روبوتات الدردشة الرومانسية.. هروب من البشر أم إزالة الجفاف العاطفي؟
يتسابق المطورون على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي بما يتناسب مع احتياجات المستخدمين، وكان أبرزها روبوتات تؤدي ببعض مهام العمل، وروبوتات تتفاعل الأشخاص معها وكأنها أشخاص حقيقية.
روبوتات الدردشة الرومانسية أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي
منذ انطلاق «شات جي بي تي» في نوفمبر 2022، وعلى غرار روبوتات الدردشة سواء المجانية أو المدفوعة، ظهرت مؤخرًا روبوتات الدردشة الرومانسية، والتي تستقبل بيانات كبيرة وتدريب عالي من أجل تقليد اللغة البشرية.
وهذه الروبوتات تأتي مزودة بميزات كثيرة مثل المكالمات الصوتية وتبادل الصور، وتسمح بالتبادل العاطفي الذي يسمح لها بتكوين علاقات عميقة مع البشر.
وكشف مستخدمو هذه الدردشات أنهم كونوا ارتباطات عاطفية مع هذه الروبوتات، ويستخدمها الكثير في التعامل مع الوحدة أو الحصول على نوع من الدعم النفسي والمعنوي والراحة التي يفتقر إليها الأشخاص في حياتهم الواقعية.
روبوتات الدردشة الرومانسية بصفات بشرية
وجرى تصميم هذا النوع من الروبوتات بصفات بشرية إنسانية، وذلك من أجل تشجيع الألفة والثقة بينها وبين مستخدميها، فهي تبدو وكأنها بشر لديه القدرة على الاستماع وتقديم النصائح، وتبادل الحديث الرومانسي في بعض الأحيان.
وأغلب الروبوتات تحتوي على صور لنساء يجري إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي، ويتم جمع قدر كبير من المعلومات من المستخدمين من أجل التعرف على احتياجات كل شخص من هذه الروبوتات، ودفع المستخدم لمزيد من الرومانسية.
تساؤلات حول خصوصية المستخدمين داخل روبوتات الدردشة
ولكن هناك بعض التساؤل حول الخصوصية وسماح هذه الروبوتات بالاطلاع على بيانات المستخدمين من قبل أطراف أخرى، أو من قام بإنشاء هذه الأدوات، أو مكان تواجدها.
بعض الروبوتات يمكن تسجيل الدخول إليها بطريقة سهلة وكلمة مرور ضعيفة، ولكن البعض الأخر يشرح لك القليل من المعلومات حول الذكاء الاصطناعي وطريقة الاستخدام، وهناك تطبيقات أخرى تعتمد على نقاط الضعف في شخصية المستخدم.
ففي أغلب الأحيان يكون غير واضح للمستخدم من يملك هذه التطبيقات، أو من الشركة التي تدير هذه الروبوتات، حيث لا يقومون هناك إدراج لهوية مالكيها أو مواقعهم.
ارتباط المستخدمين بروبوتات الدردشة
في بعض التطبيقات الخاصة بروبوت الدردشة يتم فقط تضمين العناوين البريد الإلكتروني، الخاصة بجهات الاتصال وخدمات الدعم، والتي توفر الراحة للمستخدمين في عدم الإفصاح عن مزيد من المعلومات الشخصية.
بينما هناك مستخدمين يرتبطون أكثر بروبوتات الدردشة التي تشعرهم براحة أكبر، وخصوصاً عند مناقشة موضوعات لا يتم التحدث بها عادة مع بشر آخرين.
لذلك إذا توقفت إحدى الشركات عن العمل أو تم تغير سياسة التعامل مع الأنظمة الخاصة بها، فقد يكون هذا صادما للبعض الذين أصبحوا قريبين من الروبوت، وارتبطوا بهم بشكل شخصي.
من غير المرجح أن يفكر البعض بعناية حول المعلومات الشخصية التي يتم كشفها للروبوتات، ومنها معلومات حول المشاعر الخاصة، وهذه قد تؤدي إلى وجود أضرار بالسمعة في حالة اختراق نظام الدردشة، أو تسرب البيانات عن طريق الخطأ.
الثغرات التي يعاني منها روبوتات الدردشة
بالرغم من التطور الذي يشده الذكاء الاصطناعي بشكل مستمر إلا أنه مازال يحمل بعض الثغرات التي تقلق البعض على بياناتهم الشخصية، مما يعرضهم للاستغلال في أضعف حالاتهم العاطفية.
ويستغل بعض المجرمين اختراق الخدمات التي تجمع كميات هائلة من المعلومات عن المستخدمين، توخي الحذر عن استخدام روبوتات الدردشة الرومانسية والتطبيقات التي لا توفر الحماية الأمنية.
ويجب عليك توخي الحذر في أي إجابات يرسلها لك برنامج الدردشة الآلي، أو ربما لا ينبغي أن تثق بالإدلاء بأي من المعلومات الشخصية أيضًا.
أقرا أيضا: رجل صيني يحدث ابنه الراحل داخل لعبة «الخلود الرقمي»