«الدرع الأوروبي» يستكشف صواريخ الحوثي
قلل مراقبون من جدوى إطلاق الاتحاد الأوروبي مهمة للمساعدة في حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين في اليمن، خصوصا أنها تأتي بعدشهرين من إعلان الولايات المتحدة إطلاق عملية «حارس الازدهار» قدرتها على ردع الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن العابرة.
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عبر منصة «إكس» «أوروبا ستضمن حرية الملاحة في البحر الأحمر، عبر العمل مع شركائنا الدوليين»، مضيفةً أنها «خطوة نحو وجود أوروبي أقوى في البحر لحماية مصالحنا الأوروبية».
I welcome today’s decision to launch the EU Naval Force Operation Aspides.
Europe will ensure freedom of navigation in the Red Sea, working alongside our international partners.
Beyond crisis response, it's a step towards a stronger European presence at sea to protect our…
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) February 19, 2024
وتتضمن المهمة البحرية، التي يطلق عليها «أسبايدس» نسبةً إلى الكلمة اليونانية القديمة التي تعني «درع»، إرسال سفن حربية أوروبية، وأنظمة إنذار مبكر محمولة جواً إلى البحر الأحمر وخليج عدن والمياه المحيطة.وسيكون لدى سفن مهمة «أسبايدس» أوامر بإطلاق النار على المسلّحين فى حال تعرضها للهجوم أولاً، ولن يُسمح لها بإطلاق النار بشكل استباقي. ومن المقرر أن تكون قيادة العمليات في مدينة لاريسا اليونانية. وكان مسلّحون حوثيون قد نفّذوا من اليمن هجمات على السفن في المنطقة، فيما يقولون إنه رد على العمل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة.
لكن جيرارد راسل المتحدث السابق باسم الخارجية البريطانية قال في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي إن من الصعب منع جماعة الحوثيين من استهداف السفن في البحر الأحمر في حال قرروا مواصلة هجماتهم، مشيرا إلى أنهم مصرون على ذلك فيما يبدو.
وتشن جماعة الحوثيين في اليمن هجمات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن التجارية الدولية بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب منذ منتصف نوفمبر تضامنا مع الفلسطينيين في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. ونفذت بريطانيا والولايات المتحدة ضربات مشتركة متكررة ضد ما وصفته بعشرات الأهداف التابعة للحوثيين.
وبحسب راسل، فإن الهجمات العسكرية التي نفذتها أميركا وبريطانيا مؤخرا «لم توقف الهجمات الحوثية حتى الآن، وأساسا كانت رمزية أكثر من أي شيء آخر». وأشار المتحدث السابق باسم الخارجية البريطانية إلى أن بريطانيا وأميركا ربما كانتا تتوقعان هدنة ووقف إطلاق النار في غزة، ويرون أن خوض حرب أوسع مع الحوثيين، ليس منها أي جدوى في ظل التطورات في غزة.
ويقول الناطق الرسمي البريطاني السابق «ربما لهذا السبب امتنعوا عن عمل عسكري أوسع، ولا أعرف إن كان هناك في الواقع، آليات للضغط على الحوثيين بصورة كافية إلا عبر الدخول في حرب أوسع، لكن لا أعتقد أن بريطانيا تريد ذلك، وعليه فمن المحتمل أن يستمر الوضع كما هو».
ويضيف راسل «لا أرى أن هناك سبيلا الآن لإجبار الحوثيين على الهدوء والسلام»، لكنه أكد أن ممارسة بعض الضغط على الحوثيين لوقف الهجمات، أو وقف إطلاق النار في غزة وغيرها من الحلول الدبلوماسية هي المرجحة لحل المشكلة، وهي أكثر احتمالا من نجاح أي عمل عسكري ضد الحوثيين في هذا الوقت».
ويقول «ليس هناك الكثير الذي يمكن لبريطانيا أن تفعله من أجل دفع إسرائيل إلى وقف إطلاق النار في غزة، خاصة وأن كانت إسرائيل ترفض ضغط (الرئيس الأميركي جو) بايدن، وهو حليف لإسرائيل قوي ومؤثر ومهم استراتيجيا، فلا أرى مجالا كبيرا لبريطانيا للتأثير على إسرائيل».
لكن، وتزامنا مع بدء العملية، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية يوم الاثنين إن سفينة تعرضت «لأضرار طفيفة» بعد أن تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة في البحر الأحمر على بعد 60 ميلا بحريا شمالي جيبوتي.
وأفادت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري أيضا بأن ناقلة البضائع السائبة التي ترفع علم جزر مارشال تعرضت لأضرار مادية بسبب طائرة مسيرة في حادث وقع على بعد نحو 60 ميلا بحريا شمالي جيبوتي. ولم يتضح بعد ما إذا كان الحادثان اللذان أبلغت عنهما الهيئة وأمبري مرتبطين بالسفينة نفسها.
وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية في مذكرة أن الهجوم أحدث أضرارا طفيفة بسطح السفينة. وقالت «تفيد التقارير بأن الطاقم بخير وأن السفينة تتجه إلى الميناء التالي في رحلتها».
مسيرتان قرب سفينة تجارية غرب جازان
في توقيت متزامن، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية يوم الاثنين إن طائرتين مسيرتين اقتربتا بشكل مريب من سفينة تجارية في البحر الأحمر غربي مدينة جازان السعودية، قبل أن تواصل السفينة رحلتها بسلام.
وأضافت الهيئة في مذكرة أن الطائرتين تعقبتا السفينة لمدة 30 دقيقة تقريبا. وجاء في المذكرة «تشير التقديرات إلى أن الطائرتين كانتا تحلقان على ارتفاع 100 متر فوق السفينة، وتفيد التقارير الآن بأنهما غادرتا المنطقة. السفينة وطاقمها بخير».
إلى ذلك، قالت وزارة النقل اليابانية إن وزراء النقل في دول مجموعة السبع سيعقدون مؤتمرا عبر الإنترنت الساعة 1200 بتوقيت جرينتش يوم الثلاثاء لبحث أزمة البحر الأحمر وتأثيرها على حركة الملاحة البحرية. وأضافت الوزارة أن الاتحاد الأوروبي والمنظمة البحرية الدولية ومنتدى النقل الدولي ستنضم إلى ممثلين من المجموعة لتبادل المعلومات ومناقشة بيان مشترك محتمل.
وتضم مجموعة السبع إلى جانب اليابان الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا.
اقرأ المزيد:
شاهد| صواريخ الحوثي تصطاد طائرة أميركية وسفينة بريطانية