خليجيون| محرقة غزة تفتح شهية الاستيطان بالضفة
في خضم العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر 2023، إتخذت سلطات الاحتلال خطوات توسعية في بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، عبر إجراءات يراها مراقبون تحركات تناهض مطالب حل الدولتين واستغلال الحرب بـ «الاصطياد في الماء العكر».
التعهد ببناء 3 آلاف مستوطنة
وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قد تعهد أمس الثلاثاء بمواصلة توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة،
وأعلن سموتريتش الموافقة على بناء مستوطنة جديدة تسمى مشمار يهودا في جوش عتصيون، وهي مجموعة من المستوطنات اليهودية تقع جنوبي القدس، وقال إن «إسرائيل ستواصل السماح ببناء المزيد من المستوطنات»، حسب رويترز. وأضاف في بيان «سنواصل زخم الاستيطان في كافة أنحاء البلاد».
الإعلان الإسرائيلي جاء بعد أيام فقط من تعليقات لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال فيها إن واشنطن تعتبر المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية تتعارض مع القانون الدولي، مما يعني العودة إلى الموقف الأميركي القديم الذي حادت عنه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
ورقة انتخابية للحكومة المتطرفة
ويقول أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة السويس المصرية الدكتور سامح عباس، إن الحكومة اليمينة المتطرفة تعكف على اقتنصاص رصيد شعبي من الداخل الإسرائيلي عبر تحقيق هدفين أولهما القضاء على حركة (حماس) والأخر هو بناء المستوطنات في ظل إنشغال العالم والمجتمع الدولي بالأزمة الإنسانية الواقعة في القطاع الفلسطيني منذ ما 145 يومًا حيث القصف وعمليات الإبادة والتجويع بحق المدنيين للضغط على حماس للقبول بالصفقة.
ويلفت عباس في تصريح إلى «خليجيون» إلى أن «مصير الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، مرهون بتحقيق تلك الأهداف لاسيما وأن المستوطنات يجرى منحها بإمتيازات متعددة للإسرائيليين سواء ببناء أماكن جديدة أو طرد الفلسطينيين من منازلهم وتسكين إسرائيليين بدلا منهم».
ويشير أستاذ الدراسات الإسرائيلية إلى أن «المستوطنات باتت إحدى الأوراق الانتخابية للحكومة المتطرفة»، مؤكدًا أن المستوطنيين يمارسون اعتداءات متواصلة على الشعب الفلسطيني تحت حماية قوات الاحتلال.
اعتراض أميركي
واشنطن، وكالعادة، اكتفت بالتعبير عن «خيبة أملها» من إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن خطط لبناء 3 آلاف وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي من الأرجنتين الجمعة الماضية:«نأسف لإعلان الحكومة الإسرائيلية نيتها بناء آلاف الوحدات الاستيطانية».
وأضاف أن «الولايات المتحدة تعتقد أن المستوطنات لا تتماشى مع القانون الدولي، ولا تساعد على الوصول إلى السلام. هي فقط تضعف أمن إسرائيل ولا تقويه».
الاستيطان يتماشي مع السياسة الأميركية
بينما يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة في تصريح إلى «خليجيون» أن الولايات المتحدة الأميركية «تحاول إظهار صورة مغايرة عن سياستها الحقيقة تجاه المستوطنات وفي نفس الوقت تدافع عنها ضد أي قرار باستخدام حق الفيتو».
ويوضح نافعة في تصريح إلى «خليجيون» أن أميركا استخدمت الـ«الفيتو» ضد دعوات تنادي بوقف الاستيطان، منوهًا إلى قرارها بمجلس الأمن في 2011 خير دليل على «النفاق الأميركي» الممارس أمام المجتمع الدولي.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت في فبراير 2011 حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الامن الدولي يدين البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وذلك بعدما رفض الفلسطينيون سحب نص مسودة أعدتها دول عربية.
وأيضًا دعا المشروع في صيغته التي عرضت على المجلس جميع الأطراف الى الاستمرار في مفاوضاتهما بشأن قضايا الوضع النهائي بما يصب في صالح تعزيز السلم والأمن وبما يتماشى مع الشروط المتفق عليها وفي اطار الجدول الزمني الذي حددته اللجنة الرباعية في سبتمبر 2011.
ولطالما دعت الأمم المتحدة السابقة اسرائيل، باعتبارها قوة احتلال، التوقف فورا عن ممارسة نشاطات استيطانية. وكانت مسودة القرار العربي تبنتها 100 دولة من اعضاء الامم المتحدة، فيما بدا تاييدا كاسحا للموقف الفلسطيني.