غزة تدخل مرحلة مابعد الكارثة.. طائر الموت يخطف الأطفال الجوعى
تجاوزت الأوضاع الإنسانية في غزة مرحلة الكارثة لتدخل في متاهة مأساوية، إذ يحاصر الجوع الأطفال ويخطف الكثير منهم يوميا نتيجة نقص الغذاء.
قال سليم عويس، الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يوم الأحد إن قطاع غزة «في مرحلة ما بعد الكارثة»، محذرا من الوضع المأساوي الذي يعيشه أطفال القطاع عموما وفي الشمال خصوصا.
المجاعة تحاصر نصف مليون شخص
وقالت مصادر طبية في غزة، إن نصف مليون فلسطيني بشمال غزة يقاسون المجاعة التي تفتك بأرواحهم بصمت.
وأوضحت المصادر الطبية أن هناك 350 ألف مريض يعانون من الأمراض المزمنة، ونحو 60 ألف سيدة حامل.
وأشارت المصادر إلى أن نحو 700 ألف طفل في قطاع غزة يتعرضون لمضاعفات خطيرة نتيجة سوء التغذية والجفاف وعدم توفر الإمكانيات الطبية.
وأضاف عويس لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) «المساعدات لم تدخل شمال القطاع منذ أشهر ما عرَّض الأطفال لمشاكل سوء التغذية وعدم توافر الرعاية الصحية والمياه وكل مقومات الحياة».
متحدث اليونسيف مضى في كلامه «نحن الآن في مرحلة ما بعد الكارثة، ووضع الأطفال يزداد سوءا ومأساوية. أكثر من 1.7 مليون نازح نصفهم أطفال، والآلاف منهم يعانون من إصابات أدت لفقد أحد أطرافهم، ومنهم من يعاني إصابات ستلازمهم لفترات طويلة»
وأضافت المصادر أن إسرائيل تضع سكان قطاع غزة في مثلث الموث المتمثل بالاستهداف والمجاعة والأوبئة، مضيفة أن استمرار الحرب في قطاع غزة يعني مزيدا من الإبادة الجماعية.
وناشدت إدارة مجمع كمال عدوان الطبي في شمالي قطاع غزة المواطنين يوم الجمعة من أجل التبرع بالدم لإنقاذ المرضى والجرحى في المستشفى.
وتابع متحدث اليونسيف «نسب سوء التغذية ازدادت بشكل كبير بسبب الحرب. ما قبلها كانت النسبة 0.8% في قطاع غزة، والآن في الشمال وصلت إلى 15.6% وفي الجنوب وصلت إلى 5% ما يدلل على مدى خطورة الوضع الإنساني على الأطفال. والمساعدات التي تدخل للقطاع ليست كما يجب في ظل الكارثة التي يعيشها المواطنون».
وقال إن حياة الأطفال معرضة للخطر ما استمرت الحرب «ليس فقط بسبب القصف لكن لأسباب إضافية أهمها سوء التغذية وانتشار الأمراض والعطش. من الضروري وقف إطلاق النار فورا وبشكل مستدام، ليتم إدخال المساعدات بشكل مستمر ودون قيود لضمان إدخالها بكميات كافية وبشكل آمن للطواقم التي تعمل على إدخالها».
وشدد عويس على أن جميع الأطفال في قطاع غزة يفتقرون للحماية، «ولا يتم احترام القانون الدولي الإنساني الذي ينص على حمايتهم».
وأضاف «بحسب تقديراتنا، هناك 17 ألف طفل منفصلون عن عائلاتهم، والعديد منهم فقدوا ذويهم أو أحدهم أو انفصلوا عنهم بسبب العنف، أي أن 1% من النازحين أطفال منفصلون عن ذويهم، وهذا أمر خطير وحساس خاصة للذين لا يملكون أي جهة تعمل على رعايتهم، وفي ظل الخطر على الأرض من الصعب الاهتمام بهم من قِبل الجهات المعنية».
وحذر عويس من المخاطر المحدقة بالأطفال في ظل سوء التغذية ونقص المواد الغذائية والرعاية الصحية وانتشار الأمراض بين الصغار سواء الرئوية أو المعوية، إضافة إلى انتشار فايروس الكبد الوبائي.
وقال «كل هذه العوامل وخاصة سوء التغذية التي تضعف جهاز المناعة تشكل خطرا على الأطفال وعلى مستقبلهم ونموهم».