مجازر متنقلة في غزة ومحادثات يائسة بباريس
استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال المكثف والمتواصل على قطاع غزة، جوا، وبرا، وبحرا، الذي يدخل يومه الواحد والأربعين بعد المائة حيث بات الوضع الإنساني بائسا، فيما كشف مصدر مصرى مسئول عن انتهاء اجتماعات باريس بين مصر وقطر والولايات المتحده واسرائيل بشان التهدئة بقطاع غزة واستمرار الجهود خلال الاسبوع الجارى.
وفي حين لم يكشف المصدر المصري عن مصير هذه الجولة من المحادثات التي تبدو متعثرة، فقد كرر وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن خلال زيارة للارجنتين رفض الولايات المتحدة أي «احتلال جديد» لقطاع غزة، بعدما أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي خطة لما بعد الحرب تلحظ إبقاء «السيطرة الأمنية» للدولة العبرية على القطاع.
رفض فلسطيني لخطة نتنياهو
ورفض الفلسطينيون خطة بنيامين نتانياهو، إذ اعتبرا حركة حماس أنه «يدرك تماما أنها لن تنجح». وقال المسؤول في حماس أسامة حمدان من بيروت «هذه الورقة لن يكون لها أي واقع أو اي انعكاس عملي لأن واقع غزة وواقع الفلسطينيين يقرره الفلسطينيون أنفسهم». كذلك، رأت السلطة الفلسطينية على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن ما يطرحه نتنياهو من خطط «الهدف منه استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية».
من جهته، أكد المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيربي أنه «ينبغي ان يكون للشعب الفلسطيني صوت وتصويت عبر سلطة فلسطينية متجددة». وشدد على أن واشنطن ترفض أيضا «تقليصا لحجم غزة» و«نزوحا قسريا للفلسطينيين خارج» القطاع.
مجازر في خان يونس ورفح
ميدانيا، استهدفت ضربات جوية مدينتي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وقالت وزارة الصحة التابعة في غزة إن عمليات القصف أسفرت عن ارتقاء 110 شهيدا خلال الليل في قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي كامل.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (معا) باستشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين بجروح مختلفة، في سلسلة غارات لطائرات الاحتلال، استهدفت منازل في حي الزيتون بمدينة غزة، وتواجه سيارات الإسعاف صعوبة بالغة في نقل الجرحى، وجثامين الشهداء، بسبب استمرار القصف. كما تعرضت أحياء الصبرة، وتل الهوى، والدرج بمدنية غزة إلى قصف مدفعي مكثف، مخلّفا عشرات الإصابات.
واستشهد ستة فلسطينيين وأصيب آخرون، في استهداف طائرات الاحتلال عددا من المنازل في النصيرات، والبريج، ودير البلح وسط قطاع غزة. وأسفر القصف المدفعي على المناطق الشرقية والغربية من مدينة خان يونس جنوب القطاع، عن ارتقاء شهيدين، وإصابة آخرين بجروح. كما نفذ طيران الاحتلال أحزمة نارية على بلدة خزاعة شرق خان يونس، التي دمر الاحتلال كافة المنازل فيها، بحجة إقامة منطقة عازلة، حسب ما أعلنته منظمة بتسليم الإسرائيلية.
وشرق مدينة رفح، قصفت طائرات الاحتلال منزلين، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين بجروح. كما أطلقت مدفعية الاحتلال عدة قذائف قرب مراكز ايواء وخيام النازحين، في المواصي غرب مدينة رفح. وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، أن مجمع ناصر الطبي لا يزال محاصرا، موضحة أن الاحتلال لا يسهل عملية إجلاء المرضى لعلاجهم بالمستشفى الميداني التابع لها. وأشارت المنظمة إلى أن قوات الاحتلال منتشرة في محيط مستشفيات قطاع غزة، وتمنع الوصول إليها، معربة عن قلقها من استمرار احتجاز الطواقم الطبية.
كما أكدت أن الأهالي والنازحون في مناطق شمال قطاع غزة يعانون مجاعة حادة، ووضعا صحيا كارثيا، في ظل منع وصول المساعدات. ولم تعد المستشفيات الميدانية التابعة للمنظمات الدولية في رفح قادرة على استيعاب النازحين والأهالي.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 29514 شهيدا، ونحو 69616 جريحا. يستمر القلق الدولي على مصير نحو مليون ونصف مليون فلسطيني تضيق بهم رفح (جنوب) قرب الحدود المغلقة مع مصر، بينما أفادت الأمم المتحدة بأنّ 2، 2 مليون شخص باتوا مهدّدين بالمجاعة في قطاع غزة.
وقالت ظريفة حمد (62 عاماً) وهي من سكان بيت حانون ونازحة في مدرسة في مخيّم جباليا شمال قطاع غزة، «كلّ فئات المجتمع الفلسطيني تعاني معاناة شديدة جدّاً، وصلنا الى حدود الفقر المدقع والجوع، لا نجد أكلاً ولا شراباً ولا طحينا ولا مواد غذائية في السوق». وأضافت «صرنا نأكل الأعشاب كلّ يوم.. .أطفال يموتون من الجوع، ورجال وشيوخ يموتون من الجوع.. .كلّ طفل تسأله سيقول لك أنا جائع».
اقرأ المزيد:
شاهدا دموع علي الظفيري في «العدل الدولية» تهز العالم.. ماذا قال؟
«القروش الحوثية» تحوم قرب سواحل عمان وسط تأهب غربي
هدنة غزة في لقاءات استخباراتية بباريس
-