الصحافة الأميركية تصطاد في الماء الروسية العكرة
استغلت وسائل الإعلام الأميركية واقعة وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني داخل السجن، للتنكيل بحكم الرئيس فلاديمير بوتين الموصوف بالدكتاتوري، رابطين بين أحدث واقعة وغيرها من وقائع قتل معارضين روس آخرين.
نافالني في الصحافة الأميركية
وأفردت صحف «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» و«فاينانشال تايمز» بالإضافة إلى موقع «الحرة» الناطق بالعربية، مجموعة واسعة من التغطيات التي تتناول انتقادات للنظام الروسي وملاحقة الجرائم التي يرتكبها ضد المعارضين.
على سبيل المثال، نطالع في «فاينانشال تايمز» القصص الخمسة الأولى على صدر الموقع لتغطية تداعيات المعارض الروسي أليكسي نافالني، في واحدة من التغطيات الصحفية النادرة التي تركز على قضية واحدة بكافة جوانبها.
أما «نيويورك تايمز»، فلم تكتف فقط بتناول التداعيات السلبية على سمعة النظام الروسي، ولكنها جلبت معارضين روس للحديث بشكل موسع عن ديكتاتورية فلاديمير بوتين.
صحيفة «وول ستريت جورنال» كانت أكثر تركيزًا على جوانب أخرى من القصة تتعلق بآليات ملاحقة الرئيس الروسي بتهمة القتل العمد، من خلال تناول حالات قتل وسجن معارضين سابقين وحاليين.
في موقع «الحرة» تناول تقرير مطول وقائع من حالات قتل معارضين روس خلال الفترات السابقة، حيث سردت قائمة لمعارضين ماتوا في ظروف غامضة، وبعضهم لقى حتفه بطريقة «مشبوهة».
ديكتاتورية بوتين في الصحافة الأميركية
ومن بين هؤلاء سيرغي يوشينكوف، الذي قُتل رميًا بالرصاص أمام منزله في موسكو في أبريل عام 2003، وهو سياسي مخضرم وزعيم حزب روسيا الليبرالية المناهض للكرملين.
بالإضافة إلى ذلك، اغتيلت الصحفية الاستقصائية، آنا بوليتكوفسكايا، في عام 2006، أمام منزلها في موسكو صدمة على الساحة الدولية. كما جرى تسميم الجاسوس الروسي السابق، ألكسندر ليتفيننكو، في عام 2006 بعنصر البولونيوم في حدوث صدمة عالمية.
قضت محكمة في موسكو في أبريل 2023 بسجن المعارض، فلاديمير كارا-مورزا، 25 عاما بعد إدانته بتهم عدة من بينها «الخيانة العظمى»، وذلك في سياق القمع الممارس في روسيا منذ بدء غزو أوكرانيا في فبراير 2022.
وفي عام 2015 اغتيل المعارض البارز ونائب رئيس الوزراء السابق، بوريس نيمتسوف، بالرصاص أثناء عودته إلى منزله مشيا، على جسر في موسكو قريب من الكرملين.
Protest in front of the Russian embassy in Warsaw after the death of Alexei Navalny.
The man shouts: "If it is true that Alexei died، we have no right to give up."
📸Justyna Mur / Belsat pic.twitter.com/YLVdYs6wcd
— Belsat in English (@Belsat_Eng) February 16، 2024
وركزت الصحافة الأميركية أيضًا على ردود الفعل التي أعقبت وفاة المعارض الأبرز للكرملين، أليكسي نافالني، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عاما، لافتة على أن الواقعة تركت موجة من التحركات الشعبية في روسيا ومدن أوروبية، وتنديدًا غربيًا واسعًا يحمل عددًا من المسؤولين نظام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المسؤولية.
وتأتي وفاة نافالني قبل شهر من الانتخابات الرئاسية في روسيا، والتي ترجح تقارير أن النتيجة محسومة لصالح بوتين.
وعرضت التقارير الأميركية مظاهر من الاحتجاج على وفاة نافالني في عدة مدن روسية، حيث اصطف روس لوضع الزهور أمام النصب التذكارية لضحايا القمع السياسي في ظل الاتحاد السوفييتي، تكريما لنافالني.
وعلى جسر بولشوي موسكفوريتسكي، على بعد خطوات من الكرملين في موسكو، وضع أشخاص أوعية الزهور في المكان ذاته الذي قتل فيه المعارض، بوريس نيمتسوف، عام 2015. وزينت صورة للرجلين المبتسمين أكاليل الزهور.
كما اصطف الناس في وسط موسكو لوضع الورود أمام سولوفيتسكي، وهو نصب تذكاري لضحايا القمع السياسي يقع قرب لوبيانكا، مقر جهاز الاستخبارات السوفييتي السابق "كي جي بي" ثم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
اقرأ أيضًا:
وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن