الاحتلال يفشل في إثبات مشاركة «الأونروا» بـ«طوفان الأقصى»
بعد 20 يومًا من مزاعمه، لم يقدم الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل أو أدلة حول طبيعة ما وصفته بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في معركة طوفان الأقصى الذي شنتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023، حسبما ذكر لمستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الشرق الأوسط عدنان أبو حسنة.
وطالب أبو حسنة «بإظهار دلائل وليس فقط ادعاءات، و إسرائيل حتى الآن لم تُقدّم معلومات كاملة حتى تساعد لجنة التحقيق الأممية في أداء مهامها»، وفقا لوكالة أنباء العالم العربي.
مزاعم الاحتلال
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد زعمت الجمعة أن «وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت كشف هوية 12 من موظفي الأونروا يقول إنهم شاركوا في معركة طوفان الأقصى ونقلت عنه أن لدى حكومته «مؤشرات قوية تستند إلى معلومات استخباراتية عن أن أكثر من 30 موظفا بالأونروا شاركوا في تلك المعركة».
و ذكر غالانت أن «ما لا يقل عن 12% من موظفي الوكالة في غزة ينتمون إلى حركتي المقاومة حماس والجهاد الفلسطينيتين».
ويصل عدد موظفي الأونروا في الشرق الأوسط إلى 30 ألفا، بينهم 13 ألفا في قطاع غزة يوفرون المساعدات لإنقاذ حياة 2.3 مليون شخص.
ويضيف أبو حسنة «لأونروا، منذ سنوات طويلة، تُقدم كل عام أسماء موظفيها إلى الدول المضيفة وأيضا للجانب الإسرائيلي، ولم يحدث أن اعترضت إسرائيل على أي من هذه الأسماء».
لماذا يتحدثون الآن؟
كما تسائل قائلا:« لماذا الآن يتحدّثون عن أن 12% من موظفينا منتمون لحماس؟ قدمنا لهم الأسماء كل عام منذ سنوات طويلة ولم يعترضوا و لا لمرة واحدة؟».
واعتبر المستشار الإعلامي لوكالة غوث «هذه التصريحات أنها تأتى في سياق خلق بيئة معادية للأونروا، فإسرائيل تقول إنه يجب أن تنهي خدمات الأونروا وأن تستبدلها أو تصفّيها، لكن في النهاية، الأونروا لم تنشأ بقرار من إسرائيل، بل بقرار من الأمم المتحدة».
ودعا الاحتلال الإسرائيلي إلى التوجه صوت الأمم المتحدة حال رغبت في إنهاء الأنروا باعتبارها المانحة لتفويضا بأغلبية الأعضاء كل ثلاث سنوات، ووقتها، يمكن للجمعية العامة حلّ الأونروا إذا وافق غالبية الأعضاء على ذلك".
وكانت دول، من بينها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، علّقت تمويلها للوكالة الأممية إثر المزاعم الإسرائيلية.
تحذير الأونروا
في حين حذّرت الوكالة الأممية من أن ما يناهز 440 مليون دولار من التمويل بات معرضا للخطر بسبب قرارات تعلق بعض الدول مساعداتها.
وأكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني آنذاك أن «الوكالة فتحت تحقيقا فوريا وأنهت عقود الموظفين المتهمين، لكنه حذّر في الوقت ذاته من أن الوكالة ستضطّر في الغالب إلى وقف عملياتها في قطاع غزة والمنطقة كلها بحلول نهاية فبراير شباط الجاري إذا ظل التمويل معلقا».
تجديد التفويض
وقال أبو حسنة «ما دامت الأونروا تحصل على تجديد تفويضها بأغلبية ساحقة في الأمم المتحدة، فستستمر، قبل عامين، حصلت الأونروا على تصويت 170 دولة لصالح تجديد تفويضها لثلاث سنوات، أي أن أغلبية المجتمع الدولي يريد استمرارها».
وبحسب أبو حسنة، فإن الاحتلال الإسرائيلي قدّم لمفوض عام الأونروا معلومات أولية عن مشاركة 12 من موظفي الوكالة في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول في السابق، ومنذ ذلك الحين أوقف المفوض العام تسعة من هؤلاء الموظفين، لكنه قال «حتى الآن، هذه ادعاءات من الجانب الإسرائيلي لا أدلة عليها»
أشار أبو حسنة أيضا إلى أن هيئة الرقابة الداخلية في الأمم المتحدة، وهي أعلى سلطة قضائية موجودة في المنظمة الدولية في نيويورك، تحقق في هذه الاتهامات الإسرائيلية، قائلا إن على إسرائيل تقديم ما لديها من معلومات للجنة التحقيق التي شكلت من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقال «الدول المانحة طالبت بسرعة إنهاء التحقيقات، وهذا ما سيحدث في الأسابيع القليلة القادمة.. .حتى الدول التي علّقت مساهماتها قالت إن الأونروا لا بديل عنها وإنها مهمة في تقديم خدمات لملايين اللاجئين الفلسطينيين، رأينا ذلك في اجتماعات المفوض العام لازاريني قبل أسبوع في الاتحاد الأوروبي في بروكسل».
وبشأن سبل تعويض تعليق بعض حصص التمويل، قال أبو حسنة «نتحرك في اتجاهات متعددة، منها باتجاه الدول العربية، لتُقدّم مساهماتها كما حدث في عام 2018 عندما قطع الرئيس الأميركي (السابق) دونالد ترامب 360 مليون دولار من المساعدات عن الأونروا».
وأعرب عن أملة في «تحرك إقليمي عربي من أجل دعم الأونروا أو أن تزيد الدول المانحة التي لم تقطع المساعدات من منحها كإيرلندا على سبيل المثال، التي زادت 20 مليون يورو قبل أسبوع».
اقرأ المزيد
أوبئة ومساهمة في الموت.. السعودية تحذر من «تجميد» الأونروا
الأونروا.. توقف يهدد بكارثة وإخراج إسرائيلي سييء لـ «قصة الأنفاق»