لا تستهينوا.. سفير مصر السابق بإسرائيل يحذر من اجتياح رفح
وجه سفير مصر السابق لدى إسرائيل حازم خيرت، تحذيرا لما اعتبره «الاستهانة» بالتهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح الفلسطينية، مؤكدا أن القيادة الإسرائيلية تمر بحالة «فقد توازن» يمنعها من السيطرة على ردود فعلها.
وقال خيرت:«بالرغم من أن بنيامين نتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي) يأخذ في حسبانه جيدا، ويشعر بالقلق من ردة فعل الجانب المصري (حال قيامه باجتياح مدينة رفح جنوبي غزة)، إلا أنه يجب أن نأخذ على محمل الجد التهديدات باجتياح المدينة»، وفقا لوكالة أنباء العالم العربي.
وأضاف «نتنياهو حاليا فاقد لتوازنه ويتعامل بطريقة فيها نوع من التسرع لأنه محاط بمشاكل كثيرة، داخليا وخارجيا، وسياسيا وقضائيا، ويعلم جيدا أنه بمجرد انتهاء هذه الحرب سوف تنتهي حياته السياسية ويمكن أن يتعرض للمحاكمة، ويعلم جيدا أن الرأي العام الإسرائيلي في حالة غليان، وأن الداخل الإسرائيلي مليء بالمشاكل، وكل ذلك قد يدفعه للقيام بأي تصرفات».
وتوقع أن «نتنياهو، في نهاية الأمر، سوف يحسب الأمور جيدا، وذلك سيعتمد على كم الضغوط التي يتعرض لها».
وفي الوقت نفسه حذر من «أن إسرائيل قد تقوم بأي شيء، حيث لم يكن أحد يتوقع أبدا أن تقتل ما يقارب 30 ألف فلسطيني».
مصر تتدخل
وأشار السفير المصري السابق في تل أبيب إلى أنه «في حالة حدوث ذلك، أتصور أن مصر سيكون لها دور، وأتمنى أن تؤدي التهدئة القادمة إلى حالة يتبعها وقف لإطلاق النار، حتى نتجنب هذا الموضوع».
كان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال الثلاثاء الماضي إن أي «عمل عسكري إسرائيلي في رفح بجنوب قطاع غزة من شأنه أن يهدد أسس السلام في المنطقة» كما حذر، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، من أن أي عمل عسكري إسرائيلي في رفح، سيكون له «عواقب كارثية تهدد أسس السلام في المنطقة».
وحول الجهود المصرية الداعمة للفلسطينيين في غزة، قال خيرت «لسنا بحاجة إلى إبراز الجهود المصرية التي بدأت منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، والمساعدات التي وصلت إلى الأخوة في فلسطين في غزة، منذ اليوم الأول للحرب، تمت بجهود مصرية».
وأضاف «موقف مصر قوي جدا في هذا الموضوع، و80% من المساعدات التي قدمت إلى غزة في الفترة السابقة كانت مساعدات مصرية، ونظرا لامتلاك مصر حدود مشتركة (مع غزة)، فالعالم بأسره يعتمد على مصر في عملية إدخال المساعدات».
وأعلنت مصر والأردن في وقت سابق اليوم تنفيذ عمليات إنزال مساعدات إنسانية على قطاع غزة جوا بالتعاون مع الإمارات وسلطنة عمان والبحرين.
وقال الجيش المصري إن طائرات نقل عسكري مصرية وإماراتية نفذت عمليات إسقاط جوي ليلا لعشرات الأطنان من المساعدات والمواد الإغاثية العاجلة للتخفيف من الأزمة الإنسانية الحادة في غزة.
وكشف ذكرت وزارة الصحة في غزة في بيان أن 30228 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 71377 جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.
تنديد دولي
وكانت دول عدة والأمم المتحدة قد عبروا عن صدمتهم وقلقهم بعد استشهاد أكثر من 110 فلسطينيين بحسب حكومة حماس خلال عملية توزيع مساعدات الخميس في مدينة غزة تخللها إطلاق نار إسرائيلي وتدافع، وفق روايتين متضاربتين لإسرائيل والفلسطينيين. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن جنودا شعروا «بالتهديد وأطلقوا النار بصورة محدودة».
وذكر شهود عيان ووزارة الصحة في قطاع غزة أن جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين كانوا يتمركزون قرب دوار النابلسي في غرب غزة، فتحوا النار على الحشد الذي اندفع نحو الشاحنات لدى وصولها الى الدوار.
وفي سياق أخر، طالب السفير الفلسطيني في الأمم المتّحدة رياض منصور خلال الاجتماع بقرار يدعو لوقف إطلاق النار. وقال لصحافيين «هذه المجزرة الوحشية دليل على أنه ما دام مجلس الأمن مشلولاً ويتم فرض الفيتو، فإنّ الفلسطينيين يدفعون حياتهم ثمناً».
وأدانت السلطة الفلسطينية «المجزرة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي»، واتهمت إسرائيل بالسعي إلى «ذبح الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه».
https://twitter.com/adham922/status/1763109213000093908
أخر مستجدات الهدنة
وتتراجع الآمال في التوصل إلى هدنة قبل بداية شهر رمضان الذي يفترض أن يبدأ في 10 أو 11 مارس. وقال بايدن إنه لن تكون هناك «على الأرجح» هدنة في غزة بحلول الاثنين، بعد أن أعرب في وقت سابق من هذا الأسبوع عن أمله في وقف إطلاق النار بحلول الرابع من مارس الجاري ويحاول الوسطاء، قطر والولايات المتحدة ومصر، منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق يسمح بوقف القتال، وإطلاق سراح رهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
نزوح
وأجبر العدوان نحو 1.7 مليون شخص من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2، 4 مليون قبل الحرب، على النزوح من منازلهم. وتقدّر الأمم المتحدة أن حوالى 1، 5 مليون فلسطيني يتكدّسون في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع الحدودية مع مصر.
وفيما يبدو أن القتال بين الفلسطينيين في غزة قد يتسع مداه إلى القدس والضفة الغربية، غذ فتح جيش الاحتلال الإسرائيلي النار الخميس على ثلاثة أشقاء قرب الخليل (جنوب)، فيما قُتل إسرائيليان بالرصاص في هجوم قرب مستوطنة عيلي.