هدنة غزة في لقاءات استخباراتية بباريس
بينما يعاني قطاع غزة من انتهاكات حقوقية أقرتها منظمات دولية، تشهد باريس بدء محادثات تستهدف إقرار هدنة في قطاع غزة اليوم الجمعة، ضمن أكثر المساعي جدية منذ أسابيع لوقف العدوان على القطاع الفلسطيني الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي ولإطلاق سراح رهائن إسرائيليين وأجانب، وسط أنباء عن توجه عباس كامل إلى فرنسا للمشاركة في تلك المحادثات.
وبدات محادثات وقف إطلاق النار بدأت باجتماع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) على انفراد مع كل طرف من كل من قطر ومصر والولايات المتحدة، حسبما قال مصدر لرويترز.
وقال المصدر «هناك علامات جديدة على تفاؤل بإمكان المضي قدما نحو بدء مفاوضات جادة».
حماس تختتم محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة
ويشير مسؤول من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الجمعة إلى إن الحركة اختتمت محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة، وإنها تنتظر الآن لترى ما سيعود به الوسطاء من محادثات مطلع الأسبوع مع إسرائيل.
وكثف الوسطاء جهودهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، على أمل درء اجتياح إسرائيلي على مدينة رفح في غزة، حيث يعيش أكثر من مليون نازح على الطرف الجنوبي من القطاع.
واجتمع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، مع وسطاء مصريين في القاهرة لبحث الهدنة الأسبوع الماضي في أول زيارة له منذ ديسمبر، حيث من المتوقع أن تشارك قوات الاحتلال في محادثات في مطلع الأسبوع في باريس مع وسطاء أمريكيين ومصريين وقطريين.
عباس كامل إلى باريس
وأكد مصدران أمنيان مصريان أن رئيس المخابرات المصرية عباس كامل سيتوجه اليوم الجمعة إلى باريس لإجراء محادثات مع الإسرائيليين، بعد اختتام المحادثات مع هنية يوم الخميس. ولم تعلق إسرائيل علانية على محادثات باريس.
وقال المسؤول في حماس، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الحركة لم تقدم أي اقتراح جديد في المحادثات مع المصريين، لكنها تنتظر لترى ما سيعود به الوسطاء من محادثاتهم المقبلة مع الإسرائيليين.
وأضاف «لا لم نقدم ورقة أخرى، فقط ناقشناهم (المصريين) في ورقتنا وننتظر عودتهم من باريس».
وتقول حماس، التي يعتقد أنها لا تزال تحتجز أكثر من 100 رهينة وقعوا في قبضتها في هجوم السابع من أكتوبر 2023 ب، إنها لن تطلق سراحهم إلا ضمن هدنة تنتهي بانسحاب إسرائيلي من غزة. وتقول إسرائيل إنها لن تنسحب حتى يتم القضاء على حماس.
وفي وقت متأخر من مساء الخميس، قدم نتنياهو لمجلس الوزراء الأمني خطة رسمية لغزة بمجرد توقف القتال. وأكد أن إسرائيل تتوقع الحفاظ على سيطرتها الأمنية على القطاع بعد تدمير حماس، ولا ترى أيضا أي دور للسلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية.
مطالب بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يوم الجمعة إلى «محاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الصراع بين الاحتلال الاسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)».
وأضاف تورك في تقرير عن الوضع في غزة والضفة الغربية المحتلة «لا يمكن استمرار الإفلات المترسخ من العقاب الذي أوردت المفوضية السامية لحقوق الإنسان تقارير بشأنه لعدة سنوات»، مناشدًا جميع جميع الأطراف على «وضع حد للإفلات من العقاب وإجراء تحقيقات سريعة ومستقلة ونزيهة وشاملة وفعالة وشفافة” في الجرائم المزعومة بموجب القانون الدولي».
وكانت محكمة العدل الدولية قد الاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي بمنع أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وبذل المزيد من الجهود لمساعدة المدنيين، دون أن تصل إلى حد الأمر بوقف إطلاق النار الذي طلبته جنوب أفريقيا التي رفعت الدعوى.
وفي دعوى منفصلة، حثت جنوب أفريقيا المحكمة يوم الثلاثاء على إصدار رأي قانوني غير ملزم بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني، قائلة إن ذلك سيساعد الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية.
توقف تسليم المساعدات إلى شمال غزة
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن توقف تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة، مؤكدًا أن «حياة الأطفال فى غزة مهددة بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية»
وحذر بيان ثلاثي مشترك بين منظمة الصحة العالمية ويونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي، من «خطورة الوضع خطير بشكل خاص في الشمال، حيث يعاني طفل واحد من بين كل 6 أطفال دون سن الثانية من سوء التغذية الحاد».
اقرأ المزيد
الاحتلال ينتقم من التاريخ.. 5 مشاهد توثق تدمير منزل ياسر عرفات في غزة