فلسطيني في القطاع ومليون ونصف مليون في رفح من المخططات الصهيوني التي تستهدف طردهم وتهجيرهم وابادة من تبقي منهم.
• إى طرف يجدر بحماس الثقة فيه؟
•• لابد من توحيد الموقف الفلسطيني بالتعاون مع القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية، وأن تضع ثقتها كاملة في الشقيقة الكبرى مصر، التي تعمل بكل طاقتها وجهودها لوقف نزيف الدم الفلسطيني.
• كيف ترى دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى حماس لقبول صفقة الأسرى؟
•• أؤيد هذه الدعوة، وبالفعل الأولوية المطلقة الآن تتمثل في وقف العدوان والحرب الصهيونية الوحشية وحرب الإبادة والتطهير العرقي الاجرامي التي يواصل العدو الصهيوني المجرم تنفيذها للشهر الخامس على التوالي ضد شعبنا الفلسطيني المظلوم ـالذي يعاني من نكبة كبرى وأوضاع معيشية غير آدمية كارثية ومأساوية، لا يمكن لأحد على وجه الأرض احتمالها.
• حتى الآن لم تستجب حماس لنداء الرئيس الفلسطيني.. كيف ترى ذلك؟
••يتوجب على حماس أن تستجيب لنداء الرئيس الفلسطيني، وأن تضع كامل ثقتها في الشقيقة الكبرى مصر وهي التي عرفنا عنها دوماً الحرص التام والكامل على مصلحة الشعب الفلسطيني وحماية القضية الفلسطينية ومنعها من الذوبان والتصفية، وهي التي تعمل دوماً على تعزيز صمود ورباط الشعب الفلسطيني، وتدعم حقه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
• وماذا عن فرص الاستجابة لنتائج لقائي القاهرة وباريس؟
•• إن الاستجابة للورقة المصرية وما نتج عن (لقاء باريس الرباعي) و(لقاء القاهرة الرباعي)، سوف يعجِّل بوقف العدوان وسيمنع العدو الصهيوني من اجتياح رفح، وسيحشر المجرم الأكبر نتنياهو في الزاوية.
• هل تتوقع تصعيدا سياسيا مصريا في إطار التوتر القائم مع احتمال اجتياح رفح.
•• بالتأكيد مصر لن تقبل للعدو الصهيوني باجتياح رفح، ولن تصمت على مثل هذا الأمر الخطير في حال حدوثه، وهناك موقف سياسي متصاعد محذراً العدو الصهيوني من الإقدام على اجتياح رفح، ولوحت مصر بالعديد من الإجراءات التي ستتخذها ضد الكيان الصهيوني حال اقدامه على ارتكاب مثل هذه الحماقة الكبرى، نظراً للآثار والنتائج الكارثية التي ستحدث نتيجة الاجتياح الصهيوني لرفح التي تكتظ بمليون ونصف مليون من النازحين الفلسطينيين.
• في حالة النزوح هل ستقبل مصر بالأمر الواقع؟
•• مع احتمال إرغام العدو للفلسطينيين على الهجرة القسرية والطرد نحو الأراضي المصرية، ومصر بكل الأحوال والظروف لن تقبل بحدوث أي من هذه السيناريوهات الخطرة.
وقف اطلاق النار ووقف العدوان بات مطلباً شعبيا فلسطينياً
• مدير المخابرات الأميركية زار القاهرة الأسبوع الماضي والتقى بالرئيس السيسي. وهل تلك الزيارة ستغير نت الأحداث شيئا؟
•• هذه الزيارة وما صاحبها من اجتماع رباعي مصري أميركي قطري مع الوفد الصهيوني، جاءت تمهيداً وتحضيراً ودفعاً للمفاوضات الغير مباشرة المأمول أن تبدأ بين حركة حماس والاحتلال الصهيوني برعاية مصر، ووساطة مصرية/ قطرية، وضمانة أميركية، تزامنا مع الحركة السياسية النشطة التي تشهدها القاهرة، تؤكد بما لايدع مجالاً للشك على الدور المركزي والمحوري المصري في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني واحتضان الشقيقة الكبرى مصر للقضية الفلسطينية.
• وكيف ترى جهود القاهرة؟
•• مصر حريصة على كافة الحقوق والثوابت والمكاسب الوطنية الفلسطينية ودورها المركزي والرئيس في توحيد الصفوف الفلسطينية وانهاء الانقسام الفلسطيني. كما أنها حريصة على تشكيل حكومة وفاق وطني أو وحدة وطنية فلسطينية، وكذلك وقف نزيف الدم الفلسطيني ووقف العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة.
اقرأ المزيد:
انسحاب القوات الأميركية من العراق؟ السوداني ورباعي الكونغرس يجتمعون في ميونخ
«التطبيع مجددًا».. كواليس لقاء عربي مع بلينكن ومسؤولين غربيين