«جرائم حرب» تلاحق الجنرالين في السودان
يواجه جنرالا السودان عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو المتنازعين اتهامات بارتكاب جرائم حرب وسط دعوات حقوقية دولية بإسكات الأسلحة وحماية المدنيين الذي يتعرضون للقتل والنهب والاعتداء الجنسي.
وتأتي تلك الاتهامات مع فشلت الجهود في إنهاء الصراع المستمر منذ عشرة أشهر بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، إذ قُتل آلاف الأشخاص وأُجبر نحو 8 ملايين على الفرار من منازلهم، الأمر الذي يعني أن السودان أصبح به أكبر عدد من السكان النازحين في العالم.
ويقول مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الجمعة إن «طرفي الحرب الأهلية في السودان ارتكبا انتهاكات قد تصل إلى حد جرائم حرب تشمل هجمات عشوائية على مواقع مدنية مثل مستشفيات وأسواق وحتى مخيمات النازحين»، حسب رويترز.
وقال فولكرفي بيان صحفي «بعض هذه الانتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب…يجب إسكات الأسلحة وحماية المدنيين»
وعن مقطع الفيديو الذي يظهر جنودا يرتدون زي الجيش وهم يستعرضون رؤوسا منحورة يعتقد أنها لأنصار قوات الدعم السريع ويرددون إهانات عرقية، علقت المفوضية:«لم يتسن التاكد من صحته لكنه سيحقق في الأمر».
تحذير من تعرض الأطفال إلى الجوع الشديد
فيما حذر المسؤول الميداني لمنظمة اليونيسف بولايتي البحر الأحمر ونهر النيل عثمان شيبة من كارثة إنسانية تتربص بأطفال السودان بسبب بلوغ الجوع مستويات غير مسبوقة، وفقا لوكالة أنباء العالم العربي.
وقررت الولايات المتحدة رسميا بالفعل أن الطرفين المتحاربين ارتكبا جرائم حرب، وقالت إن «قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها متورطة في عمليات تطهير عرقي في غرب دارفور. وقال الجانبان إنهما سيحققان في التقارير المتعلقة بعمليات القتل والانتهاكات وسيحاكمان أي مسلحين يثبت تورطهم».
وذكر التقرير الحقوقي أنه «في إحدى الحالات، قتل عشرات النازحين عندما تعرض مخيمهم في زالنجي بدارفور للقصف من قبل قوات الدعم السريع في الفترة من 14 إلى 17 سبتمبر أيلول. وقتل نحو 26 مدنيا، معظمهم من النساء والأطفال في 22 أغسطس آب بقذائف قيل إن القوات المسلحة السودانية أطلقتها بينما كانوا يحتمون تحت أحد الجسور».
ويشير إلى أن «قوات الدعم السريع اعتمدت استراتيجية عسكرية تتمثل في استخدام الدروع البشرية، مستشهدا بشهادات الضحايا المعنيين»، فيما وثق محققو الأمم المتحدة حتى الآن حالات عنف جنسي طالت 118 شخصا، من بينهم امرأة اعتقلت وتعرضت للاغتصاب الجماعي بشكل متكرر لأسابيع. وأضاف التقرير أن عددا من عمليات الاغتصاب ارتكبها أفراد من قوات الدعم السريع.
تنامي حجم المشكلة
ويقول المسؤول الميداني لمنظمة اليونيسف بولايتي البحر الأحمر ونهر النيل عثمان شيبة، إن «اليونيسيف تبذل جهودا كبيرة للاستجابة مع الموقف رغم تعقيداته وتنامي حجم المشكلة».
وأضاف «أجرينا فحصا لحوالي 5 ملايين حالة، وقدمنا خدمات علاجية لثلاثمئة وثلاثة عشر ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في مناطق مختلفة من السودان».
كان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد نشر في وقت سابق أن ما لا يقل عن 25 مليون شخص يعانون من ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية، حيث تجبر الحرب في السودان آلاف الأشخاص على عبور الحدود إلى تشاد وجنوب السودان كل أسبوع.
وحذر البرنامج من كارثة جوع مدمرة تلوح في الأفق مع ارتفاع الاحتياجات الغذائية في البلدان الثلاثة.
جوع مستشري
ويلفت رئيس اللجنة الوطنية المشتركة للطوارئ الإنسانية، جمال النيل عبد الله، إلى أن «الاستجابة الدولية للتحديات المتأتية عن أزمة الجوع المستشرية في السودان ستنخفض مقارنة بالأشهر القليلة الماضية».
ويقول عبد الله«الآن الفجوة في حدود المليون طن، وأعتقد أن الاستجابة ستكون أقل من استجابة الستة أشهر الأخيرة، وسوف تكون هنالك فجوة لما يقرب من 75 إلى 80 في المئة كفجوة من العون المتوقع من المجتمع الدولي والإقليمي والمؤسسات العربية وخلافها».
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أشار في بيانه إلى ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية الحاد في السودان منذ اندلاع الصراع، حيث يعاني 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد داخل البلاد، ويعاني حوالي 3.8 مليون طفل سوداني دون سن الخامسة من سوء التغذية.
وقال البرنامج إن معظم هؤلاء الأشخاص محاصرون في مناطق القتال الدائر حيث يكافح برنامج الأغذية العالمي ووكالات الإغاثة الأخرى من أجل الحفاظ على إمكانية الوصول المستمر إليهم.
توثيق حالات اغتصاب جماعي
وكانت رويترز قد وثقف حالات اغتصاب جماعي في هجمات ذات طابع عرقي شنتها قوات الدعم السريع والجماعات العربية المسلحة المتحالفة معها.
واندلعت الحرب الأهلية في السودان في أبريل 2023 بسبب خلافات حول صلاحيات الجيش وقوات الدعم السريع بموجب خطة مدعومة دوليا للانتقال السياسي نحو الحكم المدني وإجراء انتخابات حرة.
اقرأ المزيد
الجوع يزحف نحو ملايين السودانيين وجنرالات الحرب «لا حياة لمن تنادي»