الدولار لن يموت.. كيف هيمن «ملك العملات» على السوق العالمي؟
يظل الدولار الأميركي «سيد العملات» في العالم رغم محاولات إثنائه على عرش العملات الدولية، مستمدا قوته من أقوى اقتصاد على ظهر الأرض «الأميركي» واستحواذه على حصة الأسد في الاحتياطيات لدى البنوك المركزية العالمية عند 58% في الربع الثاني من عام 2023، مسجلا نفس المستويات للعام السابق.
وأظهر المسح الذي أجراه صندوق النقد الدولي عن تكوين احتياطيات العملات الأجنبية الرسمية (COFER) أن حصة الاحتياطيات العالمية بالدولار الأميركي زادت بنسبة 0.8% إلى 6.576 تريليون دولار في الربع الثاني، مقابل 6.571 تريليون دولار في الربع الأول من 2023.
في المقابل، انخفضت حصة الدولار الأميركي بنسبة 1% في الربع الثاني على أساس سنوي، قياسا على 6.645 تريليون دولار في الربع المماثل من العام السابق.، وفق تقرير اطلعت عليه قناة «العربية نت».
منافسة شرسة
يواجه الدولار الأميركي منافسة شرسة من العملات الأخرى التي تستخدمها البنوك المركزية في إجراء المعاملات الدولية، وسعت العديد من الدول الكبرى والتكتلات الاقتصادية إلى التخلي عن الاعتماد على الدولار وتفعيل التبادل التجاري بالعملات المحلية.
وفي تصريحات سابقة، قال جيم أونيل الاقتصادي السابق في بنك غولدمان ساكس إن «الدولار يلعب دورا مهيمنا بقدر أكبر مما ينبغي في القطاع المالي العالمي».
بينما يرى كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي روبن بروكس، أن «العديد من المستثمرين لا يزالون يعتبرونه (الدولار) الخيار الأقل قبحًا في عالم قبيح للغاية».
والاحتياطيات العالمية، التي يتم الإبلاغ عنها بالدولار الأميركي، هي أصول البنك المركزي المحتفظ بها بعملات مختلفة تستخدم جزئيا لدعم التزاماتها. تستخدم البنوك المركزية في بعض الأحيان الاحتياطيات للمساعدة في دعم عملاتها.
الأخضر سيقى ملك العملات
رأى عضو مجلس المحافظين للفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر، أن الدولار سيظل عملة الاحتياطي العالمي رغم التحديات.
عضو مجلس المحافظين للفدرالي الأميركي كريستوفر والر يرى أن الدولار الأميركي سيظل عملة الاحتياطي العالمي .. وأن مخاوف مثل الخلل السياسي في أميركا وارتفاع الأصول الرقمية، وجهود الصين في تعزيز استخدام اليوان لم تترجم إلى تراجع ملحوظ في الدور الكبير للدولارhttps://t.co/k1vUAPbq90 pic.twitter.com/kLWiMj9Cma
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) February 17, 2024
أهم الدول امتلاكا للدولار
عند الحديث عن احتياطي النقد الأجنبي، فقد يكون ترتيب الدول صادم بشكل غير متوقع، إذ تحتل الصين المرتبة الأولى عالمياً باحتياطيات 3.4 تريليون دولار، فيما تأتي اليابان، وسويسرا، في المراتب التالية بعدها، ولكن الأمر الغريب هو أن الولايات المتحدة ليس من بين الدول العشر الأوائل، رغم كون الدولار، هو عملة الاحتياط العالمي الأكثر هيمنة.، وفق التقرير.
ويشار إلى احتياطي النقد الأجنبي، بالمعنى الحرفي، إلى الودائع والسندات من العملة الأجنبية فقط التي تحتفظ بها المصارف المركزية والسلطات النقدية. ولكن، يشمل المصطلح في الاستخدام الشائع العملات الأجنبية والذهب، واحتياطي حقوق السحب الخاصة (Special Drawing Rights) لدى صندوق النقد الدولي.
وتعد السعودية من بين أكبر الدول امتلاكاً لاحتياطي من النقد الأجنبي في مصرفها المركزي، إذ تتجاوز 400 مليار دولار، وتحتل المرتبة التاسعة عالمياً.
بينما تأتي الولايات المتحدة في المركز الثالث عشر في القائمة باحتياطي نقد أجنبي يبلغ 242 مليار دولار.
وجاءت ترتيب أكبر الدول احتفاظاً باحتياطي نقد أجنبي:
الصين - 3.4 تريليون دولار
اليابان - 1.25 تريليون دولار
سويسرا - 912 مليار دولار
الهند - 596 مليار دولار
روسيا - 587 مليار دولار
تايوان - 561 مليار دولار
هونغ كونغ - 430 مليار دولار
كوريا الجنوبية - 423 مليار دولار
المملكة العربية السعودية - 404 مليار دولار
البرازيل - 341 مليار دولار
سنغافورة - 289 مليار دولار
ألمانيا - 277 مليار دولار
الولايات المتحدة الأميركية - 242 مليار دولار
مكانة الدولار تهتز
قال والر، تثير التحذيرات الأخيرة من انخفاض محتمل في مكانة الدولار المخاوف بشأن آثار العقوبات ضد روسيا، والخلل السياسي في أمريكا، وارتفاع الأصول الرقمية، وجهود الصين في تعزيز استخدام اليوان.
وأضاف وفق ما نقلت «سي إن بي سي»، لكن أي من تلك المخاوف لم يترجم إلى تراجع ملحوظ في الدور الكبير للدولار في العالم الاقتصادي. بدلاً من ذلك، فإن استخدام الأصول الرقمية مثل العملات المستقرة والمرتبطة بالدولار بشكل كبير يميل إلى زيادة المكانة العالمية للدولار.
وشدد والر على أنه لا يتوقع أن يفقد الدولار الأمريكي مكانته كأكبر عملة احتياطي في العالم في أي وقت قريب، أو حتى حدوث أي تراجع كبير في سيادته على مستوى التجارة والتمويل.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه علن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن دول مجموعة "بريكس" تبحث إطلاق منصات دفع موحدة للدول الأعضاء، مشيراً إلى مقترح البرازيل المطالب بإصدار عملة موحدة لدول المجموعة.
وقال لافروف خلال كلمته في «ساعة الحكومة» بمجلس «الدوما» مساء الأربعاء الماضي: «هناك توجيه من رؤساء الدول الأعضاء في «بريكس» صدر في قمة العام الماضي للبنوك المركزية ووزارات المالية بأن تقدم حتى القمة القادمة في روسيا توصيات تخص وسائل الدفع البديلة» لأنظمة الدفع الغربية.
وأضاف أن البرازيل تدعم وتروج بنشاط لإطلاق أنظمة الدفع البديلة وعملة موحدة لمجموعة «بريكس».
وواصل مؤشر الدولار خسائره الأسبوع المنقضي وهبطت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بعد صدور البيانات مما يجعل الذهب، الذي لا يدر عائداً، أكثر جاذبية للمشترين الأجانب.
ورجح متداولون حالياً أن ينتظر صناع السياسة في الفيدرالي الأمريكي حتى يونيو قبل خفض أسعار الفائدة.
خبراء لـ«خليجيون»: مطاردة تجار الذهب والدولار تعزز مستقبل الاستثمار الأجنبي في مصر