مناورة أميركية في مجلس الأمن ضد هدنة غزة.. ماذا قالت «الأزمات الدولية»؟
يبتّ مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء في نصّ أعدّته الجزائر قبل أسابيع يطالب بوقف «فوري» لإطلاق النار في غزة لكنّ مشروع القرار هذا مُهدّد بفيتو جديد من الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، سيكون الثالث لها منذ بداية الحرب، فيما ناورت واشنطن بمشروع قرار بديل يدعو لوقف موقّت لإطلاق النار في غزّة في أقرب وقت» على أساس «صيغة» تشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة.
وتحمي واشنطن حليفتها إسرائيل من أي تحرك يستهدفها في الأمم المتحدة واستخدمت حق النقض بالفعل مرتين ضد قرارين في المجلس منذ السابع من أكتوبر. لكنها امتنعت أيضا عن التصويت مرتين، مما سمح للمجلس باتخاذ قرارين بزيادة المساعدات لغزة والدعوة لهدنة إنسانية عاجلة وطويلة، وفق وكالة رويترز.
وقف إنساني فوري لإطلاق النار في غزة
ويطالب مشروع القرار الذي نقلت وكالة فرانس برس مقتطفات منه بـ«وقف إنساني فوري لإطلاق النار يجب على جميع الأطراف احترامه». ويُعارض النصّ «التهجير القسري للمدنيّين الفلسطينيّين"، في حين أنّ إسرائيل كانت تحدّثت عن خطّة لإجلاء المدنيّين قبل هجوم برّي محتمل في رفح حيث يتكدّس 1، 4 مليون شخص في جنوب قطاع غزة، ودعت إلى إطلاق سراح جميع الرهائن.
وقطعت الولايات المتحدة الطريق أمام النصّ الجزائري بالزعم أنه غير مقبول. وأكّد نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود الاثنين أنّ بلاده لا تعتقد أنّ هذا النصّ «سيُحسّن الوضع على الأرض، وبالتالي إذا طُرح مشروع القرار هذا على التصويت، فإنّه لن يمرّ».
ويزعم الأميركيّون أنّ هذا النصّ من شأنه أن يُعرّض للخطر المفاوضات الدبلوماسيّة الدقيقة للتوصّل إلى هدنة بما في ذلك إطلاق سراح مزيد من الرهائن. وفي هذا السياق، وفيما اعتبرها مراقبون مناورة واضحة وزّعوا مشروع قرار بديلا اطّلعت عليه فرانس برس الاثنين يتحدّث عن «وقف موقّت لإطلاق النار في غزّة في أقرب وقت» على أساس «صيغة» تشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة.
ويُعبّر المشروع الأميركي أيضًا عما سماه القلق بشأن رفح، ويحذّر من أنّ «هجومًا برّيًا واسع النطاق يجب ألّا يُشنّ في ظلّ الظروف الحاليّة». وبحسب مصدر دبلوماسي، فإنّ هذا المشروع البديل ليست لديه أيّ فرصة لاعتماده في صيغته الحالية، لا سيّما بسبب احتمال فيتو روسي.
استياء إسرائيلي محتمل من مشروع القرار الأميركي
وفي كل الأحوال، فإن مشروع القرار الأميركي «سيثير استياء إسرائيل. فالولايات المتحدة تستخدم مجلس الأمن كمنصة لإظهار حدود صبرها في مواجهة الحملة الإسرائيلية»، وفق ما قال ريتشارد غوان، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية لوكالة فرانس برس.
ورغم احتمال استخدام الولايات المتحدة الفيتو، ضغط سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور قبل أيام من أجل التصويت لصالح النص، مشيرا إلى أن المجموعة العربية كانت "أكثر من سخية في منح وقت إضافي».وعلّق غوان بالقول «نحن نتجه نحو فيتو أميركي لا يريده أحد لكنّ أحدا لا يمكن أن يتجنبه» مشيرا إلى المصادفة المؤسفة لذلك مع الذكرى السنوية الثانية لغزو روسيا لأوكرانيا.
وأوضح «أنا متأكد من أن روسيا ستستغل هذه الفرصة لاتهام الولايات المتحدة باستخدام معايير مزدوجة في ما يتعلق بمعاناة المدنيين في أوكرانيا والشرق الأوسط».
من جهته، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الاثنين «إنه أمر محزن». وأضاف نظيره الصيني جون تشانغ أن للمجلس «التزاما أخلاقيا» للتحرك» من أجل وضع حد لهذا الوضع المأسوي»، ساخرا من موقف الولايات المتحدة التي «تدعو دائما إلى حماية حقوق الإنسان».
ومع تلاشي الأمل بالتوصل إلى هدنة، يشعر المجتمع الدولي بقلق إزاء تداعيات أي هجوم برّي على رفح في أقصى جنوب قطاع غزة حيث يتكدّس 1، 4 مليون شخص معظمهم نازحون على الحدود مع مصر ويعيشون في ظروف قاسية جدا وسط شح في مياه الشرب والأغذية. ودعت 26 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي من أصل 27 إلى «هدنة إنسانية فورية» في غزة، مطالبة إسرائيل بالإحجام عن أي عمل عسكري في رفح.
ويهدد الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة عدوانه على قطاع غزة بما فيه منطقة رفح في شهر رمضان الذي يحل في مارس، في وقت يتواصل القصف العنيف على القطاع المحاصر. وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان في قطاع غزة أمس الإثنين الى 29029 شهيدا و69028 جريحا منذ السابع من أكتوبر، وفق وزارة الصحة في غزة.
اقرأ المزيد:
بالتزامن مع الغضب العربي.. حقيقة إساءة كنتاكي للنازحين في غزة