سر تجاهل ترامب أحداث غزة
يبدو مستغربًا للمجتمع ووسائل الإعلام الأميركية التجاهل المقصود من الرئيس السابق دونالد ترامب لأحداث غزة، خلال جولاته الانتخابية التي لم تترك ملفًا محليًا أو دوليًا دون توضيح سياساته المحتملة تجاهه.. فما السر وراء غض الطرف عن غزة؟
تعليق نادر
لاحظت صحيفة «نيويورك تايمز» هذه المفارقة في مواقف الرئيس الأميركي السابق، مشيرة إلى التعليق الخاطف في بداية الأحداث عندما انتقد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قبل أن يتراجع سريعًا من خلال تصريحات عبّر فيها دعمه لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
هل يراوغ ترامب لضمان الأصوات الناقمة من جو بايدن بسبب موقفه من العدوان غزة؟ خاصة أن الأول كان صاحب المشروع الأكبر الداعم لسلطات الاحتلال من خلال «صفقة القرن» التي تبناها خلال فترة حكمه.
ترامب لن يغفر خطيئة نتانياهو
الصحيفة الأميركية تذهب بعيدًا عن المواقف الأيديولوجية وتعتبر أن توجهات ترامب تأثرت بمشاعره تجاه نتانياهو، الذي هنأ الرئيس جو بايدن بالفوز في انتخابات عام 2020، وهو «أمر قد لا يغفره ترامب أبدًا»، على حد وصفها.
الصفوف المقربة من الرئيس السابق لاحظ هذا الموقف الصامت، حيث نقلت الصحيفة عن جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق في عهد ترامب قوله إن «أحد أقرب حلفاء واشنطن تعرض لهجوم، ومن المذهل أننا في مثل هذه الظروف لم نسمع سوى القليل من ترامب».
هل يغيّر ترامب السياسة الأميركية تجاه إسرائيل؟
وعلى الرغم من ذلك يبدو أن ترامب في حال فوزه في الانتخابات المرتقبة لن يغيّر كثيرًا من السياسة الخارجية الأميركية تجاه الشرق الأوسط، لاسيما القضية الفلسطينية، وبالتالي ترى الصحيفة أن موضوع دعم إسرائيل، لا يقلق مستشارو ترامب.
وتنقل الصحيفة عن المتحدثة باسم حملة ترامب الانتخابية كارولين ليفيت القول إن «الرئيس السابق فعل الكثير من أجل إسرائيل أكثر من أي رئيس أميركي في التاريخ، واتخذ إجراء تاريخيًا في الشرق الأوسط أدى إلى خلق سلام غير مسبوق»، على حد زعمه.
ما لم يقله ترامب صرّح به بشكل واحد متحدقه، الذي قال: «عندما يعود الرئيس ترامب إلى المكتب البيضاوي، ستتم حماية إسرائيل مرة أخرى، وستفلس إيران من جديد وستتم مطاردة الإرهابيين».
التوجه الدموي لترامب، لا يدع مجالا لصحيفة «نيويورك تايمز» لكي تترد عن أن «ترامب لم يواجه أي معارضة داخل حزبه بشأن موقفه من إسرائيل وغزة».
طبيعية الصراع الداخلي في أميركا
وهنا يكمن الاختلاف داخل الحزب الديمقراطي يشهد صراعا داخليا بسبب الحرب في غزة، وهو ما يطفو دائمًا على السطحن ويظهر معارضة أميركية داخلية لدعم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي فإن عودة الجمهوريين للسلطة لن يرافقه هذا الجدل.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع كلية «سيينا» في ديسمبر، استياءً واسع النطاق من الناخبين بشأن طريقة تعامل بايدن مع الصراع.
ولذلك تقول الصحيفة إن حملة ترامب الانتخابية وأنصاره يخططون لاستغلال هذا الانقسام لصالحهم، لافتة إلى أن أحد الأفكار التي تجري مناقشتها بين حلفاء ترامب كوسيلة لدق الإسفين بشكل أعمق داخل الحزب الديمقراطي تتمثل هي نشر إعلانات في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في ميشيغان تشكر بايدن على «وقوفه مع إسرائيل».
اقرأ أيضًا:
محاولة اغتيال ترامب الابن.. تحقيقات في «جوبيتر»