ثورة «الجرارات».. تجدد احتجاجات المزارعين في إسبانيا ودول أوروبية أخرى
على درب ثورة الفلاحين «تمرد وات تايلر»، التي وقعت في القرن الـ14 بإنجلترا، اندلعت احتجاجات ومظاهرات نظمها المزارعين منذ منتصف شهر يناير الماضي وحتى الآن، في عدة مدن أوروبية، اندلعت شرارتها الأولى من فرنسا ثم توسعت رقعتها لتشمل دولا أخرى منها هولندا ورومانيا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وبولندا، وذلك لأسباب عدة أهمها القيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على المزارعين لمكافحة تغير المناخ.
وتجددت احتجاجات المزارعين الإسبان الغاضبين، اليوم الأربعاء، مما يعتبرونها منافسة غير منصفة، فيما شهدت فرنسا وبولندا واليونان تحركات مشابهة.
ودخلت مئات الجرارات مدريد اليوم وتجمّع المزارعون عند الفجر تلبية لدعوة اتحاد النقابات الزراعية للمطالبة بأسعارعادلة للمنتجات ومنافسة عادلة مع المستوردين من خارج الاتحاد الأوروبي، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
ووفق خوسيه أنخيل لوبيز، وهو مزارع جاء من بانكوربو الواقعة على مسافة أكثر من 300 كيلومتر شمال مدريد، «يحب أن نحتج في مدريد حيث الجميع موجود»
وأضاف «علينا أن نحدث بعض البلبلة».
ارتفاع التكاليف
ويحتج المزارعون ومربّو الماشية الإسبان منذ فبراير للمطالبة بأسعار للمنتجات تمكّنهم من تغطية تكاليف إنتاجهم، وبأن تُفرض القوانين نفسها المفروضة عليهم على الدول الموردة من خارج الاتحاد الأوروبي، وفق ما قال ممثل الاتحاد لويس كورتيس لمحطة «تي في إي» العامة.
وأوضح كورتيس أن الإجراءات التي أعلنتها الحكومة اليسارية في إسبانيا الأسبوع الماضي لم تكن كافية لمعالجة المشكلات التي يواجهونها.
غلق الطرق
ويعدّ المزارعون الإسبان جزءا من حركة أوسع شهدت إغلاق طرق رئيسية في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا واليونان ودول أخرى.
ورمى مزارعون فرنسيون منتجاتهم وأغلقوا طرقا الأربعاء، محددين موعدا نهائيا للحكومة لتلبية مطالبهم قبل استئناف الاحتجاجات على نطاق أوسع.
ولم يتمكّن رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال حتى الآن من تهدئة غضب المزارعين الذين يشكون، كما هي الحال في دول أوروبية أخرى، من انخفاض الدخل ومن القوانين البيئية الصارمة والمنافسة التي تشكّلها واردات أرخص ثمنا من خارج الاتحاد الأوروبي.
لكن النقابات الزراعية علّقت الشهر الماضي الاحتجاجات التي أصابت البلاد بالشلل بعد وعود بإصلاحات حكومية.
احتجاجات المزارعين في فرنسا مستوى آخر في كل مرة 🙄،، https://t.co/pTtTrZwauc
— 𝗔𝗵𝗺𝗲𝗱 𝗔𝗹-𝗛𝗮𝗿𝘁𝗵𝗶 𓂆 أحمد (@AhmedAl7arthi) April 1, 2021
وفي اليونان، طالب آلاف المزارعين بالحصول على مساعدات مالية لإنهاء احتجاجهم المستمر منذ أربعة أسابيع، فيما قالت الحكومة إنه لم تعد لديها أموال للمساعدة.
وقال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس إن الاحتجاجات ستكون مفيدة لإقناع الاتحاد الأوروبي بتغيير سياساته الزراعية.
وأضاف لمحطة «ستار تي في» التلفزيونية الاثنين «هذه وسيلة ضغط لي أيضا، عندما أذهب إلى بروكسل للتفاوض».
لافتة بوتين تثير أزمة
وتشهد العلاقات بين وارسو وكييف توترا بعدما أعلنت الشرطة البولندية الأربعاء أنها تحقق في مسألة رفع لافتة مؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال احتجاج للمزارعين ضد المنافسة غير العادلة من أوكرانيا المجاورة.
ورفع المزارعون في جنوب بولندا لافتة كتب عليها «بوتين، أعد النظام في أوكرانيا وبروكسل وحكومتنا» إلى جانب علم للاتحاد السوفياتي مثبت على جرار زراعي.
وقالت بولندا الأربعاء إنه «من المحتمل» أن تكون الشعارات المؤيدة لبوتين رفعت تحت تأثير روسيا فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء محادثات بين حكومته وبولندا للبحث في مسألة إغلاق الحدود بين بلديهما الذي فرضه مزارعون بولنديون، معتبرا أن موسكو هي المستفيد "الوحيد" من هذه التوترات.
من جهتها، قدّمت المفوضية الأوروبية تنازلات عدة في الأسابيع الأخيرة بعدما ألقى المزارعون في كل أنحاء أوروبا باللوم على السياسة الزراعية المشتركة و«الصفقة الأوروبية الخضراء» في المشكلات التي يواجهونها.
الصومال في مرمى «الخليج».. صراع أم تأمين مصالح؟
عودة دحلان وعباس رئيسا شرفيا.. «القدوة» يرسم ملامح الحكم الجديد بغزة