إسرائيل تبحث عن «عملاء» لإدارة غزة
سوت ضربات عدوانية إسرائيلية مسجدا في مدينة رفح بالأرض ودمرت منازل في ما وصفها أهالي غزة بأنها واحدة من أسوأ الليالي التي تمر بهم حتى الآن، بينما يزور إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) القاهرة لإجراء محادثات يأمل سكان غزة أن تؤدي إلى هدنة في الوقت المناسب لتفادي هجوم شامل على رفح، فيما كشفت إسرائيل عن خطة لتعيين عملاء قالت أنهم فلسطينيون لا ينتمون إلى حماس لإدارة الشؤون المدنية في مناطق بقطاع غزة يجري تحديدها لتكون أرض اختبار لإدارة القطاع بعد الحرب.
وبالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، زعم مسؤول إسرائيلي أن ما يصفه بـ«الجيوب الإنسانية» المزمعة ستطلق في المناطق التي تم طرد حماس منها في القطاع، لكن نجاحها في نهاية المطاف سيتوقف على تحقيق إسرائيل هدف تدمير حماس في القطاع الساحلي الصغير الذي تسيطر عليه الحركة.
وقال المسؤول الإسرائيلي لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته «نبحث عن الأشخاص المناسبين للارتقاء إلى مستوى المسؤولية… لكن من الواضح أن هذا سيستغرق وقتا، إذ لن يتقدم أحد إذا اعتقد أن حماس ستطلق النار على رأسه»
وأضاف المسؤول أن الخطة «قد تتحقق بمجرد تدمير حماس وانتهاء خطرها على إسرائيل أو سكان غزة»، حسب زعمه.
وذكرت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية أن حي الزيتون شمال مدينة غزة مرشح لتنفيذ الخطة، والتي بموجبها سيقوم التجار المحليون وقادة المجتمع المدني بتوزيع المساعدات الإنسانية. وأضافت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيوفر ما تصفه بالأمن حول حي الزيتون.
في مدينة رفح، أدى القصف العدواني الإسرائيلي إلى تدمير جامع الفاروق الذي لم يبق منه سوى المئذنة. وروى محمد أبو خوصة النازح من خان يونس إلى رفح لوكالة فرانس برس«عند منتصف الليل فجأة وردنا اتصال بإخلاء المكان. استهدفوا الجامع بصاروخين». وقال أحمد أبو موسى «كارثة.. .مربع سكني من نصف كيلومتر مربع دُمر».
وأسفر القصف عن ارتقاء 97 شهيدا في غضون 24 ساعة وفق وزارة الصحةفي قطاع غزة. وانتحب المشيعون أمام سبع جثث على الأقل وضعت على الأرض خارج مشرحة في المدينة الواقعة قبالة الحدود المصرية حيث نزح أكثر من نصف سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ليعيش معظمهم في خيام. وبينما تذرف الدموع، قالت دينا الشاعر التي استشهد شقيقها وأسرته في غارة جوية أصابت منزلهم بعد منتصف ليل الأربعاء بقليل، حسبما أفاد أقاربها «أخذوا حبايبي، أخذوا قطعة من قلبي».
وقال رامي الشاعر (21 عاما) الذي نجا من القصف في رفح «استيقظت على صوت انفجار ضخم مثل الزلزال، نار ودخان وانفجارات وغبار في كل مكان. سقط جزء من سقف منزلنا وامي اصيبت، واخي محمد وعبد الله واختي مريم اصيبوا واخرجناهم من تحت الردم». وأضاف «طوال الليل قصف دبابات وغارات، أهلكوا رفح. اليهود يريدون تهجير الناس من رفح ويحضرون للهجوم البري».
وفي جنوب قطاع غزة تشهد خان يونس معارك بين جنود الاحتلال الإسرائيلي ومقاتلي حماس.وفي المدينة المدمرة، قال الهلال الأحمر أن مستشفى الأمل تعرض لعمليات قصف. أما مستشفى ناصر الرئيسي في المدينة فقد اقتحمه جيش الاحتلال الإٍسرائيلي في 15 فبراير.
وفي محاولة لاخراج المحادثات حول هدنة ممكنة من الطريق المسدود، ينتظر وصول بريت ماكغورك مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط اليوم الخميس إلى اسرائيل بعد محطة له في القاهرة حيث يتواجد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية منذ الثلاثاء. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحفيين «نريد التوصل إلى اتفاق.. .بأسرع وقت ممكن».
وتبدي الأسرة الدولية مخاوف حيال نحو 1، 5 مليون شخص يحتشدون في مدينة رفح الواقعة عند الحدود المغلقة مع مصر.
اقرأ المزيد:
شاهد| مرافعة الكويت أمام «العدل الدولية» بشأن الاحتلال
ليس إرهابا.. الصين أمام «العدل الدولية»: الكفاح الفلسطيني المسلح ضد إسرائيل حق مشروع