سلاح المعايير المزدوجة يشوِّه وجه أميركا
تعتزم الولايات المتحدة الأميركة توقيع حزمة عقوبات على كيانات مرتبطة بروسيا، هي الأكبر منذ بدء الحرب الأوكرانية، في محاولة لتغيير مسار الأحداث العسكرية لصالح كييف.
متحدثة باسم وزارة الخزانة الأميركية قالت إن العقوبات الجديدة على روسيا تستهدف أكثر من 500 كيان مرتبط «بداعميها وآلتها الحربية»، على حد وصفهاـ معتبرة أنها «ستكون هذه أكبر حزمة منذ بدء غزو (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لأوكرانيا».
عقوبات أميركية ضد حلفاء روسيا
اللافت في هذا السياق، أن الولايات المتحدة تكرر عقبات اقتصادية وأمنية ضخمة تستهدف كيانات تقول إنها داعمة لروسيا في غزوها لأوكرانيا، وفي الوقت نفسه تقدم واشنطن شحنات ضخمة من القذائف والأسلحة والمعدات لإسرائيل التي قتلت في قطاع غزة حتى الآن قرابة 30 ألف شهيد.
الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي قال أمس الخميس إن بلادها ستفرض عقوبات إضافية على إيران «ردًا على دعم إيران المستمر (للحرب الوحشية الروسية)، سنفرض عقوبات إضافية على إيران في الأيام القادمة، ونحن على استعداد لاتخاذ المزيد من الإجراءات في حال قامت إيران ببيع صواريخ بالستية لروسيا»، بحسب وكالة «فرانس برس».
وصفت إدارة بايدن العملية العسكرية الروسية بالوحشية، ولم تصف ولا مرة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بالوحشي، ووصل أمد الانتقاد الموجه إلى سلطات الاحتلال بحماية المدنيين، وهي الجمل التي تشبه المناديل الورقية التي تمسح بها الجبين المشوّه.
إسرائيل تقتل الفلسطينيين بسلاح أميركي
وحتى ديسمبر 2023 فقط، أمدت الولايات المتحدة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات، وعشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى وقذائف المدفعية، لاستخدامها في العدوان على قطاع غزة، بحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن موجة الأسلحة، بما في ذلك ما يقرب من 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية، بدأت بعد وقت قصير من 7 أكتوبر واستمرت للأشهر اللاحقة. ولم تكشف الولايات المتحدة سابقًا عن العدد الإجمالي للأسلحة التي أرسلتها إلى إسرائيل ولا عن نقل 100 قنبلة BLU-109، وهي قنبلة خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل.
ونشرت صحف أميركية في أوقات سابقة صورًا ومعلومات عن جسر جوي لذخائر بمئات الملايين من الدولارات، على متن طائرات شحن عسكرية من طراز C-17 تحلق من الولايات المتحدة إلى تل أبيب.
وفي السابع عشر من فبراير الجاري، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن إدارة بايدن تستعد لإرسال قنابل وغيرها من الأسلحة إلى إسرائيل لتعزز ترسانتها العسكرية، تشمل «قنابل إم.كيه-82» وذخائر الهجوم المباشر المشترك «كيه.إم.يو-572».
«مخزون الاحتياطي الحربي» الأميركي في إسرائيل
علاوة على الإمدادات العلنية، فإن تقارير أثارت شكوكا حول إمكانية استخدام «مخزون الاحتياطي الحربي» الأميركي الموجود في إسرائيل في العدوان الأخير على غزة.
وهذا المخزن هو مجموعة من الأسلحة والذخيرة والمعدات الحربية وغيرها من المواد الخام التي تقوم واشنطن بتخزينها مسبقًا لاستخدامها عند الحاجة.
وتحتفظ وزارة الدفاع الأميركية بمخزون احتياطي حربي في مختلف أنحاء العالم، لا سيما في الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكذلك بعض حلفاء واشنطن الرئيسيين من خارج الناتو، كإسرائيل، وكوريا الجنوبية.
وبدأت أميركا إنشاء المخزن في إسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي بغرض تزويد القوات الأميركية بالإمدادات على وجه السرعة حال الحاجة إليها في أي صراع قد يتفجر مستقبلاً في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعدما تلقت سلطات الاحتلال هزيمة ساحقة في مصر في حرب أكتوبر.
وتفرض الولايات المتحدة غطاء من السرية على مخازنها حول العالم، لاسيما في إسرائيل تحديدًا، نظرًأ لأهميته في الشرق الاوسط، ولا تعرف المواقع المحددة للمخازن أو نوعية وأعداد الأسلحة والذخائر والمعدات الموجودة.
اقرأ أيضًا:
الدفاع الأمريكية تقوم بزيادة شحنات الأسلحة المتجهة إلى إسرائيل
روسيا تتهم الغرب بحملة تضليل بشأن استخدامها الأسلحة الكيميائية