وثيقة «استعمارية» تسبق وفد نتنياهو إلى باريس
قبل ساعات من إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي المشاركة في مفاوضات تجرى مطلع الأسبوع في باريس بحضور الولايات المتحدة وقطر ومصر بشأن اتفاق محتمل لهدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عما تعرف بـخطة عرضها اليوم التالي للحرب على قطاع غزة التي عرضها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مجلس الحرب المصغر، إذ تقترح الخطة المزعومة احتفاظ إسرائيل بحرية العمل في كامل القطاع دون حد زمني بهدف منع تجدد العمليات وإحباط التهديدات القادمة منه.
ومع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، وذكرت القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي أن وثيقة المبادئ التي طرحها رئيس الوزراء تنص على أن جيش الاحتلال سيواصل العدوان حتى تحقيق أهدافه وهي تدمير القدرات العسكرية والبنية التحتية الحكومية لحركتي حماس والجهاد، وإعادة المحتجزين.
وكشفت وثيقة نتنياهو عن اعتزام إقامة منطقة أمنية في قطاع غزة في المنطقة المتاخمة للمستوطنات الإسرائيلية وستظل موجودة طالما دعت الحاجة إليها. كما ستبقي إسرائيل على «الإغلاق الجنوبي» على الحدود بين غزة ومصر لمنع إعادة تسليح الفصائل في قطاع غزة.
وثيقة نتنياهو تجرد غزة من السلاح
وبحسب الوثيقة، من المخطط تجريد غزة من السلاح بشكل كامل لإنهاء أي قدرة عسكرية والاكتفاء بما هو مطلوب لاحتياجات الحفاظ على النظام العام، كما أكدت أن مسؤولية تحقيق هذا الهدف تقع على عاتق إسرائيل. كما تنص على أن إسرائيل ستعمل على إغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بدعوى ضلوع عناصر منها في هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس وفصائل فلسطينية على مدن وبلدات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، وإنهاء أنشطتها واستبدالها بوكالات مساعدات دولية أخرى.
وعلى المدى الطويل ترفض وثيقة نتنياهو ما اعتبرها «الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، ولن يتم التوصل إلى مثل هذا الترتيب إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة».
وستواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي معارضتها للاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد بموجب الوثيقة التي تقول إن مجيء مثل هذا الاعتراف بعد عملية طوفان الأقصى من شأنه أن «يمنع أي تسوية سلمية في المستقبل».
وفشلت آخر محادثات بشأن وقف إطلاق النار قبل أسبوعين عندما رفض نتنياهو مقترحا من حركة حماس لهدنة مدتها أربعة أشهر ونصف الشهر تنتهي بانسحاب إسرائيلي. وزعم نتنياهو أن المقترح محض «وهم». وزار إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس مصر هذا الأسبوع، فيما اعتُبر أنه أقوى مؤشر منذ أسابيع على أن المفاوضات لا تزال مستمرة.
لكن القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلي قالت إن مجلس حكومة الحرب وافق على إرسال مفاوضين بقيادة رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) دافيد برنياع إلى باريس لإجراء محادثات حول اتفاق محتمل لإطلاق سراح أكثر من 100 محتجز. وقال المصدر يوم الخميس إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل سيشاركون أيضا في اجتماعات باريس.
وبموزاة الاستعداد للمفاوضات، قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالانت في بيان «سنوسع السلطة الممنوحة لمفاوضينا بشأن الرهائن» بينما نستعد لمواصلة العمليات البرية المكثفة».
ماذا قال بلينكن؟
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحفيين في البرازيل «نركز بشكل مكثف على محاولة التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين المتبقين ويقود إلى وقف إنساني ممتد لإطلاق النار». وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي في مؤتمر صحفي إن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكجورك عقد اجتماعات «بناءة» في مصر وإسرائيل بما في ذلك مع نتنياهو يوم الخميس.
لكن سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج رأى في تصريح لرويترز إن إسرائيل هي المسؤولة عن عدم إحراز تقدم وتتراجع الآن عن الشروط التي قبلتها بالفعل في بداية فبراير في عرض لوقف إطلاق النار صاغته الولايات المتحدة ووسطاء مصريون وقطريون في باريس. وأضاف «الاحتلال غير معني بنجاح أي اتفاق وهو تراجع عن ورقة الإطار التي وضعها الوسطاء وشارك فيها… نتنياهو غير معني بملف الأسرى وكل ما يهمه هو مواصلة تنفيذ حكم الإعدام في غزة».
وارتقى منذ أكتوبر الماضي 29514 فلسطينيا على الأقل وأصيب 69616 آخرين. وفقا لآخر أرقام صادرة عن سلطات الصحة في القطاع الجمعة، مع مخاوف من وجود آلاف آخرين تحت أنقاض المباني المدمرة ولم يتم انتشال جثثهم بعد.
قالت وزارة الصحة في القطاع إن القوات الإسرائيلية داهمت مجمع ناصر الطبي في خان يونس بعد وقت قصير من انسحابها منه. وخان يونس هي ساحة المعركة الرئيسية في القطاع منذ أن شنت إسرائيل هجوما على المدينة الشهر الماضي. وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق إنها تريد إجلاء نحو 140 مريضا تقطعت بهم السبل هناك، وقال مسؤولون فلسطينيون إن جثث المرضى الذين توفوا بدأت تتحلل وسط انقطاع التيار الكهربائي واستمرار القتال. ولم تدل إسرائيل بأي تعليق بعد على هذا الأمر.
شهداء وكارثة إنسانية في رفح
وفي رفح، حيث يتواجد أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون شخص، انتحب المشيعون أمام سبع جثث على الأقل وضعت على الأرض خارج مشرحة. وقالت سلطات الصحة في غزة إنه تأكد استشهاد ما لا يقل عن 120 شخصا وإصابة 130 آخرين في الهجمات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لكن معظم القتلى ما زالوا تحت الأنقاض.
وسوت ضربة إسرائيلية مسجد الفاروق وسط مدينة رفح بالأرض ليتحول إلى أنقاض وركام، وتحطمت واجهات المباني المجاورة. وصف السكان الضربات التي وقعت ليلة الأربعاء بأنها الأعنف منذ الهجوم الإسرائيلي على المدينة قبل عشرة أيام والذي استعادت خلاله إسرائيل رهينتين وتسبب في مقتل عشرات المدنيين.
وقال المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوفر لوكيير أمام مجلس الأمن في نيويورك «الأطفال الناجون من هذه الحرب لن يحملوا فقط الجروح الظاهرة الناجمة عن الإصابات المؤلمة، بل سيحملون جروحا غير مرئية أيضا». وأضاف «يتعرضون لنزوح متكرر وخوف مستمر ويشاهدون أفراد أسرهم تتقطع أوصالهم فعليا أمام أعينهم”.
وتابع «هذه الإصابات النفسية دفعت أطفالا لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات لأن يقولوا لنا إنهم يفضلون الموت».
اقرأ المزيد:
مفاجأة.. العراق لم يطلب رسميا انسحاب قوات التحالف
سلاح المعايير المزدوجة يشوِّه وجه أميركا
الاحتلال ينتقم من التاريخ.. 5 مشاهد توثق تدمير منزل ياسر عرفات في غزة