مباحثات مصرية - إيرانية حول غزة في جنيف
أجرى وزيرا خارجية مصر سامح شكري وإيران حسين أمير عبد اللهيان مباحثات ثنائية على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان بجنيف، تطرقت إلى ملفات إقليمية، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأفاد بيان للخارجية المصرية بأن اللقاء استهدف متابعة مسار العلاقات الثنائية عقب لقاء رئيسي البلدين في نوفمبر الماضي، والتشاور «حول الحرب في قطاع غزة، ومخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة».
مشاورات مصرية إيرانية حول غزة
وفي الأول من نوفمبر الجاري، أجرى شكري وعبد اللهيان اتصالا هاتفيا، أعربت خلاله القاهرة عن قلقها واستنكارها لاتساع رقعة التوترات العسكرية في منطقة جنوب البحر الأحمر، لافتًا إلى أن ذلك يُؤثر سلبًا على مصالح العديد من الدول، ومن ضمنها مصر، نتيجة «ما تشكله من تهديد لحركة الملاحة الدولية في هذا الممر الملاحي الدولي المهم والاستراتيجي».
ورغم التحفظ المصري على العمليات العسكرية التي تشنها جماعة الحوثي المرتبطة بإيران في البحر الأحمر، لكنها لم تشارك في تحالف عسكري دولي موجّه ضد الجماعة، وتتمسك بطريق المفاوضات الدبلوماسية لوقف العدوان على قطاع غزة.
سامح شكرى يلتقى بوزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان بجنيف. اللقاء يستهدف متابعة مسار العلاقات الثنائية عقب لقاء رئيسى البلدين فى نوفمبر الماضى، والتشاور حول الحرب في قطاع غزة ومخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة.@Amirabdolahian@IRIMFA_AR pic.twitter.com/N8xly0C6Ra
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) February 27، 2024
وتشن جماعة الحوثي هجمات تستهدف السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، من أجل الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مشددًا على استمرار عملياتها حتى إنهاء الجرائم الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني.
السيسي ورئيسي وجهًا لوجه
وفي نوفمبر الماضي التقى الرئيسان المصري والإيراني للمرة الأولى، على هامش القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض. وفي ديسمبر ناقش الزعيمان والتقى الرجلان التطورات في حرب غزة، وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما، وذلك خلال أول مكالمة هاتفية بينهما».
وقطع البلدان العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1979، قبل أن تُستأنف من جديد بعد ذلك بـ11 عامًا، لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب المصالح. وشهدت الأشهر الماضية لقاءات بين وزراء مصريين وإيرانيين في عدة مناسبات، لبحث إمكانية تطوير العلاقات بين البلدين.
بدأت العلاقات في التحسن، منذ مايو 2023، عندما وجّه الرئيس الإيراني وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز العلاقات مع مصر. وقتها نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن المرشد الإيراني علي خامنئي قوله إن طهران ترحب بتحسين العلاقات الدبلوماسية مع مصر.
جانب من لقاء وزيرى خارجية مصر وإيران فى جنيف صباح اليوم. pic.twitter.com/2iVD8nsi63
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) February 27، 2024
وتشير تقارير إلى أن مصر تعتبر إيران تمثل تهديدًا ثانويًا لأمنها القومي، مقارنة بالتهديد الأول المتمثل في جماعات الإسلام السياسي، لكنها في الوقت نفسه تتابع بقلق تعزيز إيران نفوذها الإقليمي، ومساعيها في المنطقة العربية.
مصر متحفظة على اتساع التوترات في البحر الأحمر
ودفعت التطورات الأخيرة في البحر الأحمر وتداعيات العدوان على غزة، إلى تكثيف اتصالات مصر، المضطلعة بدور وسيط، وإيران المرتبطة بجماعات مسلحة تستهدف حلفاء الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.
لكن القاهرة التي تأثرت اقتصاديا بسبب الأحداث، سبق أن نقلت لطهران البالغ من اتساع رقعه الصراع في المنطقة، والذي ألقى بظلاله بشكل سلبي وخطير على سيادة واستقرار عدد من الدول العربية، وهو الأمر الذي ينذر بعواقب خطيرة على المنطقة والسلم والأمن الدوليين، مشددًا على أن اتساع رقعة ونطاق الصراع لا يصب في مصلحة أي طرف، ويؤثر سلبًا على المساعي المبذولة لحلحلة الأزمة.
وسبق أن أعرب شكري لنظيره الإيراني عن «قلق واستنكار مصر لاتساع رقعة التوترات العسكرية في منطقة جنوب البحر الأحمر، والتي تؤثر سلباً على مصالح العديد من الدول، ومن ضمنها مصر، نتيجة ما تشكله من تهديد لحركة الملاحة الدولية في هذا الممر الملاحي الدولي المهم والاستراتيجي».
اقرأ أيضًا:
مسؤول مصري سابق يحمل أميركا مسؤولية اضطراب الملاحة في البحر الأحمر